الأديب العالمي رأى المرأة بصورتين: الضعيفة والعاهرة
كاتب: المرأة المكافحة لا مكان لها في روايات نجيب محفوظ
خاص - الأقباط متحدون
يهتم الكثير من النقاد والمفكرين، بالصور النمطية التي يصنعها الأدباء عن بعض فئات المجتمع، مثل المرأة، حتى يستدلون من خلالها على أهميتها في نظره ونظر المجتمع، ونظرًا لكثرة إنتاج الأديب الكبير نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، فقد كانت رواياته مادة دسمة للدراسة، حيث أنه أكثر الروائيين العرب كتابة سردًا روائيًا وقصصيًا، وفي ذكرى ميلاده اليوم 11 ديسمبر نعرض كيف رأى الأديب العالمي المرأة في كتاباته.
كتابات تكشف المجتمع الذكوري
ترى هويدا صالح، في مقال بحثي لها بموقع أكاديمية الفنون، أن نجيب محفوظ، تعمد كشف المجتمع الذكوري الذي يقصي المرأة ويقلل من شأنها ويحقرها، فهو إما يجعل منها عاهرة رغم أنفها، ويدفعها لأن تتعيش من جسدها نتيجة للأوضاع الاجتماعية القاهرة، وإما يقهرها تحت وطأة الوصاية الذكورية التي تجعل من المرأة فاقدة للأهلية تحتاج طوال الوقت إلى حماية ووصاية المجتمع الذكوري .
تصدر من شوهوا صورة المرأة
يشير عبدالهادي صابر، في مقال بحثي له بموقع "ديوان العرب"، إلى أن نجيب محفوظ، تصدر الأدباء الذين شوهوا صورة المرأة، حيث "صورها فتاة ليل وصورها بالعاهرة وصورها أيضا بالعاشقة.أما صورة المرأة المكافحة العفيفة، والفلاحة المصرية المجاهدة لم تجد لها مكانا في روايات".
ويؤكد "صابر" أن نجيب محفوظ قدم المرأة على أنها "سلبية خنوع خائفة متداعية سليطة اللسان سيئة الخلق ساقطة، سواء بإرادتها أو بإرادة الآخرين"، مضيفا، أنه "لم يقدم المرأة على أنها السيدة المكافحة التي تقوم على تربية الأبناء أو الواقفة بجوار زوجها، لكنه استخدمها في أسوأ صورة، وما يأتي من أمثال يوضح ذلك".
يوضح "صابر" أن عالم المرأة بالنسبة لدى الأديب العالمي "هو من أسوأ الشخصيات، وقد اتخذ نجيب محفوظ هذه الشخصيات الساقطة عن عمد، ولم يفسر لنا ما المقصود باختياره لهذا السقوط حيث جعل المرأة تسبح في عالم الرذيلة دون رادع من قيم أو دين أو أخلاق، متجاهلا نماذج مشرفة يذخر بها المجتمع المصري، وبذلك ظلم نجيب محفوظ المرأة عشرات المرات في أدبه".
نظرة أخرى لروايات نجيب محفوظ
أما الكاتبة الصحفية "ماجدولين الرفاعي"، فتقول إن شخصية المرأة في روايات محفوظ "تدور غالبا في إطارين: المغلوبة والمقموعة من أسرتها، أو الغانية اللعوب"، مضيفة: "وكي لا نكون مجحفين في نقدنا فإننا نشير هنا إلى أن صورة المرأة الأم في روايات محفوظ كانت مشرفة وأظهرت الأم كسيدة عظيمة بانية للأجيال ويمكننا هنا من ذكر "أمينة" مرة أخرى فبرغم قهرها كانت اما عظيمة".
وتابعت الكاتبة الصحفية، في مقال لها بموقع "الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب": "وأظن في نهاية الأمر أن محفوظ لم يستطع تصوير واقع المرأة بشكل لائق ربما لان المرأة لم يكن لها دور هام في حياته ولهذا لم يستطع سبر أغوارها كما ينبغي".