بقلم : عبد القادر شهيب | الاثنين ٢١ ديسمبر ٢٠١٥ -
٣٦:
٠٣ م +02:00 EET
عبد القادر شهيب
بعد شهور طويلة من البحث والدراسة، انتهى البريطانيون إلى بداية إدانة لجماعة الإخوان.. بداية لأنها ليست إدانة كاملة بعد، ولأنها لم تقترن بموقف أو إجراء عملي يقضي باعتبار هذه الجماعة إرهابية، وما سوف يترتب على ذلك من اتخاذ قرار بحظر أنشطتها داخل بريطانيا، وإنما اقتصر الأمر على مراقبة أنشطة وأعمال هذه الجماعة وأعضائها في بريطانيا.
ولكن يبقى رغم ذلك بداية الإدانة البريطانية هذه لجماعة الإخوان، تحولا مهما ليس في الموقف البريطاني فقط تجاهها، وإنما في الموقف الأمريكي، خاصة أن بريطانيا عودتنا دائما على ألا تتخذ موقفا مغايرا للموقف الذي تتخذه أمريكا، في إطار السياسة الدولية.
إذن.. يمكننا أن نستنتج أن الأمريكان ذاتهم وليس البريطانيون وحدهم، قد بدأوا يغيرون موقفهم تجاه الإخوان وجماعتهم.. لقد ظل الأمريكان لسنوات ليست قليلة، يرون في الإخوان جماعة دينية معتدلة يمكنها أن تدرأ خطر الجماعات الدينية التكفيرية والمتطرفة التي تمارس العنف والإرهاب.. ولكن هاهم البريطانيون يكتشفون ليس فقط تورط بعض الإخوان في أعمال وممارسات عنف، وإنما يكتشفون أيضا أنهم يحضون على التطرف والتكفير.. والأغلب أن البريطانيين لم يعلنوا ذلك إلا بعد أن أعلموا وأخبروا الأمريكان بذلك، وتأكدوا من اقتناعهم مثلهم بهذه الاستنتاجات.
وهذا في حد ذاته، يجهض في الجوهر رهان الأمريكان على الإخوان.. وبالتالي سيرفع الأمريكان أيديهم ويتخلون عنهم، ويتوقفون عن دعم ومساندة الإخوان، التي مارسوها بشكل ساخر فور الإطاحة بالإخوان من الحكم في الثالث من يوليو ٢٠١٣، ثم بشكل مستتر فيما بعد انتخاب رئيس جهورية جديد لمصر، وهو ما دفعهم للإفراج عن بعض شحنات الأسلحة لنا «طائرات الأباتشي، ومستلزمات إنتاج الدبابات».
وهكذا نتائج الموقف البريطاني الجديد تجاه الإخوان لن تقتصر على الحدود البريطانية فقط، وإنما - وهذا هو الأهم - أن أبرز هذه النتائج سيحصدها الإخوان من قبل الأمريكان، في شكل التخلي عنهم والتراجع في دعمهم ومساندتهم، وعدم الاهتمام بحمايتهم من العقاب على ما اقترفوا من جرائم أو إعادة إدماجهم في العملية السياسية داخل مصر كما كانوا يطالبون من قبل!
نقلا عن فيتو
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع