الأقباط متحدون | تسمية الأقباط الباطلة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٣٦ | الأحد ١٠ اكتوبر ٢٠١٠ | ٣٠توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٧١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تسمية الأقباط الباطلة

الأحد ١٠ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: لطيف شاكر
في تحقيق مع المحررة "أميرة إبراهيم" في جريدة  'اللواء الإسلامي'،  يقول د. "عبدالحليم عويس"- أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية: "الإخوة المسيحيبن يسمون أنفسهم تسمية باطلة، فهم يسمون أنفسهم بالقبط وكلمة قبطي اشتقت من اليونانية 'ايجبتي' أي مصري أي تطلق على كل مصري مسلمًا كان أم مسيحيًا، وأحب أن أذكر الأنبا بمجموعة حقائق تاريخية ثابتة، أولاً قبل فتح "عمرو بن العاص" لـ"مصر" كان النصارى أقلية مضطهدة، وكان زعيمهم "بنيامين" مختبئا بالصحراء، فلما انتصر "عمرو" وفتح "مصر" بعث فيهم الروح وأعاد لهم الحياة، واستدعى "بنيامين" من مخبئه بعد أن كان الرومان يلاحقونه ويلاحقون كل النصارى، وبدأ المصريون يعتنقون الإسلام، ولم يتم إجبار أي مصري على ذلك، فالإسلام لا يعرف الإكراه في الدين. وفي القرن الثالث الهجري أي بعد دخول الإسلام "مصر" بـ'375' سنة كان عدد المسيحيين يمثل 15% من سكان مصر."
"كما أنه لمدة خمسمائة عام حكم الهكسوس العرب "مصر"، فقد كانوا عبارة عن قبائل عربية نازحة تمكنت من طرد الفراعنة وحكم "مصر"، وهم كانوا ملوكًا عربًا وكانوا موجودين في عهد "يوسف" عليه السلام."

"وهنا نشير إلى إنه من إعجاز القرآن الكريم في سورة "يوسف" إنه لم يرد مصطلح "فرعون" أبدًا، بل "ملك" بينما التوراة أسمته فرعون، لكن لقب فرعون لا يُطلق إلا على المصريين الأصلاء، يقول تعالى: "وقال الملك أئتوني به استخلصه"،  وقال الملك: إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن. كما كانت هناك جالية عبرانية يهودية، استوطنت "مصر" بعد التقاء يعقوب بابنه "يوسف" عليهما السلام، وأيضًا جاءت هجرات أخرى لـ"مصر" بعد الهكسوس قادمة من الجزيرة العربية، حيث كان أهل الجزيرة إذا انقطع المطر عامين لا يستطيعون الحياة فيها فتكون الهجرة هي الحل."

"وفي ضوء هذه الحقائق التاريخية، لم تكن "مصر" مسيحية في أي وقت من الأوقات، لا كمرحلة انتقالية بين العصر الفرعوني والإسلامي، ولا أيام الفتح الإسلامي. ولم يحدث في التاريخ أن كان المسيحيون في "مصر" يمثلون الأغلبية في أي وقت من الأوقات. والقول بأن المسلمين ضيوف على أهل "مصر" إنما هو نوع من الجنون والخيانة العظمى.. وهذا الكلام الذي يزعم إننا كمسلمين ضيوف على أرض وطننا كلام لا يقوله عقلاء، وحتى القوانين الدولية تمنح من عاش في بلد من (30) إلى (50) عامًا جنسيتها ويكون مواطنًا من الدرجة الأولى. إن أشقاءنا المسيحيين من أبناء "مصر" المخلصين عليهم التصدي لمثل تلك الأقاويل العبثية الخطيرة التي تطيح بأمن المجتمع ومستقبله، فنحن شركاء في الوطن واجهنا الحروب والمعارك ضد أعداء "مصر"، وكنا دائمًا في خندق واحد، وبيننا تاريخ مشترك وعلاقات وطيدة، ولم تتمكن قوى الاحتلال والاستعمار من تمزيقها.' (انتهي)

يبدو أن الدكتور لم يقرأ التاريخ جيدًا أو قرأه من كتب إسلامية فقط دون التطرق إلي أمهات كتب التاريخ، أو ربما قرأ التاريخ من خلال المقررات الأزهرية .. عمومًا فقد جانبه الصواب ولم يستند في كلامه بأي مرجعية أو كتب المؤرخين الثقات وغير الثقات , وأود أن أحلل كلماته في البنود التالية:

لكن قبل الاستطراد في الردود علي الأخطاء الواردة دون دليل علي إدعاءته, أود احاطته إننا كأقباط نرفض كلام الأنبا "بيشوي" رفضًا تامًا، ونشجب كل ما تفوًّه به بخصوص ما يتعلق بالعقيدة الإسلامية، فهذا ليس شأنه ولا يجب أن يذهب إليه.

أما بخصوص أن القوانين الدولية تمنح من عاش في بلد من (30) إلى (50) عامًا جنسيتها، ويكون مواطنًا من الدرحة الأولي... بل أود أن أؤيدك وأزيدك تأييدًا، فيكفي خمسة سنوات فقط لكسب جنسية البلد، وحينئذ يكون مساويًا لأبناء البلد بالمولد والنشأة, وله نفس الحقوق والواجبات, وله الحق في الترشيح للمجالس النيابية والتشريعية، ويتقلد أعلي المناصب.

أما الأخطاء التي يجب أن تتداركها فتتمثل في:
أولاً: الإخوة المسيحيين يسمون أنفسهم تسمية باطلة بالقبط.
ثانيًا: قبل فتح "عمرو بن العاص" لـ"مصر" كان النصاري أقلية مضطهدة (فتح- النصاري-  أقلية).
ثالثًا: ولم يتم إجبار أي مصري على الإسلام، فالإسلام لا يعرف الإكراه في الدين.
رابعًا : كما إنه لمدة خمسمائة عام حكم الهكسوس العرب "مصر"، فقد كانوا عبارة عن قبائل عربية نازحة تمكنت من طرد الفراعنة وحكم "مصر"، وهم كانوا ملوكًا عربًا، وكانوا موجودين في عهد "يوسف" عليه السلام.

ونتناول الآن الرد علي كل  بند علي حدة..
بالنسبة إلي الخطأ الأول: لم يُسم الأقباط أنفسهم بالقبط؛ لأن حروف القاف والطاء لا توجدان في اللغة الديموطيقية أو القبطية أو اليونانية، فكان المُسمَّي جيبت لأن الجيم والتاء من أصل حروف هذه اللغات, أما كلمة "قبط" مُسمَّي إسلامي وأول من أطلقه النبي: (الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله) أخرجه "الطبراني" في الكبير، صححه "الألباني" في السلسلة الصحيحة.

إذا فتحت "مصر" فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمة .. الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع.

ويُقصد بالكلمة سكان "مصر" التي تتكون من المسيحيين الأقباط، تمييزًا للبيزنطيين (الروم حسب رواية القرآن)، والكلمة العربية قبط هي تعريب للكلمة القبطية گِپْتياس، من اليونانية أَيْگُپْتيوس Αιγύπτιος التي تعني مصري؛ من أَيْگُپْتوس Αίγυπτος، الاسم اليوناني لـ"مصر".
 
الخطأ الثاني: يتكون من ثلاث أخطاء ضمنية.
فتح: لم يكن فتحًا؛ لأنها لم تكن مغلقة، بل احتلالا وغزوًا، وإليك الآتي:  يقول الأستاذ "عبد العزيز جمال الدين" في موسوعة تاريخ مصر 6000 صفحة بالبنط العريض في صفحة 706 عنوان "وصف الإسكندرية عند الغزو العربي"

يقول د. "أحمد صبحي منصور" في كتابه "اضطهاد المسلمين لأقباط مصر في "عهد الاحتلال العربي"..
 
يؤيِّد هذا الكلام كل من "بيومي قنديل" في كتابه "حاضر الثقافة في مصر"،  و"السيد محمد البدري"، ودكتور "حجاجي ابراهيم"، د. "سيد القمني" و"محسن لطفي السيد" الذي نادي أن تكون اللغة القبطية هي لغة الوطن.. وفي مقدمة الجميع الذي لا يمكن حصرهم، الأديب الرائد د. "طه حسين" في كتابه الرائع "مستقبل الثقافة في مصر"، وغيرهم.. تقول د. "سيدة اسماعيل" "الكاشف في مصر في فجر الإسلام: كما أنه من المعروف إنه بقى فى مصر "جيش إحتلال عربى"، ولم يُشرك العرب المصريين فى هذا الجيش.

نصاري: أما كلمة النصاري، فهذه تسمية لا تصدر من رجل قارئ متخصص في مادة التاريخ ويدرسها، فالنصاري تُطلق علي شيعة الأبيونيين الذين تواجدوا بالجزيرة العربية وهم يهود تمسحوا واحتفظوا بتعاليم الشريعة اليهودية، وهم مرفوضين من المسيحيين، وتعتبرهم المسيحية بدعة مرفوضة، وعقيدتهم تشبه تمامًا العقيدة الإسلامية.. علمًا بأنهم وُجدوا بالجزيرة العربية قبل الإسلام وكان أسقفهم "ورقة بن نوفل"، وقد شرحت ذلك بالتفصيل في عدة مقالات سابقة. وقد تم طردهم من الجزيرة بناء علي أوامر النبي "لايوجد دينان بالجزيرة العربية"!!!

أقلية مضطهدة: أرجو مراجعة ما قاله المؤرخون في ذلك أمثال:
يقول د. "أحمد  صبحي منصور" في كتابه "اضطهاد الأقباط في مصر بعد الفتح الاسلامي": إن الأقباط الذين دفعوا الجزية يومئذ ستة ملايين (الرجال البالغين)، وشرهت نفس "عمرو" لهذه الملايين، وبعد أن رضى بدفع المصرى دينارين طلب أكثر، و"المقريزى" يذكر أن والى (إخنا) سأل عمرًا عن مقدار الجزية الواجبة على أهل مدينة (إخنا) فقال له "عمرو" يشير إلى ركن الكنيسة "لو أعطيتنى من الركن إلى السقف ما أخبرتك، إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم، وإن خفف عنا خففنا عنكم".

الخطأ الثالث: أراك تقلب الآيات والأحاديث والتاريخ بكلمة واحدة وهي عدم الإجبار !!
 تقول الآية (٢٩) من سورة التوبة ٩: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرَّم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".

فغير المسلم فى ظل الإسلام لابد أن يُذل، وهذا ما فرضه "عمرو بن العاص" على المصريين، وأمرهم أن يختاروا واحدة من ثلاثة خصال، أعلنها لهم وكررها وشدّد عليها، وهي: إما الإسلام، أو دفع الجزية عن يد وهم صاغرون، وإما السيف.

كرَّر "المقريزي" ذكر هذه الخصال في الجزء الأول (١٤) ثلاث مرات صفحات ٥٤٤ و ٥٤٥ و ٥٤٧. ويؤكِّدها د."ألفريد بتلر" ص ٢٨٤..

تناول هذا الموضوع الدكتور "ا.س.ترتون"- الأستاذ بجامعة لندن- في كتابه [أهل الذمة في الإسلام] وذكر العديد من الحوادث والمواقف، فمثلاً في صفحة (١٣٨)، ونقلاً عن كتاب "فتوح البلدان للبلاذي" ص (١٥١): إنه قد أمر "عمر عمرو بن العاص" بختم رقاب أهل "مصر"..

ويذكر "المقريزي" في الجزء الأول (٤) صفحة (١٤٠): "ثم كتب إليه عمرو بن الخطاب رضي الله عنه أن تختم في رقاب أهل الذمة بالرصاص، ويظهروا مناطقهم، ويجزوا نواصيهم، ويركبوا على الأكف عرضا... ولا تدعهم يتشبهون بالمسلمين في ملبوسهم. وعليهم من أرزاق المسلمين من الحنطة والزيت مدان من حنطة وثلاثة أقساط من زيت في كل شهر لكل إنسان من أهل الشام والجزيرة، وودك، وعسل لا أدري كم هو. ومن كان من أهل مصر فأردب في كل شهر لكل إنسان، ولا أدري كم الودك والعسل، وعليهم من البز الكسوة التي يكسوها أمير المؤمنين الناس، ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام".

أما رابعًا وأخيرًا، موضوع عروبة الهكسوس: يبدو إنك تصنع تاريخًا جديدًا، والقيت بكل التاريخ عرض الحائط! فالهكسوس من واقع ما ذكرته ويكيبيديا الموسوعة الحرة وكل المؤرخين بلا استثناء: هم شعوب بدائية وبدوية من أصول مختلفة دخلت "مصر" من الشرق في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريبًا في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أن أصلهم هو غرب ووسط آسيا، ومنها انتقلوا إلى بلاد "الشام" و"مصر".

استمر احتلال الهكسوس لـ"مصر" حوالي مائة عام، ولم تكن إقامتهم فيها هادئة؛ بل قوبلت بكثير من الثورات والمقاومة من الشعب المصري.

لم تضف فترة احتلال الهكسوس إلى التاريخ المصري شيئًا يُذكر؛ بل كانت فترة سلب ونهب وتخريب. طرد الهكسوس بدأ بحرب شرسة شنَّها عليهم المصريون وانتهت بطردهم نهائيًا على يد الملك "أحمس الأول" في عصر الأسرة الحديثة، ولم تقم لهم في تاريخ البشرية قائمة بعد ذلك.

يذكر "عزه دروزه": يتفق معظم الباحثين علي أن العنصر الغالب في الهكسوس هو العنصر الآرامي. وقد أفرد "جورجي زيدان" فصلاً خاصًا من كتابه "تاريخ العرب قبل الإسلام" رجّح فيه أن الهكسوس من الآراميين.
ويؤكد هدا الباحث العراقي "عبد الفتاح الزهيري" ويقول الهكسوس قبائل سامية من الآراميين.

فمن أين أتيت يا سيادة الدكتور "أن الهكسوس استولوا علي مصر لمدة خمسمائة عام, وحكم الهكسوس العرب مصر، وقد كانوا عبارة عن قبائل عربية نازحة تمكنت من طرد الفراعنة وحكم مصر...."!!!! التاريخ يا أستاذ لا يتجمل ولا يكذب.. هذا عيب أكاديمي وتاريخي يا رجل ..

لكن إذا كنت تفتخر بالهكسوس أجدادك، فهذا شأنك ولك مطلق الحرية!!!!!

وأخيرًا اسمح لي أن أتقدم لكم بالشكر لأنكم احتسبتم أنفسكم أقباطًا مثلنا، فنحن إخوة بلاشك, وهذا شرف عظيم لنا.. وهنا  ألا يجدر بكم الاهتمام بحضارتكم القبطية ولغتكم القبطية وإحياء الحقبة القبطية لأنكم أقباط, بدلاً من العربية الذين تنتسبون إليها زورًا؟! أم أنتم أقباط عند اللزوم والحاجة فقط؟!!!!!!.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :