الأقباط متحدون | الرد على البلاغ المقدم من الساده الزملاء الاستاذ محمود عبد الشافى وآخرين ضد نيافة الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٣ | الاثنين ١١ اكتوبر ٢٠١٠ | ١ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الرد على البلاغ المقدم من الساده الزملاء الاستاذ محمود عبد الشافى وآخرين ضد نيافة الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس

الاثنين ١١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٤٢: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم:حنا حنا المحامي
الاستاذ المستشار المحامى العام
دار القضاء العالى
تحية وأجلالا:

     مقدمه لسيادتكم الدكتور عوض شفيق وحنا زكى حنا المحاميان, نتشرف بعرض الآتى:

     تقدم الساده الزملاء الاستاذ محمود عبد الشافى وخمسة أساتذه آخرون ببلاغ ضد نيافة الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس لتحريك الدعوى الجنائيه ضده.  وإننا نلتمس حفظ هذا البلاغ للاسباب الآتيه؟

     بادئ ذى بدء نعتذر مقدما إذا استطال هذا الرد على طلب الزملاء إذ أنه يتعين مناقشة ما ورد بالبلاغ المقدم منهم تفصيلا.  وكنا نود أن يكون البلاغ قد جاء قاصرا على النقاط القانونيه ولكن حيث أنه تضمن بعض الوقائع التاريخيه, فإننا نجد أنفسنا مضطرين إلى الرد على تلك الوقائع لتصحيح ما عساه يكون قد ورد به من أخطاء.

     سيدى إن الرد على تلك الاخطاء لا يعنى أى شئ سوى تصحيح الواقع التاريخى.  ذلك أن  المصريين كانوا أقباطا ولم يترك المسيحيه من المصريين إلا تحت ضغوط رهيبه سوف نقوم بشرحها فى حينه.   وهذا التاريخ قد مضى عليه قرون عده, وقد أنصهر المصريون جميعا أقباطا ومسلمين فى بوتقه واحده وأصبحوا أعضاء فى جسد واحد لا ينفصم وهو "مصـــــــــر".

     يقول البلاغ "أعاد المسلمون الفاتحون الامن والأمان إلى مصر وأهلها وردوا عليهم كنائسهم وأموالهم وأمنوهم على أنفسهم وأموالهم ..... إلخ.  ثم سرعان ما انفتحت قلوب المصريين للاسلام وخالطت حلاوة الايمان بالله وحده لا شريك له أفئدتهم فدخل فى دين الله أفواجا عن طواعية واختيارا.... إلخ"

     والمشكله يا سيدى أن المصريين رغم ثقافتهم يقحمون الدين فى كل صغيره وكبيره.  فقد كان الاجدى أن يقولوا "أعاد الفاتحون العرب.."  ذلك أن الفتح وإن كان باسم الدين إلا أن غرضه الاساسى لم يكن إلا استغلال ثروات البلاد ومص دماء المصريين.

     وغنى عن البيان أن المصريين جميعا كانوا وقت الاحتلال مسيحيين, ولم يكن الدين أو التدين  إلا مبررا للاحتلال.  حتى أن العرب أطلقوا على من أسلموا أنهم "أشباه ناس", ويسمونهم "الموالى".

 فالناس فى نظرهم هم المسلمون الوافدون من شبه جزيرة العرب فقط.

     ويقول المقريزى فى كتابه المواعظ والآثار ج2 (إن الحكام العرب (وليس المسلمين) كانوا يتمادون فى فرض الضرائب ليس على الشعب القبطى فقط كما كان يفعل السابقون, بل كانوا يفرضون على الكنيسه ورجالها ورهبانها إتاوات متزايده بل يقبضون عليهم ويعذبونهم.  ويروى المقريزى "إنه بمجرد إعلان حفص بن الوليد إعفاء كل من يسلم من الجزيه بادر حوالى أربعه وعشرون ألفا من الاقباط واعتنقوا الاسلام تخلصا من قيود الجزيه وشتى أنواع الضرائب والاضطهادات الاخرى, وكان إسلام القبط يعفيهم من المظالم ولكنه لا يفتح لهم باب الاندماج الكامل فى حياة العرب (لا الاسلام) ولا يسمح لهم بحالة التساوى الكامل معهم. وظل الاصل القبطى مدانا وكأنه وصمه تطارد صاحبه حتى بعد إعلان إسلامه ودخوله الحياه الجديده فى وضع أدنى مرتبه من الساده ذوى الاصول العربيه والعنجهيه القبليه".

     وهكذا كان الاقباط يدفعون الجزيه هربا من الموت, ثم أسلموا هربا من الجزيه والمظالم الاخرى.  وبتلك العقليه البدويه (وليست الاسلاميه) كان يتعامل الفاتحون مع الاقباط ويمعنون فى إذلالهم حتى بعد أن يسلموا.  فالامر لم يكن إجبارا على الاسلام بل كان فتحا واستغلالا لثروات البلاد.

   فعلى سبيل المثال لا الحصر: لما خرج الوالى عبد الله بن عبد الملك إلى كورة مصر خرج البطريرك ليستقبله ويسلم عليه فلما نظر إليه الوالى استخف به وسأل من هو هذا قالوا له إنه أب جميع النصارى فأخذه وسلمه لواحد من حجابه وقال له (إفعل به ما تريد من الهوان إلى أن يقوم بسداد ثلاثة آلاف دينار) فتدخل أحد الشمامسه والتمس من الوالى الافراج عنه ومصاحبته ليستعطى الشعب القبطى عليه لجمع هذا المبلغ الكبير منهم حتى يتركه الوالى لحال سبيله.  والامثله يا سيدى لا تقع تحت حصر.

     هكذا كان يتعامل العرب مع الاقباط.  حتى التحول إلى الاسلام لم يكن طواعية, مما يتبين معه أن أجدادنا جميعا كانوا أقباطا ولم يتحولوا اختيارا على نحو ما ذهب الساده الزملاء.  على أى حال هذه وقائع تاريخيه المفروض أنها لا تعنينا إلا من الناحيه التاريخيه فقط التى ليس مجالها شكوى قانونيه إلى النائب العام. فالحقيقه ملك للتاريخ, والتاريخ ملك للأجيال.   ولعلها فرصه ليعرف الجميع أن مصر هى الام ولا مجال لمعاملتها معاملة الفاتح الغازى بل يتعين أن تعامل على أن كل من عليها إخوة فى الوطن.  وليس أدل على ذلك من أمريكا التى تضم كل جنسيات وأديان الارض.  مع ذلك فالجميع دون استثناء يعيش فى تناغم وتعاون, وهذا سر عظمة أمريكا.  وكلى ثقه أن مصر لو اتبعت هذا النهج ستكون أعظم دوله على الكره الارضيه.  سيدى هذا ليس خيالا.

     يقول البلاغ "بلغ الاجرام مداه...."  وإنى يا سيدى أود أن يكون الزملاء المحامون قد نزهوا أنفسهم عن استعمال أسلوب الشتائم التى لا تتناسب مع أسمى مهنه عرفها الانسان ذلك أن الساده الزملاء هم القضاء الواقف بما يتعين أن يتصف به من صفاء ونقاء وحيده. بل إن أسلوب الشتائم يبين بوضوح أن الشكوىا ليست موضوعيه.  كذلك يدعى الزملاء أن الهجوم على المقدسات الاسلاميه لا يزال مستمرا.  ولست أدرى من أين أتى الساده الزملاء بهذا الكلام؟  هل حدثت مثل تلك الاساءات فى الجرائد الرسميه كما يحدث ضد المسيحيه؟  هل تنتشر كل أنواع الهجوم على الاسلام فى مطبوعات تباع على الارصفه كما يحدث ضد المسيحيه؟

     سيدى القائمه طويله ولا داعى لفتح الجراح.

     على أى حال فإن الساده الزملاء ينعون المسيرات السلميه التى قام بها بعض رجال الدين فى بلاد المهجر.  وهنا يثور التساؤل ماذا فعل الساده الزملاء إزاء مذبحة نجع حمادى؟ وقبلها إزاء مذبحة الكشح؟ والاحداث التى تدمى القلب والفؤاد لا تقع تحت حصر.  أما اختطاف القاصرات فهذا أمر ثابت بالمستندات التى يمكن بسهوله الحصول عليها وتقديمها لعدالتكم إذا لزم الامر.

     أما إذا كان الزملاء يحاولون الادعاء بأن الاقباط فى  الخارح يستقوون بالجهات الاجنبيه, ففضلا على أن هذا قول مرسل أنزه الزملاء عن اتباعه, إلا أننا نضيف أننا نفدى مصر من أى اعتداء أيا كان سببه وذلك بكل مرتخص وغال.  وعلى الساده الزملاء كمحامين أجلاء أن يلتزموا بسلامة العباره مبنى ومعنى وإشاره.  وكمحامين عليهم أن يحموا أى مصرى من المظالم.
     أما ما قاله نيافة الانبا بيشوى فقد سبق واوضحناه فى رد مماثل سبق تقديمه إلى عدالتكم ردا على الشكوى التى قدمت من مائه وخمسة عشر محام.  وبإيجاز تام فإن ما قاله نيافة الانبا بيشوى لم يتضمن أى إساءه, تلك الاساءه التى نبعت فقط من خيال الشاكين.  ما هى الاساءه فى القول, "أنا لا أرضى بأى شئ يسئ للمسلمين, ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحيه....".  ما هو مدى التعدى فى هذا القول النبيل؟  لعل عبارة "الاستشهاد" هى التى أثارت الزملاء.  وأود أن أكرر ما سبق قوله من أن الاستشهاد فى المسيحيه لا يتضمن قتلا أو قتالا, بل هو التضحيه بالنفس والجسد مهما وقع اضطهاد على الشخص لتغيير عقيدته".  أى أنه لم يقل سوف نقاتل وسوف نقتل أو نذبح ..... إلى أخر هذه العبارات التى تتردد من المتطرفين.  وهكذا يا سيدى نجد أن التعدى لم يكن إلا من نسج الخيال.

     أما ما قاله الانبا بيشوى من أن المسلمين ضيوف فى بلدنا فقد سبق أيضا واوضحنا المعنى والحقيقه التاريخيه  التى تؤيد هذا القول.  فالمقصود بالضيوف أولئك العرب الذين غزوا البلاد تحت ظل الاسلام, وحولوا أغلب سكانها إلى مسلمين.  بالاضافه إلى الذين من أصول تركيه وكرديه الذين ليسوا من أصول مسيحيه ...إلخ.  وطبعا هو لا يقصد المسلمين الذين كانوا أقباطا وتحولوا إلى الاسلام فهؤلاء مصريون أصلاء.  أما عبارة أن هذا القول يتضمن مطالبه برحيل الضيوف فهذا تحميل للقول أكثر مما يحتمل بل إن النص لا يحتمله إطلاقا, ذلك أنه كان يمكن أن يقول "عليهم أن يرحلوا" على نحو ما بدر من العوا, مع ذلك  لم يوجه أى لوم إلى العوا.  واضح أن الاغلبيه – ومنها نقابة المحامين – تكيل بمكيالين.  وهذا ما ننزه عنه رجل العداله ورجال القضاء سواء القضاء الجالس أو القضاء الواقف.

     سيدى ... الساده الزملاء المثقفون رجال القانون يثيرون مرة أخرى موضوع وفاء قسطنطين, وكاميليا شحاته.  وهذا لا يجوز إطلاقا برجال قانون, ذلك أن الاولى قد توجهت للنيابه وقالت بإرادة حره طليقه, "أنا مسيحيه وحافضل مسيحيه وحاموت مسيحيه".  أما الثانيه فقد أعلنت على الفضائيات على مدى خمس عشرة دقيقه أنها لم تتحول إلى الاسلام وأنها مسيحيه وستظل مسيحيه.  

     وهنا يثور التساؤل:  هل إذا أصدرت محكمه حكمها بإدانة أو براءه شخص, على المحكمه أن تكرر هذا الحكم كل بضعة أيام؟  هذه هى الحاله.  إن السيدتين تتمسكان بعقيدتهما المسيحيه علنا وعلى الملأ.  ما هى المشكله إذن.  إننا تنزه الزملاء المحامين بأن يتشبهوا بالجهله الذين يرددون هذا القول بلا وعى أو فهم.  ولا يجوز أن يتأثروا بالغوغاء الذين رفعوا الاحديه ضد البابا شنوده.  حقيقة إن هؤلاء الغوغاء قد رفعوا الاحذيه على هذا النحو لأن عقولهم ورؤوسهم أدنى من مستوى الاحذيه, لكن هذا الامر يختلف تماما مع الزملاء المحامين.  ولو كانت إحداهن محتجزه بواسطة الكنيسه على نحو ما زعم البلاغ لما خرجت كاميليا وأعلنت ما أعلنت, لما قررت وفاء بأنها مسيحيه وستظل مسيحيه.  
     سيدى إنى أنزه الساده الزملاء أن يرددوا أقوالا مرسله دون دليل وهم قامة كبيره فى المحاماه والقانون.

     ينتهى الساده الزملاء بمطالبة عدالتكم بالآتى:
1-    سرعة التدخل بالافراج عن السيده وفاء والسيده كاميليا.
2-    إخضاع الكنيسه والاديره للرقابه الماليه.
3-    سرعة التحقيقات فى أقوال الانبا بيشوى.
4-    مطالبة الكنيسه بأن تقوم بواجبها نحو هجوم الكهنه على الاسلام.

     أما عن المطلب الاول فقد سبق الرد عليه فى قلب هذا الرد.
أما عن المطلب الثانى والخاص بالرقابه الماليه.  هنا أقول إنه أمر مؤسف أن يصدر مثل هذا الطلب من رجال قانون.  إن تدخل الدوله يتمثل فى الجهاز المركزى للمحاسبات.  هذا الجهاز يختص بمراقبة الاموال والمصروفات التى تقوم بها أو تدعمها الدوله.  والكنيسه لا تحصل من الدوله على قرش واحد.  فما هو النص الدستورى أو القانونى الذى يدعم مطلب الساده الزملاء؟

وعن المطلب الثالث فقد بينا أن نيافة الانبا بيشوى لم يقل سوءا إلا فى مخيلة الساده الزملاء.

وعن المطلب الرابع بأن تقوم الكنيسه بواجبها تجاه الهجوم على الاسلام.  وهنا نود أن نقول إن التقصير هو تقصير الساده الشيوخ.  إنهم يلتزمون الصمت المطبق أمام أية أقوال أو آراء وهذه ليست رسالتهم.  إننا يا سيدى حين نتكلم عن الاديان نتكلم عن الحياه الابديه, حياة الخلود حيث لا ينفع الندم بعد العدم, وكلنا مسيحيون ومسلمون يهمنا أن نبحث عن الحقيقه والحقيقه وحدها.  هذا من ناحيه.  من ناحية أخرى هل تحمس الساده الزملاء من الهجوم على المسيحيه بمثل هذا الحماس أو حتى أقل؟  سيدى:    إن المبادئ لا تتجزأ  وعلى الساده الزملاء أن ينتهجوا بموضوعيه وحياديه أومقارعة الحجه بالحجه والرأى بالرأى أو الالتزام بقواعد الحيده التامه بعيدا عن أى مناقشه دينيه حتى نعيش كما كنا وحدة واحده وطنا واحدا قلبا واحدا وكل مصرى له أن يعبد خالقه بالصوره التى تناسبه حتى يعيش الجميع فى سلام ووئام كما كنا أيام الزمن الجميل.

                                              بناء عليه

     نلتمس من عدالتكم حفظ البلاغ المقدم من الاستاذ محمود عبد الشافى وأخرين الاساتذه بنقابة المحامين بالقاهره ضد نيافة الانبا بيشوى, مع توجيه الساده الزملاء بلالتزام بالحيده والموضوعيه, وألا يتشبهوا بغير المثقفين.
 
ونضرع إلى اللله أن يقى مصرنا الغاليه من روح التعصب البغيض ويقيها من أى شر أو شبه شر.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والاجلال
                                                                   دكتور عوض شفيق المحامى
                                                                  حنا زكى حنا المحامى (بالمعاش                             




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :