الاثنين ٢١ ديسمبر ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ م +03:00 EEST
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق عند لماذا تشترك مصر في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ويبدو السؤال أكثر خطورة وإثارة إذا وضعناه جوار معلومة معروفة وبديهية أن مصر رفضت الاشتراك في التحالف الدولي لمحاربة داعش وتعللت بنفس الحجج التي سقناها لعدم اشتراك باكستان رغم علاقاتها الوطيدة مع السعودية.
أما مصر وبرغم علاقاتها القوية مع السعودية فهي رفضت الاشتراك في حرب داعش، يبدو ذلك منطقياً لوجود ممثلين لداعش على أرضها ولأنه لا داعي لتشتيت الجهود، وهذا بادي من عدم مشاركتها القوية في الحرب ضد الحوثيين، ما يعني انكفاء من مصر على أرضها واهتمام لتكثيف الجهود لكبح جماح داعش ومنعها من الامتداد إلى أرضها، ويبدو أكثر إثارة إذا قلنا أنها رفضت التحالف في حلف واحد يجمعها مع تركيا وهو نفس المبرر بشكل عكسي الذي سقناه لعدم اشتراك تركيا في المقال السابق في الحلف الدولي وعدم انضواءها في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب.
ما أراه من واقع ما جرى أن قبول مصر جاء بصفقة سعودية قدمت فيها السعودية الدعم المالي والاستثماري والدعم في مجال الطاقة بضمان مد مصر بالغاز لخمس سنوات، وهذا في وجهة نظر صانع القرار المصري يبدو كافياً لأن يعلن انضمام مصر للتحالف الإسلامي للحرب علي الإرهاب في ظل وضعنا في الاعتبار السؤال الأهم ضد من هذا التحالف.
من الفهوم من اسم التحالف أنه يحارب الإرهاب وهنا السؤال هل السعودية جادة لحرب الإرهاب، لو كان ذلك كذلك فالسعودية ستكون منفذة للدور الأمريكي في حرب داعش تدعمه وتضربه ويكون ضرب في الهواء وهذا ما كشفه التدخل الروسي في سوريا، بحيث أن ضربات سوريا المؤثرة ضد داعش كشفت أن ما كان يقوم به التحالف الدولي تهريج، أما وكانت السعودية تمرح بادعاءها الحرب على الإرهاب الذي تدعمه فكرياً ومالياً فلا بأس من الاشتراك في هذا التحالف الإسلامي ما دمنا سنضمن استثمارات سعودية ودعم بالطاقة، خاصةً وأن هذا التحالف من المفترض انه لن يحارب بشار لأنه لم يعلن أن الدولة السورية دولة إرهابية مثلاً، وفى حالة اتخاذ هذا التحالف قرار لضرب سوريا سيضعنا ذلك أمام مأزق أننا سنكون معادين لروسيا الحليف الإستراتيجي بعد الاتجاه لتنفيذ المحطة النووية معه والداعم لنا بأكبر كميات من السلاح.
أما ولو كان التحالف موجه لحرب الإرهاب اليمني فهذا لا بأس منه فنحن بالفعل مشتركين في الحلف المشكل لتحرير اليمن من الحوثيين، وأخيراً أما لو كان الحلف الإسلامي موجه ضد إيران الغير مدعوة للانضواء تحت لواءه فلا مانع أيضاً فعلاقاتنا مع إيران متوترة وهم لا يقدرونا ويهينون رؤساءنا السابقين.
لكن السؤال الأكثر أسفاً والذي للأسف أيضاً اختم به مقالي هذا لماذا وصل بنا الحال أن نشترك في تحالفات عسكرية بمقابل مادي؟ وماذا لو ضغطت علينا السعودية لمعاداة قوى في المنطقة ليس من مصلحتنا معاداتها مثل بشار الذي يضمن تاييد كبير من الروس أصدقائنا وساومتنا السعودية على دعمها؟ لماذا نضع أيدينا في أيدي قطر التي تدعم الإخوان المعادين للدولة المصرية بمقابل المال، لذا لا سبيل من وصولنا للحرية في اتخاذ القرار الداخلي والخارجي إلا بدعم الاقتصاد المصري بشكل سليم يجعلنا أحرار في قراراتنا.