نعيم يوسف
ما يحدث من ثورة عرقية في إثيوبيا يهمنا في مصر بالتأكيد، بل ويعتبر في بعض الأوقات مسألة حياة أو موت، بسبب سد النهضة الذي تعتزم أديس أبابا بنائه، ولكن من المبكر جدا الحكم على الأوضاع هناك، ومن المبكر جدا الحكم على وجود تدخل مصري من عدمه.
أكثر ما يثير الغرابة في الأمر هو تناول الإعلاميين المصريين للأمر حيث تراوحوا ما بين شامت ومؤيد طائفي، وزاعم بأن المخابرات المصرية لها يد في ذلك، وكأنهم كانوا موجودين ومستشارين لواضعي الخطة، وهذا الأمر لا يخدم المصالح المصرية، ولا يختلف كثيرا عن الإجتماع السري (العلني) الذي بثه الرئيس الأسبق محمد مرسي على الهواء.
أظهر البعض شماتة غريبة فيما يحدث من زعزعة لإستقرار إثيوبيا لأنهم يبنون سدا سيمنع عنا المياه، وأظهر البعض الأخر تأييدا طائفيا ليس غريبا ولا مستغربا على هؤلاء لمجرد أن الثائرين مسلمي الديانة، وذلك يعيد للأذهان فرحة هؤلاء بضرب برج التجارة العالمي، فيما أفتى أخرون بوجود يد مصرية وراء ذلك، في إعلان صبياني لا يعرف معنى ألف باء سياسة.
إن السياسة لا تدار بالمشاعر سواء الحب أو الكراهية، السياسة تديرها المصالح والمصالح فقط، ومصلحة مصر حاليا هو عدم إرتباط اسمها من بعيد أو قريب في إعلامنا المصري بما يحدث، أما إذا كانت مخابرات دول أخرى زعمت وجود دورا للقاهرة في ذلك، فلتتحدث عنه هذه المخابرات وهذه الدول، أما مصر فمن المبكر جدا ربط اسمها بهذا الأمر.