الأقباط متحدون - مجرد بَوُ
أخر تحديث ٢١:٥٠ | الخميس ٢٤ ديسمبر ٢٠١٥ | ١٤ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مجرد "بَوُ"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ماجد سمير
نجح الصعيدي القديم بعبقرية شديدة في التحايل على البقرة الحزينة بسبب نفوق وليدها فور ولادته لأي سبب كان، بهدف استمرارتحقيقه للاستفادة من لبنها ؛ من المعروف أن البقرة عندما تفقد وليدها احتمالات إصابة درعها بالجفاف سواء بشكل ومؤقت او نهائي كبيرة جدا، وتفاديا للخسارة صنع الصعيدي بمهارة فائقة "البو"  وتنطق الكملة قليلة الحروف بفتح حرف الباء وعلى وزن حرف "الشعلقة" الشهير في لغاتنا العربية العتيدة  "لو".

  و "البو" عبارة عن مجسم من جلد الوليد النافق يعبأ بالقش وضعه الرعاه قديما أمام الناقة لتدر اللبن بعد شمها للجلد فيحن درعها مفرزا لبنا، وقلدهم الصعيدي القديم وصنع ما يشبه العجل الصعير بنفس الطريقة ووضعه أمام البقرة فتتخيل أنه وليدها ولا يتوقف درعها عن در اللبن بلا انقطاع.

الخداع يبدو نبيلا لاستمرار الحياة وتحقيق الاستفادة والغريب أن السطلة  كثيرا ما تستغل المصريين لسنوات متواصلة عاشوا طويلا في نفس الخداع وضع أمامهم " البو" وانطلقوا في مفرمة الحياة دون توقف حالمين وأملين الوصول إلى أهداف وطموحات معينة وأحلام منها البسيط ومنها المستحيل لكنها في النهاية أحلام مشروعة ترتبط دائما بالعمل.

تماما كالبقرة أو الناقة مجرد أن تشم جلد وليدها تدر لبنا ينطلق الإنسان المصري خلف الحكومة ويعمل ليل نهارد لمجرد ظهور ضوء بسيط في نهاية طريق شديد الظلام يتخبط يمينا ويسارا وشرقا وغربا ولا يكل أو يمل ولا ييأس فهو دائما على قناعة أن العمل له نتيجة وأن المجهود لابد أن يكون النجاح متوجا لمشواره مهما طال أو واجه من صعوبات لكن في النهاية يظل يعمل وينتج ويدور في فلك حددته له السلطة سلفا، ويظل الأمل والحلم والطموح ليس أكثر من مجرد "بو"


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter