الأقباط متحدون | ليست هذه روح المسيحية .. يا سيادة الأنبا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٣٨ | الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٨توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ليست هذه روح المسيحية .. يا سيادة الأنبا

رزواليوسف | الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

إن الديمقراطية وظيفتها الأساسية وشاغلها الشاغل هو قضية السلام، فالديمقراطية ليست مجرد إعلان مبادئ أو مقاومة الظلم ولكنها تحضُّر للسلام داخل الدولة وخارجها؛ أي السلام الاجتماعي والدولي. فإذا كنا ننعم بالديمقراطية في بلدنا مصر فلا يعني ذلك الحرية المطلقة في يد بعض قادة الدين لأنها ستصبح سلاحًا قادرًا في تهديد وحدة الوطن ونشر التعصب والفتنة؛ فالذات الحرة بالمعني الحقيقي لا تعمل إلا الخير؛ لأن الخير طبيعتها الأصيلة، فكل ما تفعله يكون خيرًا؛ ولكنها لا تعمله كقانون أو إلزام ولا حتي عن اختيار أو إجبار لأن الخير فيها طبيعة فاعلة، والحرية الاصيلة لا تُخطئ لانها طبيعية ومن ثم فمفهوم الحرية السليم إنها لا تحتمل أن يأتي الإنسان من الأعمال والأفكار ما يريد إنما ما هو خير وصالح للجميع.

وما قاله الأنبا بيشوي كما قرأت من الصحف - إن صح الأمر - هو كسر لمفهوم الحرية السليمة وتفتيت للسلام الاجتماعي داخل الدولة؛ لأن ذلك بعيد كل البعد عن روح المسيحية الأصيلة بل وعن روح الأديان السماوية وخاصة الإسلام والمسيحية، فإذا قال الأنبا بيشوي "أن المسلمين في مصر ضيوف علي أرضها" فنحن في مصر مسلمين ومسيحيين شركاء الوطن ولا يجب الدخول في مثل هذه القضايا التي تعمل علي تفتيت الوحدة الوطنية فالضيوف هم الأغراب عن ارض مصر، فكل من يعيش علي أرضها ويتمتع بجنسيتها هو ليس بضيف وإنما بصاحب الدار، ونحن كمصريين لا يجب علينا التطرق لهذا الحديث وهذه الآراء؛ فقد شارك كل من المسلمين والمسيحيين في الدفاع عن الوطن وعن حب ترابه.

وأما عما نشر بالصحف بصدد قول الأنبا بيشوي ذلك إن صح الأمر عن آيات القرآن "هل كتبت كلها في عهد النبي أم أُضيف بعضها في عهد عثمان " فلا يعد ذلك من اختصاصات رجال الكنيسة فمهام الكنيسة وقادتها هو تعميق الإيمان المسيحي بشرح مفاهيمه التي من أهمها المحبة والسلام وليس نقد ثوابت عقائد الآخرين، فبدلاً من عقد مؤتمر نسميه (مؤتمر تثبيت العقيدة) الافضل ان نسميه (مؤتمر تعميق الإيمان المسيحي ) يقوم علي محبة الآخر وعدم الدخول في حوارات ومناقشات تثير المشاعر الدينية للشباب.

ومن ثم يجب ضرورة ممارسة التوجيه الخلقي للمواطنين وخاصة الشباب منهم من قبل القيادة الدينية لجعلهم ينخرطون في المجتمع ولا ينعزلون عن الدولة وعن اتجاهاتها الفكرية حتي لا يحدث كما يري - الأب متي المسكين اللاهوتي الأرثوذوكسي - انقسام داخلي وصراع أخلاقي، وذلك يتحقق عن طريق القضاء علي العصبية الضيقة، والتعصب المذهبي، والتكتل الطائفي؛ ومن ثم يدرك الفرد معني الإنسانية وينخرط في المجتمع ويدخل في طبقة الشعور الجماعي العام الإنساني الذي يستوعب الاختلاف ويعايش الآخر من عقائد مختلفة وفلسفات مختلفة بشرط أن يسود السلام والتعاون لصالح المجتمع.

فالإنجيل يعبر عن رفض المسيح لمفهوم التعصب وذلك في قصة السامري الصالح عندما سأله يهودي ذو نزعة تعصبية من هو قريبي توضيحا لمعني كلمة القريب لوصية الله في العهد القديم " أحب قريبك كنفسك " حيث رد عليه بقصة السامري الصالح التي نفهم منها أن قريب الإنسان هو الانسان بالمعني الشامل والذي يحدد مدي قرابتنا له مقدار ما نقدمه له من معونة وحب مهما كان دينه و مهما كانت عقيدته ومهما كان جنسه، وفي هذا ارتفاع فائق بمعني القرابة البشرية معبرًا عن روح المسيحية لمحبة الآخر بدافع الحب الإلهي لا بدافع نوازع ذاتية تهدم سلامة ووحدة الوطن، فاتجاه المسيحية اتجاه هادم للأنانية وهادم للمحاباة وهادم للتعصب، ومن ثم إصدار تصريحات لا توافق روح المسيحية ولا الانجيل هو خطر بعيد المدي يسيئ الي الكتاب المقدس والي الله والي المسيحية والي الوطن ككل، وتظهر المسيحية بصورة غير صحيحة علي انها مخالفة للدولة والوطنية ويكون الدين عثرة في تقدم الوطن حيث ينشئ التحيز والانقسام ويزيد من التعصب وتنشئ روحا غريبة عن المسيح وناتجة عن الجهل ؛ ولذا اقول كمسيحية لسيادة الانبا بيشوي- إذا صحت هذه التصريحات - عفوًا يا انبا بيشوي ....... ليست هذه روح المسيحية. أستاذ الفلسفة المسيحي




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :