و الشباب غارق بين المطرقة والسندان
محرر الأقباط متحدون
رصدت الحكومة المصرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر أن الكثير من الفلاحين بعد تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، لا يملكون أراض زراعية، وأن الوطن في هذه المرحلة يحتاج لمشاريع عملاقة تعمل على الوصول إلى الإكتفاء الذاتي في مجالات عديدة، فأنشأت مشروع مديرية التحرير والذى يسمى ب”ابن الثورة البكر”، مركز بدر، التابعة لمحافظة البحيرة، ويعد هذا المشروع أحد المشروعات العملاقة فى فترة الخمسينات من القرن العشرين.
وفي السياق ذاته، استأجرت الجامعة الأمريكية قطعة أرض من مديرية التحرير مساحتها 500 فدان بقيمة إيجارية تقدر بجنيه واحد للفدان سنويًّا لعمل بعض البحوث العلمية، مع التزام وزارة الزراعة بتوفير مياه النيل لري تلك الأراضي وتوصيل البنية الأساسية لها من طرق أسفلتية وكهرباء وصرف، واستثمرت الجامعة هذه الأرض في مشروعات إنتاج شتلات وتربية حيوانات تدر عائدًا بعشرات الملايين من الجنيهات، وأن المحيطين بها من الفلاحين والمزارعين لم يستفيدوا شيئًا مطلقًا من أبحاث الجامعة، خاصة في الزراعات الصحراوية، في الوقت الذي تمنح المزارعين الذين طردوا من أراضيهم وشباب الخرجين 10 آلاف جنيه للفدان.
ومن جانبه، قال مدرب الكاراتية محمود النوبى، الذى رصد حال المديرية الآن أن “المديرية كانت صحراء قبل هذا المشروع وتحولت إلى أرض زراعية، وتعد من أكبر أسواق المحاصيل الزراعية فى مصر، موضحا أن الجامعة الأمريكية تركت الأرض وأجرت الآن إلى بعض المستثمرين بقيمة ألفان أو 3 آلاف جنيه فى العام بغرض البيع، الأمر الذى يعترض عليه أهل 36 قرية بجوار المديرية لحاجة شبابهم للعمل بها بدلاً من بيعها”.
وأضاف ”النوبى” أن المساحة الفعلية لهذه الأرض 614 فدان، والرسمية500 فدان، وقامت الحكومة بإخلاء الجزء المخصص للإنتاج الحيوانى من المعدات والحيوانات، وتسريح العمالة، وتقسيم الأرض لقطع صغيرة مساحتها 20 فدان، موضحاً أن ذلك لتمهيد قلب الأرض إلى منتجع لرجال الأعمال، وموقع المديرية يجعلها من السهل أن تدخل فى كردون المبانى.
وأكد النوبي، أن الأهالى عقدوا عدة اجتماعات مع أعضاء مجلس الشعب السابقين والحاليين، وأرسلوا فكسات لرئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء والرقابة الإدرايه، ولم يحصلوا على أية ردود، وعلى أثر ذلك قام المهتمين بالأمر بعمل حملة جمع توقعيات من الأهالى تحت مسمى”أبناء التحرير قد التحدى” لطلب تخصيص الأرض لخدمتهم، بإنشاء بعض المشروعات الزراعية وتشغيل شباب القرى المجاورة الذى يعانى من البطالة والفقر، على حد تعبيره.