الأقباط متحدون - «داعش» يهدد السلفيين بالقتل.. تصدقوا!
أخر تحديث ٠٩:٠٠ | الخميس ١٧ ديسمبر ٢٠١٥ | ٧ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

«داعش» يهدد السلفيين بالقتل.. تصدقوا!

عادل نعمان
عادل نعمان

قال السيد يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفى: «إن حزب النور من أكثر الأحزاب التى تحارب تنظيم داعش»، مؤكداً أن «أعضاء الحزب يتعرَّضون لتهديدات بالقتل من قبل التنظيم الإرهابى بسبب مساندته للدولة المصرية». يا سيد مخيون إمَّا أنك صدقت وكذب الدواعش، أو كذبتما معاً تقية ورياءً.

الدواعش يا سيد مخيون وإنت سيد العارفين ابنكم الشرعى، تربيتكم وغذاؤكم ودماؤكم ولحمكم وكسوتكم. فهل تنكَّر الدواعش لإحسانكم وانقلبوا عليه؟ هل أصاب الدواعش عقوقُ الأبناء المارقين والجاحدين كما يصيب الأبناءَ قليلى الرباية والأدب؟ ويستحقون قول الشاعر فيهم: سعيت فى الأرض من أجل راحته.. فلما أصبح عاقلاً عصانى!

جرِّب يا سيد مخيون مرة واحدة كيف يكون عقوق الأبناء، وكيف يكون طعم الحزن ولون الألم، إذا جحد أحد أبنائك سهرك لنومه، وأنكر عرقك عليه ليومه، وكفر بأنعمك عليه. اللهم لا شماتة!!

يا سيد مخيون، أذكرك بحوارك فى برنامج العاشرة مساء «حين حذرت من إقصاء حزب النور من الحياة السياسية، معتبراً أن هذا سيغلق الطريق السلمى أمام شباب السلفيين، وسيدفعهم للانضمام لتنظيم داعش الإرهابى». لا أعرف يا سيد مخيون كيف سيلتحق شباب السلفيين بمدرسة الدواعش؟ أو كيف ستنتدبهم إلى فرع من فروع محلاتكم التى تبيع التكفير والسبى والقتل فى العراق أو فى سوريا؟ إلا إذا كان الفرع من الأصل، والمدرسة على ذات المنهج وذات الدرس، أو أنكم قد تخارجتم واقتسمتم رأس المال، وذهب كل منكم إلى حال سبيله؟

يا سيد مخيون، ما يقوم به داعش وجبهة النصرة والقاعدة والجبهة الإسلامية وسلفيتك الجهادية، وكل فصائلكم الإسلامية، هو تطبيق عملى لمذهبكم الوهابى، مدرستكم وحاضنتكم جميعاً. أليست إقامة الحدود هى دعوى الوهابية، ودعواكم ليل نهار، وهى منتهى حلمكم ومطلبكم؟ داعش يا سيد مخيون ينفذ بالحرف الواحد تعاليم الوهابية بامتياز، وتحول حلمكم إلى حقيقة. فهو يقطع يد السارق، ويرجم الزانى والزانية، ويجلد شارب الخمر، ويقتل المرتد، ويجلد تارك الصلاة، ويلقى بالمثليين من شواهق العمارات، ويحرق الأسرى أحياء، ويعاقب المرأة بالجلد على ترك النقاب، وينكحون الصغيرات والرضيعات من الأطفال. الدواعش يا سيد مخيون أجمعوا على ما أجمع عليه الأئمة الأربعة والسلفيون والوهابيون وعلماء المسلمين كافة، على كفر غير المسلم، ونفذوا ما تم الاتفاق عليه بينهم، فإما أن يدفع الجزية وهو صاغر، أو يدخل فى الإسلام، أو يُقتل. أليست الآية واضحة (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون)، هل لديك تفسير آخر لهذه الآية غير ما يصنعه الدواعش؟ هل يخطئ الدواعش فى سبى النساء غير المسلمات واغتصابهن وبيعهن جوارى فى سوق النخاسة؟ هل نفذوا والتزموا بتعليمات الفقهاء والأئمة أم خالفوها؟ أليست هذه الأحكام هى ما تنادون بها ليل نهار، وتعتبرون الحاكم الذى لا ينفذها كافراً ومرتداً (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون)؟ وأتساءل: إذا كنتم تنادون بتطبيق الحدود، وهم أكثر الناس التزاماً بتطبيقها، ولا يختلفون عنكم فى كثير أو قليل، فلماذا يهددونكم بالقتل؟

لا تبتئس يا سيد مخيون، ولا تحزن على السلفيين، فليسوا أسعد حظاً من قتلى تاريخنا العربى والإسلامى، فلا خوف من سيف الدواعش، فمن لم يمت بسيفهم مات بسيف غيرهم من المسلمين. عمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير، المبشرون بالجنة، ماتوا بأيدى مسلمين. آلاف القتلى فى موقعة الجمل، وموقعة صفين وموقعة نهروان، ومعركة الحرة، قتلوا بيد مسلمين، هدم الكعبة بالمجانيق لم يتم أيام الجاهلية بل فى عهد الأمويين وفى عهد العباسيين المسلمين. الأمويون قتلوا بعضهم بعضاً، وأجهز عليهم العباسيون. سأقص عليك حكاية فى سطر: أمر السفاح العباسى بنبش قبور بنى أمية فلم يجد من رفات معاوية أو ابنه يزيد شيئاً ووجد جثة عبدالملك بن مروان كما هى، فصلبها وأحرقها. وإليك أخرى نكمل بها السطر: فى خلافة هشام بن عبدالملك: لم يُقتل زيد بن زين العابدين بن الحسين (من نسل النبى) فقط، بل صلبوه عارياً على باب دمشق أربع سنوات، ثم أحرقوه. لا تبتئس، فلسنا جميعاً أكثر حظاً من قتلى المسلمين فى تاريخكم العامر، مع عظيم مواساتى وعزائى مقدماً.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع