رفض خبراء الإعلام الاتهام الذي وجهه البابا شنودة للصحافة في عظته الأخيرة بأنها السبب في التصعيد الأخير ضد الأنبا بيشوي. مؤكدين أن واجبها يحتم عليها نشر كل ما يهم القارئ، فالأزمة في التصريحات نفسها وليس في نشرها، وقال الدكتور محمود خليل - أستاذ الصحافة بإعلام القاهرة - إن الكنيسة تبحث عن كبش فداء لهذا التهور في القول، رغم أن المسألة يجب ألا تعالج في سياق البحث عن متهم بل في سياق البحث عن الاعتذار، والمحاضرة موثقة ومكتوبة ومطبوعة ضمن أعمال مؤتمر تثبيت العقيدة وقد ورد فيها هذا الكلام، فكان الأوجب علي الكنيسة أن تتقدم باعتذار وأن يحاول الأنبا بيشوي أن يوضح أنه لا يقصد الإساءة للقرآن بدلاً من أن يطعن فيه بالتحريف.
 
ويضيف: لا أتفق مع حديث البابا الذي يتهم بها الصحافة بأنها المسئولة عن حالة التصعيد التي اقترنت بهذه المحاضرة، لأن الأنبا بيشوي قبل هذا الكلام أطلق عدداً من التصريحات التي كان يجب أن تتوقف أمامها الكنيسة، وأن تحاول أن تقدم توضيحا لهم مثل قوله بأن المسلمين ضيوف علي هذا الوطن و طرح أفكار من فصيلة الاستشهاد في سبيل الكنيسة ولم ينف التصريحات حتي الآن أو يعتذر عنها.
 
وأشار خليل إلي أن الصحفي من حقه أن ينقل كل ما يسمع وكل ما يقرأ طالما رأي أن ما سمعه أو قرأه من معلومات يمكن أن يهتم به الرأي العام، فهذه هي القواعد المهنية للتغطية الصحفية، فالصحافة مطالبة بالكشف وليس الإخفاء، ولكن يبدو أن البابا يمارس الطريقة التقليدية التي تقوم علي إطلاق الأبخرة اللفظية من نمط المحبة والأخوة في الوطن من أجل التغطية علي أوضاع طائفية محتقنة بالفعل يجب التعامل معها بمنتهي الشفافية. وتابع إن الصحافة شأنها شأن جميع وسائل الإعلام مسئولة عن معالجة وكشف أبعاد ما يحدث في الواقع. المثير للفتنة هو الأنبا بيشوي نفسه وليس ما نقلته الصحف، لأنه يقوم بالتسويق لأفكار تؤدي إلي تأليب فئات المجتمع علي بعضها، فالصحافة ليست مسئولة عن نقل الكلام للرأي العام وإحاطته علما بما يجري، والقول بحراسة البوابة الإعلامية يعكس عدم فهم هذه النظرية، فهي لا تعني حجب المعلومات التي تهم القارئ ولكن التأكد من صدقها فقط علمًا بأن الشأن الديني يهم كل المصريين.
 
وأكدت الدكتورة نجوي كامل - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة - الرأي السابق متسائلة: عندما يهاجم أي شخص الإنجيل أو ألوهية المسيح ومسألة صلبه، فهل سيكون للبابا نفس الرأي؟ وأضافت أن الهدف من النشر هو مجرد توصيل معلومة موثقة وقعت في يد الصحافة وتري جدوي في نشرها لحق الجمهور في المعرفة والمهم أن تكون طريقة عرضها لمجرد الكشف عنها وليس الإثارة، فكيف نلوم الصحافة لأنها تنشر حقيقة أو تنقل واقعًا هي لا تصنعه؟
 
من جهة أخري، يعتزم نشطاء علي الفيس بوك تنظيم مظاهرة حاشدة - اليوم - بعد صلاة الجمعة للمطالبة بالإفراج عن كاميليا شحاتة التي تحتجزها الكنيسة منذ شهرين وقد أطلقوا علي الوقفة (الزلزال) علي أن يقود الوقفة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس. وقد وجه الشيخ حافظ سلامة الحاصل علي نجمة سيناء من رئاسة الجمهورية نداء إلي المسلمين للاحتشاد والتظاهر عقب صلاة الجمعة اليوم أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس للمطالبة بعدة أشياء علي رأسها محاكمة الأنبا بيشوي علي إساءته للقرآن الكريم والمسلمين ووصفه لهم بأنهم ضيوف علي الأقباط، بالإضافة إلي المطلب الآخر وهو ضرورة إخضاع الكنيسة للقانون وإلزامها بتحرير الأسيرات المحتجزات في الأديرة والكنائس مثل وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها