نادر محمد
أتم الطالب الرومانى الجنسية كاتلين بوبا Catalin Popaمناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة به بجامعة جوتنجن تحت إشراف البروفسور مارتن تامكة بكلية اللاهوت وكان موضوع الرسالة "حياة وأعمال جوارجس الأول بطرك الشرق –حياته وأعماله مركزاً على دوره فى دراسات طبيعة السيد المسيح فى فترة صدر الإسلام. تضمنت الرسالة دراسة حياة البطريرك وموطنه وذهابه للدير وأسقفيته ومطرانيته وفترة حبريته كبطريرك من 660-680 م. فقد تم إختياره كبطريرك بناء على وصاية البطريرك السابق له ولكن كان عليه مقاومة معارضة شديدة ضد توليه المنصب من داخل قيادات الكنيسة ولكنه أمكنه التصالح بسرعة مع خصومه من قيادات الكنيسة وبخاصة فى مدينة نصيبين بتركيا حالياً وكان هذا البطريرك فى ذات الوقت يتمتع بحماية الحكام المسلمين وهو أمر صعب لكى يحدث توازن بين علاقته الجيدة بالحكام وعلاقته بالقيادات الكنسية الأخرى. ولكن بسبب حب الرهبان له ودعمهم له إستطاع البطريرك التغلب على كل هذه المصاعب.
عقد غبطته مجمع مقدس بجزيرة ديرين بدولة البحرين حالياً لإتمام الصلح مع خصومه داخل الكنيسة وهو أول مجمع مقدس يعقده بشبه الجزيرة العربية ووثائق ذلك المجمع المقدس محفوظة حتى اليوم. بعد إنعقاد المجمع المقدس زار مسيحى دولة قطر حالياً والمناطق المحيطة بها وهذا المجمع المقدس الذى عقده عام 676م كان أول رد فعل واضح لكنيسة الشرق على قدوم الإسلام للمنطقة وإتخاذ قرارات لحماية المسيحيين من إتباع الإسلام ومن بين هذه القرارات الإهتمام بالكهنة وإصدار قرار بمنع زواج الفتيات من الرجال المسلمين والإهتمام بالتعليم الدينى للمسيحيين والإهتمام بمدارس الأحد. شجع غبطة البطريرك على الإهتمام بالرهبنة وأخذ من منطقته راهب صغير معه إلى بلاد الرافدين لكى يتعلم فى منطقة بلاد الرافدين. هذا الراهب الصغير سيصبح فيما بعد الأسقف إسحاق السريانى (النينوى) أكبر المعلمين الروحانيين فى الشرق المسيحى فى القرن السابع الميلادى.
ركزت رسالة الدكتوراة أيضاً على إزدهار الكريسولوجيا (دراسة طبيعة السيد المسيح) كما حددتها رسالة للبطريرك وهى التأكيد على إتحاد الطبيعتين الإلهية والبشرية فى شخص المسيح وهو أمر مهم للعمل المسكونى والتقارب بين الكنائس فى وقتنا الحاضر.