الأقباط متحدون - الجزامة وعشة الفراخ2-2
أخر تحديث ٠٤:٠٧ | الثلاثاء ٨ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٨ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الجزامة وعشة الفراخ2-2

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
التقينا في المقال الماضي في مشهد عبثي في مجلس نواب بإحدى الدول على كوكب الأرض حيث وصل لرئاسة مجلسها رجل كل اهتمامه بتزغيط البط وإرضاء طبقات ما من الشعب الفراخستاني بحكايات وهمية ونبوات يحلم بها هو وبتيجي معاه أو بصلات خاصة بجهاز ما سيادي صنعه ويصنع هذه الأوهام، وله علم ببعض الأمور قبل ما تحدث وصاحبنا يقول ما عنَ له قوله، وأفيهات عجيبة يبروزها له إعلام دولته الذي يظن أنه بذلك يهاجمه وإنما هو في الحقيقة يلمعه وينجمه ويشهره ويظنه هو أنه مفجر ثورة في حين أنه فاقع مرارة.

اليوم نلتقي في مشهد آخر عبثي برضه في دولة جزمستان، حيث لا يوجد سلاح في أيدي أهلها، يمسك القلة الأقوى فيها بعدد من الجزم القديمة يحتفظون بها ليستخدمونها في الضرب والدفاع عن أنفسهم وعن أفكارهم، ويدعون أنهم حماة الفضيلة مع أن أفواههم حين تفتح لا قدر الهع لا تبخ إلا وابل من البذاءات والشتائم والسخائم في الشخص العدو والمختلف معهم وأمه بالمرة، وحين يتم الصلح لسبب أو لآخر يتحول الشخص هذا ولحسن الحظ لملاك بأجنحة بعد أن كان شيطان بقرون!!!.

يجلس على منصة على هيئة جزامة مليئة الأرفف بجزم قديمة يرتبها صاحبها الجالس على المنصة بعناية وموزعها بحيث كل جزمة تخدم نوع معين من أنواع الاستخدام، هذه تضرب المعارض للرئيس، وهذه تضرب المؤيد للرئيس والمعارض لصاحب الجزمة القديمة، وهذه بقى تضرب المعارض لجزمستان، كما يفسر صاحب الجزم القديمة مواقف الشخص المعارض على أنها معارضة للدولة ذاتها مع أنه لا يوجد من يعارض الدولة أبداً إلا أعداء الدولة، المعارضة الحقيقية فقط لأنظمة الحكم، وهذه حلال معارضتها إلا إذا كان هذا على غير مزاج الجالس على الجزامة عفواً الجالس على المنصة، يجلس على الجزامة وسط لفيف من النواب يدير الجلسة وهم يتناقشون في حمية حول موديلات الجزم التي يجب جلبها للبلاد والتي تحتاجها ترسانة القلة المسيطرة على سلاح الجزم في البلد هذه، وفجأة يحاول البعض من العقلاء جذب الحديث ناحية مفيدة فيجذب رئيس الجلسة حافظة سيديهات ويلوح بها في وجوههم ويفتحها سريعاً ويسحب واحدة يعرفها جيداً ويرفعها في وجه متزعم الحركة، وقال تحب أشغل أي سيديهاية ليك، سيدهايتك وإنت بتتلكم في التليفون، ولا سيديهايتك وإنت بتلعب في الموبايل، ولا سيديهايتك وإنت بتاكل، سيديهايتك كتير فيصمت الرجل ويتراجع مذهولاً، فيقول رئيس الجلسة أيوه كده إنت حبيبي وراجل وطني ولما يحاول أحدهم الاستمرار في الاتجاه المؤيد لجذب الحوار لناحية مفيدة في مصلحة البلد، فيسحب رئيس الجلسة سيديهاية أخرى عليها صورة العضو ويقول له هذه سيديهاية لك وأنت لا مؤاخذة في  الحمام بتغسل وشك تحب أشغلها للناس أفرجها عليك، إزاي إنت مش بتستخدم الصابونة وحينما يتراجع هو الآخر يتحول رئيس الجلسة للإشادة به كما فعل بسلفه، أما الأخير الذي أصر على موقفه ولم يأبه بتلميحات السيديهات وتحريكها في وجهه فلم يصمته إلا ضربة قوية من جزمة قديمة انسحبت له خصيصاً من جزامة المنصة يعني ارتطمت بفكه السفلي جعلته يتدلى طويلاً ودون حراك.



وبهذا عزيزي القارئ، أكون قد قدمت لك مشهدين عبثيين من بلدين في كوكب الأرض لا أعرف أين هما؟ لكن لعل خيالي سول لي هذا، وأدعوك بألا تحرجني وتسألني على مكانهما في الخريطة إلى أن انتهي من أكل البط، ولألا أجد سيديهاتي منتشرة في أيدي الجميع.
المختصر المفيد يسقط يسقط حكم مدعي الأدب والأخلاق.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter