أكد مصدر مطلع بمجموعة حوض النيل، بجامعة القاهرة، أن السفيرة فايزة أبوالنجا، مستشارة الرئيس للأمن القومى، استقبلت عدداً من أعضاء المجموعة لمناقشة المذكرة التى رفعتها مجموعة حوض النيل للرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن أزمة سد النهضة.
«مغازى»: لا نفكر فى التحكيم الدولى أو إدخال أطراف أفريقية لحل الأزمة.. ومسئول سودانى سابق: لست متفائلاً بالمفاوضات
وأضاف المصدر أنه تم استعراض المذكرة وملاحظات المجموعة على المعالجة الحالية للأزمة وطبيعة الأزمة ككل، وكذلك السيناريوهات المتوقعة والمستقبلية، وأبلغت «أبوالنجا» أعضاء المجموعة بشكر الرئيس السيسى وتقديره للجهد المبذول ودوافعهم الوطنية.
واستمرت المناقشات لمدة 5 ساعات، وطلبت «أبوالنجا» عدة دراسات تقييمية لمواضيع مختلفة متعلقة بسد النهضة، والتحرك السياسى والدبلوماسى، وثغرات التفاوض، وتوصيات بالتحرك المستقبلى، ومتطلبات التحرك المصرى من ناحية الملفات المطلوبة وإعدادها وفريق العمل، وكذلك مراجعة وتقييم معدلات تقدم البناء للسد على ضوء أحدث صور للأقمار الصناعية.
من جانبه، أكد الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، أنه فى المرحلة الحالية لا تفكير فى إدخال أطراف أفريقية حول سد النهضة، ومن السابق لأوانه الحديث عن التحكيم الدولى حول سد النهضة ما دامت هناك مفاوضات.
وقال إن هناك تنسيقاً مع وزارة الخارجية قبل الاجتماع السداسى المقرر عقده الأسبوع المقبل بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، لافتاً إلى أنه عرض فى الاجتماع الأخير مع اللجان الفنية ملاحظات مصر على الدراسات التى قدمتها المكاتب الاستشارية حول سد النهضة، مؤكداً أن الوزارة تعمل جاهدة حتى يتم حسم القضايا العالقة.
وقال «مغازى» إن اﻻجتماع السداسى المقبل سيبحث فى المقام الأول وضع خارطة طريق لأزمة المسار الفنى فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى لإنقاذها التى تأخرت عن الجدول المتفق عليه فى إعلان المبادئ الموقع بين رؤساء الدول الثلاث.
وحول تأجيل الاجتماع، قال إن تأجيل الاجتماع الثلاثى الخاص بسد النهضة لمدة ثلاثة أيام جاء لأسباب إجرائية، مشيراً إلى أن الجانب الإثيوبى اعتذر عن عقد القمة فى موعدها المقرر غداً وطالب بتأجيله للخميس المقبل.
وأضاف أن اﻻجتماع يسعى إلى الوصول لمواءمة بين فترة تنفيذ الدراسات وأعمال البناء وبما ﻻ يتعارض مع إعلان المبادئ، موضحاً أن القاهرة وضعت جميع الاستعدادات للتعامل مع اﻻجتماع السداسى للوصول إلى خارطة طريق لإنقاذ المسار الفنى بتوقيت محدد بما فيها التعامل مع الموقف إذا رفض المكتبان الاستشاريان الدوليان الفرنسى والهولندى التعاون معاً والإسراع بمعدﻻت تنفيذ الدراسات. من جانبه، قال علاء ياسين، المتحدث باسم ملف سد النهضة، إن مصر دولة قوية ولن تسمح بانتقاص حصتها من المياه، وملف سد النهضة ملف أمن قومى ولا توجد جهة معينة تنفرد بإدارته. وأضاف «ياسين» أن مصر عبرت عن قلق المصريين تجاه بناء سد النهضة خلال الاجتماع الأخير الذى تم بالقاهرة بين الدول الثلاث، وطلب عقد اجتماع سداسى للدول الثلاث بحضور وزراء الخارجية والرى لبحث الجوانب السياسية والفنية الخاصة بالسد، والبحث عن آلية للتوافق بشأنها فى أسرع وقت. من جانبه، كشف المهندس حيدر يوسف، مدير المكتب الفنى لوزير الموارد المائية السودانى الأسبق، عن أن المسئولين الإثيوبيين يقومون فى الوقت الحالى بالترويج لتعرض بلادهم إلى الجفاف، وانخفاض توليد الطاقة الكهرومائية المولدة من السدود للضغط على مصر استباقاً للاجتماع السداسى والثلاثى الخاص بسد النهضة الذى سيعقد بالخرطوم الأسبوع المقبل، للتأكيد على أهمية سد النهضة.
وأضاف فى تصريحات خاصة أن السودان ومصر لا تقومان بالتنسيق الكامل للأزمة ولا تملكان استراتيجية أو مبادرة للتعامل مع الأزمة ولا وسائل إقناع إثيوبيا بأهمية الخزانات الصغيرة فى توليد الطاقة والاستغناء عن الكبيرة التى تشكل تهديداً استراتيجياً للدول الواقعة خلف السد، لأنها هدف للضرب وقت الحروب، مؤكداً عدم تفاؤله بالمفاوضات الحالية للسد واعتماد إثيوبيا على سياسة الأمر الواقع، وأنها مصرة على استكمال البناء وعدم الاعتداد بأى نتائج للمفاوضات.