الأقباط متحدون | الاقباط صناع سلام (3) اقوال اباء الكنيسة عن السلام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٦ | الاربعاء ٦ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٦ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الاقباط صناع سلام (3) اقوال اباء الكنيسة عن السلام

الاربعاء ٦ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :القس لوقا راضى
ونحن نكمل معا سلسلة الاقباط صناع سلام .. كان لابد ان نتوقف مع اقوال الاباء . واقوال الاباء . انا امتائت من البركة والنعمة حين اخذت ابحث عن اقوال الاباء عن السلام والعلاقات الاجتماعية فوجدت كم هائل من الاقوال الغنية والجميلة .. ولم استطع ان اسردها كلها فاختارت مختارات منها فقط واتمنى ان تتاح لى الفرصة لاعرضها كلها برهان محبة كيف ان الاقباط ابنا هولاء الاباء صناع سلام .ولنبدا كالاتى :....
اولا :... مقدمة بسيطة .. من هم الاباء وما اهميتة كتاباتهم ؟
ثانيا :...فقرات من اقوال الاباء القديسين عن السلام ...

اولا من هم الاباء ؟ وما هى كتاباتهم ؟ آباء الكنيسة.. هو مصطلح يطلق على مجموعة من الأساقفة أو الشخصيات المسيحية الكبيرة التي خلفت أثراً عظيما في عقيدة وتاريخ الديانة المسيحية ، لا سيما في القرون الخمسة الأولى حيث يعزا لهم وضع الخطوط العريضة لبنية الكنيسة العقائدية، التنظيمية والرعوية... ومن ابرز الاباء :.. أثناسيوس الإسكندري - أوغسطينوس - إغناطيوس الأنطاكي - أفرام السرياني - إكليمندس الإسكندري - اكليمندس الأول - أمبروسيوس- أنطونيوس الكبير - أوريجانوس - يوسابيوس القيصري - إيريناوس - بوليكاربوس - تاتيانوس - ترتليانوس - جيروم - غريغوريوس الكبير - غريغوريوس النازيانزي - غريغوريوس النيصي - كبريانوس - كيرلس الأول -القديس كاراس السائح - مكسيموس المعترف - هيبوليتس - يوحنا الدمشقي - بوستينوس الخ إن آباء الكنيسة الأولى هم قدوة لنا في معنى إتباع المسيح والدفاع عن الحق. .
وفي حين يمكننا أن نتعلم الكثير من دراستنا لكتابات الآباء الأوائل،.

ثانيا :...فقرات من اقوال الاباء القديسين عن السلام.....
+ من يصنع صلحاَ بين المتخاصمين يدعي ابن الله ومن يدس ويعكر ويوصل كلاماَ شريرا من شخص إلى أخر فهو رسول الشيطان وهذا تهلكه النار. القديس يوحنا سابا ....
+ من يغير كلمات شريرة بصالحة ويزرع الصلح بين إخوته يربح حياة لنفسه. القديس يوحنا سابا ....
+ لا تحتقر أحداً ولا تَدِنْ أحداً ولا تتكلم على أحدبالشر حينئـذ سوف يمنحك الـرب سـلاماً . القديس بيمن ....
+ من يفكر او يقول .. انه يحب الله وهو لا يحب قريبه فهو كمـن يركـض فـي الحلـم .. القديس يوحنا الدرجى ....
+إذا أكمل الإنسان جميع الحسنات وفي قلبه حقد على أخيـه ، فهـو غـريب عـن اللــه . الأنبا باخوميوس أب الشركة
+بدون المحبــة يفقــد الاستشــهاد عظمتــه. يوحنا كاسيان .....
+ اسند صغيرى النفوس ، كي تسندك اليمين التي تحمل الكل .... الشيخ الروحانى
+ لا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة لذلك في كل تجربة تمر بك قل : مصيرها تنتهي .. . سيأتي عليها وقت وتعبر فيه بسلام.. . إنما خلال هذا الوقت .. أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك ، فلا تضعف ولاتنهار ينبغي ولاتفقد الثقة في معونة الله وحفظه . قداسة البابا شنودة
+ من اقوال القديس اغسطينوس :...+ دعا السيد المسيح صانعي السلام طوباويين وأبناء الله لنه لا يوجد فيهم شيء يقاوم إرادة الله ويضادها بل يطابقونها في كل شيء كأبناء صالحين مجتهدين في أن يتشبهوا بأبيهم في كل ما يمكنهم جاعلين سرورهم وإرادتهم في إرادة أبيهم وسروره. قانون العادلة البشرية يقتضي رد إساءة المعتدي بشر أعظم.
+ أما من يسمو على الدرجة السابقة فإنه لا يقابل الشر بأي شر مقترباَ بذلك من وصية الرب دون أن يبلغها بعد. كثيراَ ما يتظاهر الإنسان بطول الأناة وعدم الغضب ومسامحة الآخرين، ولا يظهر ذلك الداخل إلا عندما تخطئ إليه مرة أخري، فيذكر لك الخطأ الأول والثاني! لكن قلبه يغلي غيظاَ وحقداَ في الداخل،
+ اغفروا كل ما على الآخرين غفراناَ تاماَ من قلوبكم.. أغفروها من قلوبكم التي يراها الله، فأحياناَ يغفر الإنسان لأخيه لكنه يحتفظ بها في قلبه. يغفرها بالفم لأجل البشر، ويحتفظ بها في القلب حيث لا يخاف عين الله!
+السلام هو رزانه العقل هدوء النفس بساطه القلب رباط الحب رفيق المحبه السلام هو الا تطلب ماهو للغير السلام هو الا تري في شئ انه ملكك السلام يعلم المحبه فلا تبغض قط السلام يعرف الانسان كيف يعلو علي ذاته ولا ينتفخ السلام علامه مقدسه المسيح فيه ومنه تنال السلام المسيح يترك... سلاما معنا لكي نحب هنا بعضنا البعض المسيح يترك سلاما لنا لكي لا يدين احد الاخر فيما هو خفي وهو مالك علي الارض المسيح سيهبنا سلامه حينما نرتفع فوق كل امكانيه لحدوث انشقاقات المسيح يترك سلامه معنا حتي نغلب ابليس وسيهبنا سلامه عندما لا يوجد عدو نقاومه المسيح يترك لنا سلامه ونحن في هذا العالم وسيهبنا سلامه الخاص به في العالم العتيد اطلب السلام يحدثك الرب من الداخل يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومه من يعيش في سلام مقدس يحيا دوما في الله ويكون شريكا مع القديسين في الله .....
ما قاله القديس اغسطينوس عن السلام + إهتم بعمل الخير حسب قوتك من أجل الله، لا سيما مع المسيئين إليك ومبغضيك لكي تغلب الشر الذي فيهم من نحوك. اثناسيوس الرسولى \"طوبى لصانعي السلام\" .. هنا لا يُزيل عنا فقط الخصام والكراهية اللذين نحملهما في نفوسنا، من جهة بعضنا بعضًا، بل بجانب ذلك يطالبنا بشيءٍ أكبر، هو أن نجتهد لمصالحة الآخرين، أما المكافأة التي يكشف لنا عنها فهي أيضًا روحية: فما نوعها إذن؟ \"لأنهم أبناء الله يدعون\". نعم، لأن هذا هو عمل الابن الوحيد، أن يوحِّد المتفرقين، ويصالح المتباعدين. ولئلا نتوهَّم أن السلام في كل الأحوال بركة مطوبة، أضاف قائلاً: \"طوبى للمُضطهدين من أجل البرّ\" أي من أجل الفضيلة، وإعانة الآخرين، ومن أجل كل عملٍ صالحٍ. فقد اعتاد الرب أن يعني بالبرّ كل عمل حكيم تمارسه النفس. يوحنا ذهبى الفم .. صانعى السلام = من يعاين الله يشتهى أن يعمل فى كرم الله ولحساب مجد الله، والمسيح هو رئيس السلام جاء ليؤسس ملكوته على الأرض وهو ملكوت السلام. وإبن الله يعمل لحساب هذا الملكوت ويؤسس مع المسيح ملكوته بين الناس. أبناء الله ملأ الله قلبهم سلاماً فإندفعوا يعملونه بين الناس، متشبهين بالمسيح الذى صنع سلاماً بين السماء والأرض. وكل من يصنع سلاماً فهو إبن لله، ومن يزرع خصاماً فهو ليس إبناً لله. (احد الاباء .) ويرى القدّيس أغسطينوس أن صنع السلام ليس عملاً خارجًا يمارسه الإنسان، وإنما هو طبيعة ينعم بها أولاد الله في داخلهم، خلال السلام الداخلي الذي يحلّ بين الروح والجسد بالروح القدس في المسيح يسوع، فيظهر ملكوت السماوات داخلنا. * يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومة. فأبناء الله صانعوا سلام، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبّهوا بأبيهم. إنهم صانعوا سلام في داخلهم، إذ يسيطرون على حركات أرواحهم ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح، ويُقمعون شهواتهم الجسديّة تمامًا، وهكذا يظهر ملكوت الله فيهم فيكون الإنسان هكذا: كل ما هو سامٍِ وجليل في الإنسان يسيطر بلا مقاومة على العناصر الأخرى الجسدانيّة... هذا وينبغي أن يخضع ذلك العنصر السامي لما هو أفضل أيضًا، ألا وهو \"الحق\" ابن الله المولود، إذ لا يستطيع الإنسان السيطرة على الأشياء الدنيا، ما لم تَخضع ذاته لمن هو أعظم منها هذا هو السلام الذي يعطي الإرادة الصالحة، هذه هي حياة الإنسان الحكيم صانع السلام. القدّيس أغسطينوس * السلام هو قوّة المسيحيّين: \"سلام الله الذي يفوق كل (فهم) عقل\" (في 4: 7). طوبى لصانعي السلام، لا بإعادة السلام بين المتخاصمين فحسب، وإنما للذين يقيمون سلامًا في داخلهم... فإنه إن لم يوجد سلام في قلبي ماذا يفيدني أن يكون الآخرون في سلام؟! * المسيح ربّنا هو السلام... لنحفظ السلام فيحفظنا السلام في المسيح يسوع..... القدّيس جيروم * الكمال في السلام حيث كل شيء مقبول؛ ولذا فإن فاعلي السلام هم أبناء الله، إذ لا شيء يخالف الله، وعلى الأولاد أن يتشبّهوا بأبيهم. فاعلوا السلام في نفوسهم هم الذين يسيطرون على جميع ميولهم النفسيّة ويخضعوها للعقل، أي للفكر والروح، وقد كبحوا جماح شهواتهم اللحميّة، وصاروا ملكوت الله، حيث انتظم كل شيء وراح ما هو سامٍ في الإنسان ورفيع يأمر ما دونه المشترك بين الإنسان والحيوان، ثم أن ما سما في الإنسان، أي الفكر والروح، هو عينه خاضع للأسمى منه، أي الله. في الواقع يستحيل عليك أن تحكم من هم دونك، إن لم تخضع لمن هو أعلى منك، وذاك هو السلام الذي يهبه الله في الأرض لذوي الإرادة الصالحة... أتريد السلام؟ اعمل برًا يكن لك السلام، \"السلام والبرّ تعانقا\" (مز 85: 10). * ليكن السلام حبيبًا لك وصديقًا؛ واجعل قلبك مضجعًا له نقيًا. ولتكن لك معه راحة مطمئنة بدون مرارة، وعناق عذب، وصداقة لا تنفصم عراها.... القدّيس أغسطينوس * \"سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم\" (يو 14: 27). لقد أعطانا هذا ميراثًا، فقد وعدنا بكل العطايا والمكافآت التي تحدّث عنها خلال حفظ السلام. إن كنّا ورثة مع المسيح فلنسكن في سلامه، إن كنّا أبناء الله يلزمنا أن نكون صانعي سلام... إذ يليق بأبناء الله أن يكونوا صانعي سلام، ذوي قلب حنون، بسطاء في الكلام، متّحدين في المحبّة، مترابطين معًا رباطًا وثيقًا بربط المودّة الأخويّة القدّيس كبريانوس ما هو إتباع السلام إلاَّ دخول في شركة عملية مع السيد المسيح محب البشر وملك السلام؟! هذه الشركة هي بعينها الحياة المقدسة. يقول القديس چيروم: في أول لقاء للسيد القائم من الأموات بتلاميذه المجتمعين، ممثلي كنيسته، قدم لهم \"سلامه\" الفائق، لا كعطية خارجية، إنما هبه تمس الأعماق في الداخل، إذ \"قال لهم: سلام لكم\". لقد حقق لهم ما وعدهم به في ليلة آلامه، قائلاً: \"سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا\" (يو 14: 27). القديس يوحنا الذهبي الفم  لنكرم عطية السلام التي تركها المسيح لنا عند رحيله... فالسلام، على وجه الخصوص يخص الله الذي يوحّد كل الأشياء معًا في واحد، والذي إليه لا يُنسب شيء مثل وحدة الطبيعة والسلام الذي يحلّ به في الإنسان القديس غريغوريوس النزينزي يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لم يقل: لا تكن شتامًا ولا منتقمًا، وإنما سألنا ما هو أفضل: \"باركوا على الذين يضطهدونكم\"..... فإن إنسانًا يعمل بحكمة هكذا ، يمارس عمل الملائكة. بعد قوله \"باركوا\" قال \"لا تلعنوا\" لئلا نمارس الاثنين معًا. الذين يضطهدوننا يمدوننا بمكافأة لحسابنا. فإن كنت متعقلاً فلتضف إلى المكافأة مكافأة أخرى تقدمها لنفسك. هو يهبك الاضطهاد، هب لنفسك مباركتك للآخرين، بهذا تقتني علامة عظيمة جدًا لمحبة المسيح. فمن يلعن مضطهده يظهر أنه لا يُسر باحتمال الآلام من أجل المسيح، هكذا من يبارك يظهر عظمة حبه للمسيح. ليتنا نبذل كل الجهد أن نسالم إن أمكن كل البشرية فننعم بسلام أورشليم السماوية فينا، وكما يقول القديس جيروم:[من كان ليس في سلام مع أخيه فهو خارج تخوم أورشليم \"لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير ، فإن كان الشر يجعل الإنسان ضعيفًا فلا تقابل الضعيف بالضعف، إنما قابله باتساع القلب في نضوج الحب. وكما يقول الأب يوسف: [بلطفنا نقهر غضبهم.... الإنسان الضعيف لا يقدر أن يعين الضعيف، ولا من يعاني أمرًا يقدر أن يشفي عليلاً مثله. أما من كان غير خاضع للضعف، فهذا يستطيع أن يقدم علاجًا للضعيف لكن قد يعترض أحدكم قائلاً: \"كان المسيح إلهًا أما أنا فإنَّسان ضعيف، ولي ذهن غير سليم ولي من الميول النفسيّة ما يقف في سبيل إخماد روح الطمع والتغلُّب، أيها الإنسان اعلم أن الله لم يجرِّدك من روح رأفته ومحبَّته، فهو بجوارِك لا بل في داخلك، هو فيك بالروح القدس، لأننا نحن مسكنه وهو يسكن في نفوس محبِّيه ومريديه، هو الذي يعضِّدك بيمينه، فلا تتزعزع ويمسك بك فلا تسقط. إذن \"لا يغلبنَّك الشرّ، بل اغلب الشرَ بالخير... القدِّيس كيرلس الكبير  لقد منعنا أن نحب الرذيلة التي فيه (في العدو)، وأن نرتبط بمحبَّة طبيعيّة معه لقدِّيس أغسطينوس  إن أمكنك لا تجعل لك عدوًا. وإن وُجد من يبغضك لا تحزن بهذا، لأنك لست وحدك من أبغضوه بل سيِّدك قبلك قد أبغضوه... يمكنك أن تنتفع من عدوَّك كمثل من صاحبك، جاعلاً من عدوَّك كمن هو نافع لك، لأنه بسببه يتفاضل حبَّك عند الله، وبتألّمك عليه يُكثر نفعك، لأن وصيّة سيِّدنا تكمل بذلك فيه. فإنَّ كان عدوَّك قد آذاك ولم تقدر أن تنتفع منه، فاعرف ضعفك، وأبحث من أي شيء لم تقدر أن تنتفع، لأنه بماذا يُعرف صِدقك مع سيِّدك إذا لم يكن لك شيء يخالف راحتك، فتبقى كإنسان بلا جهاد.. القدِّيس يوحنا التبايسي  أذكر الحمل الوديع وكم صبر، فبالرغم من أنه لم يكن له خطيّة، لكنه احتمل الشتم والضرب وسائر الأوجاع حتى الموت. القدِّيس برصنوفيوس  توجد وسيلة لرد الشرّ بالشرّ ليس فقط خلال الأعمال، وإنما أيضًا بالكلمات وبالاتِّجاه (النيّة الداخليّة)... فإنَّه في بعض الأوقات يسبب الإنسان اضطرابًا لأخيه خلال اتِّجاهه (الداخلي)، أو حركاته، أو نظراته، عن عمد ليرُدّ الشرّ بالشرّ... الأب دوروثيؤس يليق بنا ألا نصارع الآخرين، ولا أن نشتهي الامتثال بالأشرار، إذ يحُثُّنا أن نقود الناس بالصبر واللطف من العار ومحبَّة الشر. القدِّيس يوستين  كل من سألك فأعطه، فإنَّك ستعرف من هو المجازي الصالح عن المكافأة...الانبا برناباس  بالحق بهجة الله هي في العطاء القدِّيس إكليمنضس الإسكندري علي أي الأحوال فإنَّ جوهر هذه الوصايا هو الحب الذي به، ليس فقط يتجاهل الخد المضروب، بل في اتِّساع قلبه مستعد أن يقدِّم الآخر ليكسب أخاه لحساب الملكوت الأبدي، ولا يتنازل عن الرداء فحسب، وإنما أيضًا بإرادته يترك ثوبه، محب للعطاء ولا يطالب بردّ الدين حتى لا يسقط أخوه في حرجٍ! وكما يقول القدِّيس أغسطينوس: [إن ربّنا يمنع أتباعه من الالتجاء إلى القانون في الأمور الزمنيّة ضد الغير... \"وكما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم أيضًا بهم هكذا\". هذه هي المحبَّة العمليّة التي بها ينطلق الإنسان من \"الأنا\"، فيحب أخاه كنفسه، يشتهي له ما يشتهيه لنفسه، ويقدِّم له ما يترجّى هو من الآخرين أن يُقدِّموه له. يعلّق القدِّيس كيرلس الكبير على هذه العبارة، قائلاً: [كان من المرجَّح أن يظن الرسل المقدََّسون أنه ليس في مقدورهم إخراج هذه الوصايا من حيز الفكر إلى حيز العمل. وقد علم المسيح أفكارهم فاعتمد على غريزة محبَّة النفس حكمًا بين الناس بعضهم ببعض، فأمر كل واحد أن يعمل للآخرين ما يريد منهم أن يعملوه له. فإذا كنا نحب الآخرين أن يعاملونا بالرحمة والشفقة، كان لزامًا علينا إذن أن نعاملهم بالمثل. وقد سبق وتنبَّأ إرميا عن قيام ساعة لا يحتاج فيها المؤمنون إلى أوامر مكتوبة، لأن هذه التعاليم منقوشة على القلوب. إذ ورد: \"أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم\" (إر 31: 33).] إنه يطالبنا خلال الحب الناضج لا أن نرد معاملة إخوتنا بالمثل. وإنما أن نقدَّم لهم ما نشتهيه لأنفسنا، بغض النظر عمَّا يفعلونه معنا. إننا نحب من أجل الله، أي الحب ذاته، بكون الحب قد صار طبيعتنا. فنقدِّم الحب بلا مقابل من جهة الغير، إذ يقول: +إيَّاك أن تعيب أحدًا من الناس لئلاَّ يبغض الله صلاتك. القدِّيس أنبا أنطونيوس الكبير  الذي يدين، فقد هدم سوره بنقص معرفته. القدِّيس أنبا موسى الأسود  الإنسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل جيِّد ورديء لن يؤهَّل للنعمة من الله. الأب مار إسحق السرياني  لا تدن أحدًا، ولا تقع بإنسان، والله يهب لك الهدوء والنِياح في القلاّية. الأنبا بيمن  قيل أخطأ أحد الاخوة فطُرد، فقام الأب بيصاريون، وخرج معه، وهو يقول: \"وأنا أيضًا خاطئ\". القدِّيس بالاديوس  إذا اِنشغلتَ عن خطاياك، سقطتَ في خطايا أخيك. الأنبا إشعياء  (في قصة المرأة الزانية): يسوع قد دان الخطيّة لا الإنسان. القدِّيس أغسطينوس واختم اقوال الاباء القدامى بقول رائع للقمص مرقس عزيز خليل عن السلام ... + بغير السلام يكون عالمنا جحيما . و تكون بيوتنا عذابا . قلوبنا أتونا . و السلام ليس نزوه . أنه طريق للحياه . أنه نبته لا يوجد لها بذور في الأرض لأن السماء موطنها فلنطلب من الهنا الحبيب أن يحل بسلامه في عالمنا و بيوتنا و قلوبنا و هو القائل (طوبي لصانعي السلام) و (سلامي أترك لكم . سلامي أعطيكم . ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا) و(بالهدوء و الطمأنينه تكون قوتكم) و السلام هو هبه الله لأحبائه لذلك يعلن الوحي الألهي أنه (ليس سلام للأشرار قال الهي) و يتعرض الناس لخسائر كثيره يوميا . لكن أغلب هذه الخسائر يمكن تعويضها . لكن أكبر الخسائر تتمثل في فقدان سلام القلب . و الناس حين يفقدون هذا السلام الداخلي . لا يستمتعون بيومهم . بل أنهم يدخرون لغدهم أيضا أسباب الشقاء . استمتعت بنقل تلك الاقوال المعزية والمريحة للنفس والروح والتى تقود الى السلام الذى يفوق كل عقل والى اللقاء فالموضوع القادم الرب معكم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :