الأقباط متحدون - سؤال كل عام.. أين أفلام أكتوبر؟؟
أخر تحديث ١٥:٣٢ | الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٨توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٩ السنة السادسة
إغلاق تصغير

سؤال كل عام.. أين أفلام أكتوبر؟؟


بقلم: هند مختار
 خاضت "أمريكا" في العصر الحديث حربـًا فاشلة بكل المقاييس، وهي "حرب فيتنام"، والتي نال فيها الجيش الأمريكي ما ناله، ولكن السينما الأمريكية اقتحمت هذه المعركة الفاشلة وأخرجت منها القصص الناجحة على المستويين العسكري والإنساني وقدمت أروع الأفلام .
نفس الشيء حدث مع الحربين العالمية الأولى والثانية، حتى أن واقعة ضرب الأسطول الأمريكي في "بيرل هاربور" -شاطيء اللؤلؤ- على أيدي اليابانيين قد صورت؛ فماذا فعلنا نحن المنتصرون؟!
 تعتبر "حرب أكتوبر 1973" من أهم وأعظم ما مر على "مصر" في التاريخ المعاصر، وتحمل هذه الحرب من داخلها قصصـًا عسكرية وإنسانية مشرفة.
 وقد حاولت السينما أن تلقي الضوء على "حرب أكتوبر" من خلال أفلام تتناول الحرب، وهنا يثور التساؤل الذي يتكرر كل عام: "هل استطاعت السينما أن ترصد حرب أكتوبر فعليـًا، وأن تقدم البطولات الحقيقية التي قام بها الإنسان المصري في أصعب الظروف والمواقف؟؟
 الحقيقة أن السينما المصرية تحاول دائمـًا أن تكون مواكبة للأحداث؛ فقدمت أفلام من نوعية "لا وقت للحب" عن "حرب فلسطين"، وقدمت أفلامـًا مثل "بورسعيد" عن "حرب 1956"، وغير ذلك من الأفلام التي حاولت أن ترصد آلة الحرب والناتج عنها.

سؤال كل عام.. أين أفلام أكتوبر؟؟لكني لا أذكر فيلمـًا تناول نكسة 1967، وكأن الهزيمة من العار رصدها، مع أن بها الكثير من القصص الإنسانية والبطولات العسكرية التي نحن في أشد الحاجة لمعرفتها، حتى نتعلم أنه يجب أن نؤدي واجبنا مهما كانت الظروف سيئة.
 بالنسبة لحرب الاستنزاف أيضـًا؛ قليلة هي الأفلام التي تناولتها، ونذكر منها الفيلم الأفضل وهو "الطريق إلى إيلات" للمخرجة المتميزة "إنعام محمد علي".
 أغلب الأفلام التي تناولت "حرب أكتوبر" لم تكن الحرب هي القضية الأساسية أو المعركة الدائرة والاستعدادات لها، بل كانت هناك دائمـًا قضية رئيسية تكون الحرب على خلفيتها، ولا أعرف السبب هل من الممكن أن يكون ذلك بسبب الخوف من انصراف الجمهور إذا كان الموضوع عسكريـًا صرف؟؟
يكون العمل الدرامي جيد جدًا إذا كان مأخوذًا من ملفات المخابرات، وعلى رأس هذه الأفلام الجيدة فيلم "إعدام ميت" للمخرج المتميز "بشير الديك"، ولكن يبقى أيضـًا أنه ليس فيلمـًا عسكريـًا، فإذا كان يدور في إطار التنافس بين المخابرات المصرية والموساد لجمع المعلومات وتحقيق التفوق، فقد كانت العملية العسكرية والاستعداد لها غير موجود تمامـًا.
 سوف يتحجج البعض بأن هذه الأفلام مكلفة وتحتاج لاستعدادات خاصة، وإني أتساءل: هل فيلم عن النصر المصري لا يستحق الثمانين مليون جنيهـًًا التي أُنفقت على أحد الأفلام من عامين إنتاجـًا ودعاية؟؟

ألا يستحق فيلم عن "حرب أكتوبر" تكاتف شركات الإنتاج لتساند بعضها البعض في عمل فيلم عن الحرب؟
 الملايين المهدرة على أفلام الرقصة والقبلة والحشيش والإفيه، ألا يستحق فيلم عن إحدى معارك أكتوبر أو الاستنزاف جزءًا منها؟
أنا موقنة أن القوات المسلحة لن ترفض أي دعم سوف يطلبه المنتجون، وأنا موقنة أن الجمهور سوف يشاهد هذه الأفلام إذا أُتقنت صناعتها بالشكل اللائق.
 فجميعنا شاهد فيلم "الناصر صلاح الدين" بنفس الشغف كل مرة، صحيح أنه قد فشل تجاريـًا وقتها، لكن الآن لا يوجد فيلم يفشل تجاريـًا؛ فالفيلم يتم تسويقه من خلال الفضائيات مئات المرات، هذا بخلاف فكرة العرض الحصري مع زيادة دور العرض الزيادة الكبيرة، والتي أسهمت في ألا يفشل الفيلم ماديـًا.

 نحن في حاجة لتوعية الجيل الجديد -جيل التسعينات- الذي لا يعرف أي شيء عن أي شيء، جيل "الفاست فوود"، و"أغاني الكليب"، و"الديرتي لوك"، ونقول لهم يومـًا ما كانت "مصر" تمر بظروف شديدة السوء؛ من أزمات اقتصادية طاحنة -أزمة في السكر والشاي والوقود بجميع أنواعه-  لا يوجد طعام، حظر تجوال من وقت لآخر، ومواعيد لإغلاق المحلات، والقاهرة السهرانة الآن كانت تنام من المغرب، ومع هذا لم يبالي الإنسان المصري، تحمل في جلد وصمت وإصرار وصنع معجزة بكل المقاييس.
 يا صناع السينما.. لماذا تصرون على أن ينسى الجيل الجديد ماضيه المشرف، وتغرقوه في حاضر كئيب؟!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter