د. رأفت فهيم جندي
"دى جا فو" مصطلح فرنسي يعنى إحساس بمشاهدة هذا الموقف من قبل (Deja vu) وهذا ما ينطبق على احداث "سان برناردينو" في كاليفورنيا، ولم يكن هذا الإحساس بسبب ما شاهدته في باريس مرتين، ولكنه كان من قبلها بسبب ما كان متوقعا.
ما حدث في باريس كان سببا قويا لكى يخسر الحزب الاشتراكي الحاكم مقاعده ويصبح "هولاند" رئيس الوزراء زعيما لمقاعد الأقلية في البرلمان، وليعبر الشعب الفرنسي عن سخطه على من يحكمه وأيضا على رئيس الوزراء السابق "ساركوزي"
ولقد قيل ملايين الملايين من المرات "من يزرع الشر إياه يحصده"، ولقد زرع السياسيون الغربيون الشر في الشرق الأوسط وبينما هم محاطون بحراس والكترونيات، يدفع البسطاء الأبرياء ثمن حماقة رؤسائهم لكي يتم ما قيل "الآباء يأكلون الحصرم واسنان الأبناء تضرس"
اعتقد أن الكثير من الشعب الأمريكي يعرف الآن مغبة ما تفعله أصابع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولقد هللنا لـ "أوباما" في مصر عندما كان مساعدا في استقالة "مبارك"، ثم لعنه الشعب المصرى بعدها عندما فرض علي مصر اخوان الشياطين، وهو كان في الحقيقة قد فعل الأولى لكى يأتي بالثانية.
ولقد أنتظر الشعب الأمريكي منه أن تكون كلمته بعد حادثة كاليفورنيا فيها خطة حاسمة للقضاء على وحوش البشر، ولكن تمخض الجبل فولد فأرا، وكانت كلمته "محلك سر" واصابت الكثيرين بالإحباط.
اخوتنا المسلمين المعتدلين الذين يعيشون في الغرب، هم أيضا ضحايا بدون سفك دم لما يحدث من تبعات الإرهاب، وليس الكثير منهم يعرف او حتى سمع عن "ابن تيمية" و"ابن كثير" وغيرهما، ومعظمهم تلقنوا من والديهم صنع الخير والرحمة والمودة، ويسيرون بالفطرة البشرية وصوت الضمير، ويرون في آيات القتل أنها كانت فقط وقت الحروب غير مفطنين أن هناك من يفهم جيدا انهم دائما في حالة حرب، وعليهم ان يقتلوا الكفار حيثما وجدوهم، وليسمحوا لى أيضا بالقول انى انتقد في البعض منهم أن من مبادئهم أن ما يقولونه في الخفاء و مع بعضهم البعض غير ما يفصحون عنه علانية، مثل الكثير من السياسيين، وعندما لم يفطن "جورج بوش" أن الميكرفون كان مازال مفتوحا نقلت كلماته لمساعده الذى بجواره كل كلمات السباب للصحفيين الذين كان يتحدث معهم بأدب قبلها بدقائق، ومن المبادئ القويمة الراسخة أن ما لا تستطيع ان تقوله في العلن لا تقوله في الخفاء.
وعندما يدعو البعض مثل المرشح الجمهوري الأمريكي "دونالد ترامب" لفرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة فأنه يدعو لاضطهاد جميع من في الشرق الأوسط، ولقد كان تاجرا قبطيا في أمريكا هو أول ضحايا الانتقام العنصري بعد أحداث 11 سبتمبر.
أنى بالقطع لا اتمنى ولكن اتسائل أين ستكون "دى جا فو" التالية؟