الأقباط متحدون - اخلع يا هذا قميص الرئيس!
أخر تحديث ٠٩:١٥ | السبت ١٩ ديسمبر ٢٠١٥ | ٩ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اخلع يا هذا قميص الرئيس!

حمدي رزق
حمدي رزق

خلص الكلام ومات، الرئيس ليس لديه شلة، نصا يقطع الرئيس قول كل خطيب: «معنديش شلة مقربين يجلسون معى»، فليخلع المتحدثون باسم الرئيس أرديتهم الرئاسية، ويكفوا عن الأذى باسمه، اخلع يا هذا قميص الرئيس، وارتدِ قميص الوطن.

تأخر الرئيس كثيرا فى صك هذه العبارة، حسنا كل تأخيرة وفيها خيرة، ولعلها تكون الأخيرة، رسالة بعلم الوصول لكل مَن تسول له نفسه التنطيط على خلق الله باسم الرئيس، أو ادعاء علم باتجاهات الرئيس، أو ينقل عنه أقوالا أو أفعالا أو ردود أفعال الرئيس منها براء، تكلف الرئيس كثيرا، خسر الرئيس كثيرا بادعاءات ومزاعم المقربين كذبا وزورا من الرئيس.

عارفين أنفسهم، وتكسبوا كثيرا من زعم القرب من الرئيس، نفر منهم عين نفسه من تلقاء نفسه متحدثا باسم الرئيس، والرئيس ينوى، وينتوى، وغاضب، وسعيد، ومرة حزين، وقعر مجلس يتنمطق بجمل لوذعية ينسبها إلى الرئيس، وكأنه قادم لتوه من مجلس الرئيس، وقال له الرئيس، وقلت للرئيس!!

قطع الرئيس قول كل خطيب، ونزَّه نفسه والرئاسة عن التنطع باسمه، الهاموش ملأ الجو، اهتبال اسم الرئيس كان غريبا وشاذا على الأسماع، ومن إدمان الكذب باسم الرئيس صدقوا أنفسهم، وبرزوا مُرهِبين مُفزِعين، يقطعون الطرقات على كل رأى سديد، يحاربون بسيف الرئيس، وكنا نتساءل فى الطرقات: مَن هذا الذى يرتدى قميص الرئيس؟! يقال لنا همسا: أصله مسنود من الرئيس!!

ويقطع قاطع طريق الطريق على الآمنين، ويجندلهم فضائيا بسيف الرئيس، وتتلوى عناوين المقالات وكأنها بوحى من الرئيس، ويحلم الذى فى نفسه مرض بمكان من حول العرش، ولأنه أصلا لا يوجد عرش، افتكسوا عرشا، وتحلقوا من حوله، وأغراهم صمت الرئيس، وحياؤه وأدبه أن يحرجهم، وتوالت الإشارات الحمراء، ولكنهم عادة يكسرون الإشارة ولا يأبهون.

تحاليل سياسية فى معامل لوذعية نُسبت زورا إلى الرئيس، وبرامج فضائية استباحت النوايا الرئاسية، وتكلمت باسم الرئيس، وتحدثوا فى وسط البلد كثيرا عن شلة مستحدثة، وعن صراع مشبوب بين الشلل، وكأن الرئيس يمد سماطا آخر الليل، ويحكى للمقربين ما خفى من خفايا، ويترك لهم صوغها وإشاعتها بين الناس.

الرئيس يقول: «ليس لى شلة مقربين يجلسون معى، وأحترم كل مَن يتمتع بحسن الخلق، والكفاءة والإخلاص للوطن أيا كان مجال عمله»، الرئيس يقطع بأنه خارج العمليات الثأرية التى تحفل بها الساحة المصرية، كلٌّ يحارب بسيف الرئيس، ويرفع عَلَم الرئيس، ويرتدى قميص الرئيس، ويصدقه العامة فى الطرقات، يرونه فى معية الرئيس، إذاً هو قريب من الرئيس، الشاشة مبتكدبش!

لتكتمل جملة الرئيس، وليمتن القول بالفعل، عليه أن يواصل حديثه الشهرى، ليقطع ألسنة المتحدثين باسمه، ويرد على ما يتردد، ويوضح ما هو غامض، ويبدد الشائعات، ويخفف الضغط، ويزيح جبل الهموم عن صدور العامة، صمت الرئيس يُغرى بالكلام.

وعليه أيضاً أن ينشط مكتبه الإعلامى وليعين مستشارا إعلاميا مؤتمنا على قول الرئيس، يعكف على صوغ بيان رئاسى يومى لا يغادر كبيرة ولا صغيرة، يتكلم باسم الرئيس، لابد أن يتم شغل الفراغ من حول الرئيس، وملء هذا الفراغ بمفيد القول، بما يمتنع معه الاجتهاد خارج النص، ويقطع هذه الألسنة التى تتحدث ليل نهار باسم الرئيس، حسنا معندكش شلة ولكن أيضاً معندكش جهاز إعلامى قوى يقنع البسطاء، ويمنحهم ثقة فى الخطوات الرئاسية.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع