المهمة الأساسية للتحالف الإسلامى التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق لمحاربة الإرهاب
أكد مسئول رفيع المستوى إن مصر لن ترسل ــ بأى حال من الأحوال ــ جنديا واحدا للقتال فى سوريا.
وكشف المصدر، فى تصريح خاص لـ«الشروق» عن أن مشاركة مصر فى التحالف الإسلامى العسكرى، الذى أعلنت عنه المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء الماضى لمحاربة الإرهاب، لا يعنى بالضرورة إرسال قوات برية إلى الأماكن التى يوجد فيها تنظيم «داعش»، خصوصا سوريا والعراق، مضيفا أن البعض سبق له إشاعة أخبار تتحدث عن إمكانية إرسال قوات عسكرية إلى العراق لكن هذا لم يحدث.
وتابع المصدر أن التحالف الجديد أشبه بغرفة عمليات لتبادل المعلومات، خصوصا الاستخباراتية والتنسيق فى مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية، وليس تنظيم داعش فقط.
وشرح المصدر لـ«الشروق» آلية عمل التحالف الجديد بأنها تقوم على التنسيق السياسى أولا، ثم محاربة كل دولة فى التحالف للإرهاب بالطريقة التى تراها مناسبة، مع توفير الدعم اللوجيستى، والأسلحة والمعدات، وقد تقوم دولة ما بإرسال قوات لدولة أخرى تحتاج إليها، لكن مصر ليست فى وارد إرسال قوات خارج أراضيها.
وفى نفس السياق نفى مسئول رفيع المستوى أى علاقة بين الإعلان عن انضمام مصر للتحالف، والإعلان عن تقديم حزمة مساعدات وتسهيلات اقتصادية جديدة من السعودية لمصر.
وقال المصدر إن السعودية قدمت الكثير من المساعدات لمصر فى السابق: «فهل كانت مشروطة بشىء أم أنها جاءت فى إطار العلاقات المتميزة بين البلدين»، مضيفا أن موعد انعقاد مجلس التنسيق المشترك بين البلدين كان مجدولا منذ فترة، وبالتالى لا علاقة له إطلاقا بالموضوع.
وأردف المصدر أنه يعتقد أن من بين أهداف التحالف الجديد إرسال رسالة خليجية إلى الخارج، بأن الخليج خصوصا السعودية، يحارب الإرهاب للرد على أنها تحتضن هذا الإرهاب وتدعمه، وأنها جادة فى محاربة هذا الإرهاب وليس احتضانه.
وفى سياق مماثل قال مصدر آخر إن القاهرة تلقت إشارات تفيد بأن بعض البلدان الغربية بدأت تتفهم حقيقة وخطورة الأوضاع فى ليبيا، بعد أن رصدت هذه البلدان خصوصا فى أوروبا هروب الكثير من العناصر الإرهابية من سوريا إلى ليبيا عبر البحر، وهو ما يفسر تزايد الوجود الإرهابى هناك، ليس فقط فى سرت ودرنه وصبراتة، بل فى منطقة جنوب وشرق ليبيا.
وأكد المصدر أنه من كان يعتقد أن مصر «تهول» من خطر الإرهاب فى ليبيا قبل شهور، أدرك الآن أن هذه التحذيرات كانت صحيحة، متوقعا اتخاذ خطوات من المجتمع الدولى قريبا لمواجهة هذا الإرهاب الآخذ فى التزايد.