قد يفرح الإنسان العربى - للوهلة الأولى - بالإعلان عن قيام تحالف إسلامى من 34 دولة ضد الإرهاب.
قد يفرح لأنه يعنى اجتماع دول إسلامية حول هدف، ولأنه - وهذا الأهم - يقدم رسالة للعالم، أن العالم الإسلامى هو الضحية الأولى للإرهاب قبل أن يكون صانعاً له.
ولكن المنطق، والتاريخ، وعلم السياسة يقولون لنا إن أى تحالف له 3 شروط أساسية لا بديل عنها، وهى:
1- مَن يتحالف مع مَن؟
2- مَن يتحالف - بالضبط وبالتحديد - ضد مَن؟
3- ضرورة وجود هياكل وآليات تفصيلية تحدد طريقة عمل هذا التحالف.
تعالوا نناقش الشروط الثلاثة.
بالنسبة لـ «مَن يتحالف مع مَن»، فإن المسألة معقدة لأنها تمثل تحالفاً واسعاً للغاية تنقصه حالة من التجانس، بل إن بعض أطرافه فى حالة تصادم وصراع مثل الخلاف القطرى - المصرى، والخلاف التركى - المصرى والتوتر الليبى مع قطر وتركيا، والخلاف الإماراتى التركى والتوتر المصرى - السودانى.
2- أما بالنسبة لمسألة تحالف «مَن ضد مَن»، فإن خصوم مصر بالدرجة الأولى هم جماعة الإخوان، وهى جماعة شرعية فى تونس، ومحتضنة فى تركيا، وممولة من قطر، ومتصارعة سياسياً فى الأردن.
وحينما تحدد مَن هو الإرهابى، فإن كل التنظيمات الدينية فى سوريا مرفوضة مثلاً من الإمارات، بينما تدعم قطر جبهة النصرة، وتدعم السعودية جيش الفتح، بينما تقف مصر مع مشروع استمرار الدولة المركزية.
3- وعندما نأتى لمسألة الهياكل والآليات، فإن هناك أسئلة عديدة مثل: كيفية تشكيل القوات، ونوعية أسلحتها، وأماكن تمركزها، وميادين قتالها، وتحديد قيادتها المركزية وأسلوب تمويلها وقواعد الاشتباك لديها.
أمور كثيرة قد لا تقتل الفكرة أو تهدم المشروع لكنها أساسية وضرورية من أجل إنجاح هذا الهدف السامى الذى أُعلن عنه.
وفى اعتقادى أن مصر يجب أن تحسب خطواتها وأسلوب مشاركتها بشكل واضح ودقيق، وأن تطمئن قبل الإقدام على أى خطوة أن كافة الأسئلة الأساسية قد تمت الإجابة عنها بشكل يخدم المصالح المصرية العليا.
نقلا عن الوطن