الأقباط متحدون | حرب أكتوبر فى الميزان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٤٦ | الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٨توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حرب أكتوبر فى الميزان

الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:عاطف الفرماوي
بعد 37 سنة من حرب اكتوبر لابد من وقفة مع النفس لنراجع أخطاءنا ونزيد من ايجابيتنا وتقييم سياستنا ونعيد النظر فى تكتيكاتنا واستراتيجيتنا .

فقد حققت حرب أكتوبر مبتغانا فى استرداد الأرض بالحرب تارة وبالمفاوضات المباشرة فى كامب ديفيد وبالتحكيم الدولى تارة أخرى حتى تم استرداد كل أرض سيناء بشروط غير مجحفة تماماً .

فليس من حق القوات المحاربة والأسلحة الثقيلة ومنصات الصواريخ والمدرعات  التواجد فى سيناء .

واشترطت اتفاقية السلام تحديد عدد العسكريين غير المقاتلين من سلاح الإشارة وحرس الحدود  فى سيناء مما أضعف قواتنا عن مقاومة عبور حماس لأ{ض سيناء فى طوفان بشرى لم يحدث من قبل وقتل عدد من العسكريين المصريين على يد المتطرفين الفلسطينيين دون تقديم الحماية لهم بل وقامت قوى التطرف الفلسطينى بمساعدة بعض البدو فى القيام بعمليات ارهابية عديدة دون وجود رادع . ولأن سيناء بلا حماية فعالة فكر حزب الله اللبنانى تغذية قوى التطرف الفلسطينى بالأسلحة والمتفجرات والصواريخ بمساعدة الأعراب وبعض الفلسطينيين الذين يقطنون سيناء وتسمح لهم السلطات بتلك الاقامة غير المشروطة . حتى أن اسرائيل ذاتها اكتوت من جراء الشروط التى فرضوها علينا فى اتفاقية السلام

حيث تم قذف ايلات بصواريخ من خلال أرض سيناء وتم تنظيم كثير من العمليات الارهابية ضد السائحين الاسرائليين فى سيناء . هذا بجانب أن الاتفاقية لا تسمح بعبور الطيران المصرى الحربى لسيناء وعلى ذلك استغل تجار المخدرات المافيا العالمية هذا الوضع وأغرقوا مصر بالمخدرات من خلال البحر الأبيض المتوسط عند منطقة سيناء وحينما علمت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوجود سفن فى البحر الأبيض تنوى تفريغ شحنة مخدرات من خلال سيناء فأعطت أوامر سريعة للطيران بضرب السفن فى البحر قبل تفريغ الشحنة وما إن ظهرت الطائرات إلا وأبلغت أجهزة المراقبة الجيش الاسرائيلى الذى ظهرت طائراته بأقصى سرعة وضربت الطائرات المصرية قبل تحقيق هدفها لأن اجتياز هذه الطائرات العسكرية المجال الجوى لسيناء عدم التزام ببنود اتفاقية السلام .

وتوجد فى سيناء محطة انذار مبكر تسجل فورياً التجاوزات ضد معاهدة السلام تابعة للأمم المتحدة إلا أن أمريكا لها دور فى هذه المحطة بجانب أن الطائرات الأمريكية بدون طيار  التى تمسح مصر يوميا لمراقبة النشاط العسكرى المصرى التى اكتشفت يوما ما أن عدد الجنود المصريين فى سيناء قد زاد عن العدد المتفق عليه بالاتفاقية فأبلغوا مصر بهذا الخطأ وقامت وزارة الدفاع باصلاح الخطأ وترحيل الجنود فوراً . وتقوم الأقمار الصناعية الأمريكية والاسرائلية بمراقبة النشاط العسكرى المصرى .

وقد سمحت اتفاقية السلام للإسرائليين بعبور سيناء والاقامة بقنادقها والاستمتاع بشواطئها دون تأشيرة عبور من السفارة المصرية بإسرائيل فى مقابل حق المصريين بعبور إيلات بدون تأشيرة من السفارة الاسرائلية بمصر وبذلك تكون معابر الحدود مفتوحة للطرفين مع ما يشكل ذلك من مخاطر تمس الأمن القومى فقد تم القبض على اسرائليين يهربون المخدرات فى سيناء وأخرين يروجون للعملات الأجنبية المزورة

وبالرغم من كل هذه السلبيات فى معاهدة السلام التى استقال على أثرها كلا من المشير محمد عبد الغنى الجمسى ووزير الخارجية محمد ابراهيم كامل

  إلا أننى فى وقفة مع النفس أقيم ما بعد اتفاقية السلام فقد رفضت كافة النقابات المهنية التطبيع مع اسرائيل ولا زالت تعتبرة العدو الصهيونى الأول وقد قام اتحاد الكتاب بفصل الكاتب المسرحى الأستاذ على سالم بعد زيارته لإسرائيل وفى نهاية عام 1993 م كتب فى مجلة الشباب عن هذه الزيارة وكذلك مجلة كاريكاتير وتم تنفيذ الزيارة فى 7 أبريل 1994 م

واستنكر العرب هذه المعاهدة وعقدوا مؤتمر قمة عزلوا فيه مصر وطردوها من جامعة الدول العربية وتقلوا مقر الجامعة من القاهرة الى تونس .

خسرت مصر من جراء المقاطعة العربية مليارات كانت تجنيها من السياحة العربية لمصر قبل المقاطعة العربية وتعد سلطنة عمان هى الدولة العربية الوحيدة التى ظلت على اتصال بمصر بعد المقاطعة ولم تنفذ قرارات مؤتمر القمة الرامى لطرد مصر وعزلها .

للأسف لا أمريكا ولا إسرائيل قاما بتعويض مصر نتيجة الخسائر التى أصابت الإقتصاد المصرى بعد الموقف العدائى من العرب بعزل مصر وتجميد عضويتها فى جامعة الدول العربية .

واتجه السادات الى تشجيع الاستثمار كوسيلة لتعويض الخسائر  وسميت هذه المرحلة مرحلة الانفتاح الاقتصادى وظهور القطط السمان الذين استغلوا عائدات الانتصار فى حرب اكتوبر لتكوين ثروات خاصة بدلاً من عودة أرباح  الاستثمارات فى تطوير الخدمات والمرافق والبنية التحتية والعشوائيات فقد صبت جميعها فى جيوب طبقة المنتفعين دون غيرهم وظل الشعب يعانى من تدنى الخدمات وانهيار المرافق فقد كان الحصول على خط تليفون أرضى درب من المستحيل فقد انتظرت اكثر من عشر سنوات للحصول عليه .

 وشبكة الصرف الصحى المتهالكة سببت فيضانات فى الشوارع برائحة تزكم الأنوف وتنشر الأمراض دون حساب كما أصبح ذلك منظراً مألوفاً فى شوارع القاهرة .

ولأن القوى الشعبية لم تكن مستعدة لاتفاقية السلام فلم يحدث التطبيع مع اسرائيل على المستوى الشعبى حتى الآن . وإن كانت هناك بعض الاتصالات بين المسؤلين تدور حول تحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط . وتدور عجلة النشاط الاقتصادى فى الخفاء بتكتم شديد فقد طردت الجماهير سينسيبرى صاحب سلسلة سوبر ماركت بعد إذ عرفت أنه يهودى ولم تشفع له جنسيته البريطانية ولم يشفع له أنه  أمر مديرى الفروع بتشغيل اسطوانات القران الكريم بصوت عال فى جميع الفروع حتى يكسب ود المسلمين المصريين الذين قاموا بتحطيم الفروع التى يمتلكها فى مظاهرات ضده قادها رجال أعمال منافسين من الإخوان المسلمين وتم هذا بمباركة الأمن المصرى أيضاً دون درايتهم بحجم الخسائر الاقتصادية التى تكبدتها مصر وشركات التأمين والبنوك المصرية والعمالة المصرية التى فقدت وظائفها .

والاعلام لا يلعب دور لصالح السلام وتطبيع العلاقات مع اسرائيل بل يلعب الدور السلبى أو المخرب الذى يحقق الاثارة دون النظر للمصلحة الوطنية

ولا تقوم مناهج التربية والتعليم  بصقل ثقافة السلام بدلا من الحرب والعدوان

 استناداً للآية الكريمة فى القران ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله )

(يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين.) قرآن كريم

 وحينما قام اليسار المصرى بالاعتراض على اتفاقية السلام مع اسرائيل وتنظيم المظاهرات وتوزيع المنشورات الرافضة لاتفاقية السلام مع اسرائيل .
 
فكر السادات فى كسب ود التيار الدينى حسب تفكيره ليقوم بعمل معادلة مع اليسار فى الشارع المصرى وأخرجهم من السجون وصرح لهم بإصدار مجلة الدعوة وقام بتعديل الدستور وأضاف مادة تنص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع  وقد كان ذلك بتخطيط بوليسى  وانقلب شكل الدولة من دولة مدنية الى دولة عنصرية دينية تضطهد الأقليات وتعمق ثقافة الطائفية والصراع الدينى .

وقد قتل السادات بيد من أعطاهم الحرية فى التواجد فى الشارع المصرى فى عيد الاحتفال بنصر أكتوبر .

لأن التيار الدينى دموى مسلح يدين بالارهاب وينقسم لجماعات تكفر بعضها بعضاً .

فلماذا لم يستفتى السادات رجال الفكر والكتاب والمثقفين بدلا من الحلول البوليسية التى كرست للصراع والكراهية ولم تحمى السادات ذاته من نهايته المأساوية فقد كان يجلس بالقرب منه على النصة اللواء النبوى إسماعيل وزير الداخلية الذى لم يتنبأ جهازه وجهاز المخابرات العسكرية بما حدث وهذا دليل عبى فشل الحلول العسكرية البوليسية .

الفكر لا يقاوم إلا بالفكر فثقافة الكراهية يجب أن نقاومها بثقافة الحب . وثقافة الحرب والارهاب نقاومها بثقافة السلام . وثقافة الهدم والتخريب نقاومها بثقافة التنمية والبناء والعمران وتحقيق الرخاء . وثقافة الظلم والاستبداد والعدوان نقاومها بثقافة العدالة وسيادة القانون . وثقافة الانانية والثراء الفاحش نقاومها بثقافة العدالة الاجتماعية ومعالجة الفقر . وثقافة المرض نقاومها بثقافة الرعاية الصحية . وثقافة الطائفية نقاومها بثقافة المواطنة . وثقافة التمييز وعدم تقبل الآخر نقاومها بثقافة حقوق الانسان وتفعيل الديمقراطية واحترام الحريات الفردية .

ولهذا يلزم أعداد دستور مدنى عصرى متحضر يراعى الاعلان العالمى لحقوق الانسان

واعادة النظر فى منظومة الاعلام المصرى ليكون دعامة فعالة للتصحيح والعلاج والتنمية والبناء

إعادة النظر فى مناهج التربية والتعليم وعصرنتها لتواكب التقدم وتعد لبلادنا علماء المستقبل وتواكب التطور الحادث فى العلوم الانسانية  وترسخ مفاهيم المواطنة وعدم التمييز واحترام الآخر .

اعداد قوانين مدنية تؤصل لاحترام الحقوق لجميع المصريين دون تمييز وتحاسبهم على واجباتهم الوطنية دون تفريط .

اعداد مشروع قومى يحقق التنمية والرخاء ويقضى على البطاالة ويخلق فرص عمل للشباب ويزيد مستوى الدخل القومى  .

ازالة كافة المعوقات أمام التطبيع مع اسرائيل  بما يحقق التنمية والرخاء لشعوبنا

استبعاد التيارات الدينية بعيداً عن السياسة وعدم السماح لهم بالترشيح ويقتصر نشاطهم على العمل الدعوى للمؤهلين بذلك من قبل الازهر وتحت اشرافه ومسؤليته .

تحويل الأزهر لهيئة أهلية مسجلة فى كنشاط أهلى بالشئون الاجتماعية  يمولها المنتفعين بخدمات الأزهر دون أن تتحمل ميزانية الدولة أى أعباء . فالدولة مدنية ليبرالية لا علاقه بينها وبين الدين تشجعه فى اطار الحريات الفردية ولا تتبناه كأيدلوجية




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :