يُعتبر "أنطوني إيدن" من أهم الشخصيات التي تولت رئاسة وزراء بريطانيا، وتميزت فترة وجوده في السلطة بالهجوم عليها، ليس فقط من قبل المحللين السياسيين، وكتاب السير الذاتية، بل أيضا من الشعب البريطاني، حيث أظهر استفتاء أجرته محطة الـ"BBC" أن المتابعين اختاروه كـ"أسوأ رئيس وزراء بريطاني في القرن العشرين".
تاريخ سياسي كبير
"إيدن" ولد في 12 يونيو عام 1897، وتقلد العديد من المناصب حيث كان وزيرا للخارجية في وزارة الحرب التي ألفها تشرشل 1940-1945م، ثم تولاها مرة أخرى 1951-1955، ثم عين رئيسا لوزارة سنة 1955، ولم يستمر فيها طويلا حيث استقال من منصبه إثر الحملة الفاشلة على مصر لاستعادة قناة السويس عام 1956، ليخلفه في المنصب "هارولد ماكملان"، وتوفي إيدن عام 1977.
خطة الخداع
كان رئيس الوزراء البريطاني، حسب كتاب "حياة وعصر أنطوني إيدن" للمؤلف "د. ر. ثورب"، الصادر عام 2004، هو المحرك الأكبر لتحالف بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، على مصر فيما يُعرف في التاريخ باسم "العدوان الثلاثي"، وقد استخدم "الخداع" فيها، حيث واعتمدت إستراتيجيته على الاتفاق المسبق مع إسرائيل بالهجوم على مصر ثم تقوم كل من بريطانيا وفرنسا بالتدخل تحت ذريعة فصل القوات المتحاربة وحماية قناة السويس، بينما تقوم بريطانيا بإبطال تأثير القوة الجوية المصرية لأجل توفير الحماية للقوات الإسرائيلية.
فشل العدوان الثلاثي
نتيجة للضغوط الخارجية المتمثلة في التهديد المباشر من الولايات المتحدة الأمريكية لبريطانيا بعدم استخدام القوة مع مصر، والضغوط الداخلية المتمثلة في البرلمان البريطاني، الذي اضطر "إيدن" للكذب أمامه بشأن التحالف "الأنجلو - فرنسي" مع إسرائيل، بالإضافة إلى استغلال السياسيان المحافظان راب بتلر وهارولد ماكملان للمسألة والتركيز مسألة سقوط ايدن لكي يتسنى لهما بعد ذلك تسلق سلم السلطة، اضطر "إيدن" تحت كل هذه الضغوط لوقف الحملة التي باءت بالفشل ولم يكتب لها النجاح وتكبد هو ما اصاب الخطة من عار وإخفاق، واستقال من منصبه على إثرها.
عبدالناصر.. و"إيدن"
على الرغم أن "إيدن" هو من تفاوض مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لانسحاب القوات البريطانية من قناة السويس، إلا أن الرئيس المصري وصفه في مؤتمر صحفي بعد حرب 1967 بـ"الخرع"، وذلك ردا على سؤال صحفي بريطاني عن تأثير الأزمة على صحته بشكل شخصي، حيث قال له إن صحته جيدة، وأنه "مش خرع زي المستر إيدن بتاعكم".