في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، يبقى الحل في يد المملكة العربية السعودية، بحسب ما ذكر الكاتب السعودي نواف عبيد، خاصة أن جزء من حرب التنظيم المتطرف يتمثل في صراع نفوذ مع المؤسسة الدينية السعودية.
ميليشيات داعش
وأضاف الكاتب، في مقاله بصحيفة "جارديان" البريطانية، أمس الأول، أن إدراك المملكة هذه الحقيقة دفعها لتتولى بنفسها قيادة التحالف الإسلامي الذي أعلن عنه نائب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، باعتبارها القوى الوحيدة القادرة على هزيمة التنظيم المتطرف الذي صار يمثل تهديدا خطيرا ليس فقط على محيطه الإقليمي لكن على العالم كله.
الأمير محمد بن سلمان
ودحض الكاتب السعودي محاولات بعض الكتاب الغربيين إلصاق أفكار التنظيم المتطرف للمملكة، من خلال ما يسمى الفكر الوهابي، حيث ساق عدة أسباب رئيسية في هذا الإطار
1- السلفية والخوارج
التنظيم المتطرف إمتدادا للخوارج
قطاع كبير من الكتاب والمحللين يرون أن "داعش" هو امتداد للمنهج السلفي الذي تتبناه المملكة، إلا أن الواقع ليس كذلك إطلاقا، بحسب الكاتب، الذي أوضح أن التنظيم المتطرف هو امتداد لجماعة الخوارج الذين انشقوا على الأمة الإسلامية إبان عهد الخلفاء الراشدين، وهم من قتلوا الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، حيث يتنبى التنظيم الأفكار نفسها التي تقوم على قتل كل من يخالفه في الرأي باعتباره كافرا، وهو الأمر البعيد تماما عن المنهج السلفي.
2-ولي الأمر
السعودية تنظر للملك بأنه ولي الأمر وهو ما يقوض أحلام خليفة التنظيم
يعد ولي الأمر هو أعلى سلطة سواء على المستوى السياسي أو الديني أو الاقتصادي، وتتمثل هذه السلطة في العاهل السعودي باعتباره مبايعا من الشعب، وهو الأمر الذي لا يقبله التنظيم المتطرف، وبالتالي تخوض المملكة صراعا من أجل الحفاظ على سلطاتها وسطوتها في ولاية العالم السني.
3- استعادة الخلافة
السعودية ترى نفسها مركزا للإسلام السني
تنظيم "داعش" يسعى نحو استعادة الخلافة وهو الأمر الذي ترفضه المملكة تماما، حيث ترى السعودية نفسها مركزا للإسلام، وبالتالي تقوض أحلام التنظيم المتطرف للقيام بهذا الدور، لذلك نفذت ميليشيات "داعش" عددا من الهجمات الإرهابية على أراضي المملكة خلال العام الماضي.
4- أطماع التنظيم
حقول النفط السعودي أحد أهم أهداف التنظيم
السبب الأخير للصراع بين السعودية وداعش، يتمثل في الطموحات المالية للتنظيم، حيث يسعى لتوسيع موارده بصورة كبيرة، من خلال السيطرة على حقول النفط الهائلة المتواجدة بالمملكة، وهو الأمر الذي يمثل تهديدا مباشرا للسعودية، وبالتالي لا يمكنها الوقوف صامتة أمامه.