فاروق عطية
في مقال سابق بعنوان (تخبط كاتب وتصحيح معلوماته) كتبت في إحدي فقراته: التقت فكرة الشرق الأوسط الجديد الأمريكية مع الفكر الإسلامي القديم المتجدد بعودة الخلافة الإسلامية وغزو الغرب خاصة أوروبا بدون حرب عن طريق تكثيف الوجود العربي والإسلامي بها والتزاوج بالأوربيات والتكاثر المستمر واستغلال الديموقراطية للقفز علي مقاعد البرلمانات والوصول لحكم أوروبا. وفي مقابل الصفعة التي وجهتها القارة العجوز لتركيا برفضها عضويتها للنادي الأوروبي، بحجة حفظ "الهوية المسيحية" لهذا النادي، تعمل أنقرة على إغراق القارة الأوروبية بطوفان من المهاجرين المسلمين، ففي مدينة أزمير التركيّة يتجمّع عشرات آلالاف من السوريين المهاجرين استعداداً لركوب قوارب صغيرة تقلّهم إلى إحدى الجزر اليونانية القريبة من الساحل التركي، المحطة الثانية من رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، لبلوغ إحدى الدول الأوروبية حيث الحلم بحياة آمنة ومستقرة بألمانيا والسويد خاصة. والتكلفة تقريبا للعائلة 8000 دولار تدفعها بالقطع الدول المستفيدة من هذه الهرولة المفاجئة. وذكرت الأنباء أن بين المهاجرين السوريين ما لا يقل عن ثلاثون ألف إرهابي من القاعدة وداعش.
حذرت من هذا العدد الرهيب من اللإرهابيين المندسين بين اللاجئين وما سوف يحدث للبلدان الأوروبية الأمنة من غدرهم, وصدق ما توقعناه فما حدث يياريس ليلة الجمعة الماضي من هجوم مسلح قام به بعض الشياب المولود بفرنسا ممن قاتلوا في سوريا مع بعض الإرهابيين المندسين بين المهاجرين، والتهديد قائم وقادم لا محالة لجميع المدن الأوروبية. الاف اللإرهابيين الذين دخلوا مع اللآجئين إلي ألمانيا وتبخروا ولم يعثروا عليهم، قد توزعوا في داخل أوروبا. ما حدث في فرنسا هو البداية فقط ونوع من جس النبض لدراسة رد الفعل واعادة تنظيم الخطط المستهدفة لتكون الضربات اشد قسوة واكثر فاعلية.
أعلنت فرنسا غلق الحدود (شنجن) بعد خراب مالطا, لأن داعش الأن في قلب أوروبا, مستقر داخلها ولن ينال منها أحد مهما كانت اجراءات السلامة والحذر ستظل داعش في مأمن داخل الاراضي الفرنسية بل والاوروبية كلها ولن تظل الحدود مغلقة للابد بين فرنسا والعالم. داعش احتل المانيا وبريطانيا واسبانيا واليونان واوروبا الشرقية احتلال ناعما لن تجدي معه الوقاية فقد سبق السيف العزل, ولم تتنبه أوروبا للخطر إلا بعد فوات الأوان.
ما حدث في باريس أشعر الفرنسيون جميعا انهم مستهدفون دون سبب من أُناس أكرموهم واستوعبوهم في بلدانهم ومتّعوهم بكل الحريات التي عانوا منها في بلادهم, حتى الحرية الدينية المطلقة بلا حدود, ويشعرون في المقابل انهم يلاقون جزاء سنمار. في المقابل الكراهية بدأت تتعاظم في فرنسا وتفترش أمواجها ارض اروبا مهد احترام الحريات وحقوق الإنسان. نعرة الكراهية سعير نار كالبركان ينثر حممه الحارقة علي أناس ليس لهم ذنب غير ان القتله الذين أجرموا ينتمون لهويتهم. خبروني هل يأمن اى مسلم أوعربي علي نفسه فى فرنسا الآن بعد ما حدث مهما نفت الجاليات الشرق اوسطية وأدانت ما حدث من اعمال إرهابية ؟, صدقوني سيدفع ثمن الكراهية للجاليات الشرق أوسطية أُناس لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث, فمعظمهم هاربون من الاضطهاد فى دولهم او هاربون من الفقر وشظف العيش فيها.
تتحمل الحكومه الفرنسيه امام شعبها مسؤلية المذبحه التي حدثت في باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر وأسفرت عن مقتل نحو 129 شخصًا وإصابة 352 جريحًا وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسئوليته عنها، لدعمها المجموعات الإرهابية فى سوريا وكان الكثير منهم أوروبيون, والان عادوا اليها ليسقوها من نفس كأس القتل والذبح التنكيل وسفك الدماء الذى جرّعوه للسوريون, الان يشرب الغرب من نفس الكأس الذي أترعوه للسوريون والعراقيون والليبيون, بدون حقد أو شماتة.
بمجرد وقوع الحادث الأرهابى اتخذت فرنسا الآتي بدون تباطؤ أومواءمات أو الخوف من انتقادات كما يحدث في بلادنا رغم ما نعانيه من إرهاب مستمر وبلا رحمة ويكاد أن يكون يوميا وفي عموم البلاد ولم يُتخذ أي إجراء استثنائي.
1- اعلان حالة الطاورىء بعموم فرنسا لمدة ثلاث شهور.
2- اغلاق الحدود ومنع الدخول او الخروج إلى او من فرنسا
3- القبض علي أي مشتبه فيه فورا للتحقيق معه
4- سيتم ترحيل اى مشتبه فيه وبدون اى ادلة
5- المحاكمات بالقضاء العسكرى
6- نشر قوات الجيش فى كل انحاء فرنسا
7- الغاء تاشيرات شنجن التي كانت تسمح يدخل فرنسا لمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي
8- تعليق حق التظاهر الى اجل غير مسمى
9- تحقيق طلب احد نواب البرلمان الفرنسى لحبس كل مشتبه فيه ولو بدون اى جريمه لاجل غير مسمى
10-عدم السماح بدخول غير الاوربيين فرنسا لحين اشعار اخر
11- خاطبت سفاراتها بمنع أي تأشيرة دخول لأي عربي للدخول الى أراضيها مع الغاء جميع التأشيرات الممنوحة مسبقاً
كان رد العالم سريعا في دعم فرنسا لمواجهة اٌلإرهاب. حتي الدول الممولة والداعمة لٌلاهاب " الدول الخليجية,خاصة السعودية وقطر والكويت" شجبت العدوان علي باريس. بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة فاق من غفوته وأعرب عن قلقه البالغ لما حدث في باريس, ونحن نعذره كونه كان في غفوة جعلته ينسي أن يعرب عن قلق حتي ولو غير بالغ ولو مرة واحجة لما يحدث في بلادنا ولم يوقظه من غفوته قتل جنودنا بدم بارد, يل والغريب أنه كان يطالبنا دائما باحتواء الإرهابيين حلا للموقف.
لم تمض غير ساعات الصدمة حتي بدأت ماكينة البحث والتقصي الفرنسية العمل بأقصي سرعتها للنعرف علي الجناة والبحث عن الهاربين منهم والقبض عليهم حتي يأخذوا جزاء ما اقترفت أيديهم, وأدي البحث للآتي:
منفذي الهجمات حول استاد باريس: إثنان منهما غير معلومي الهوية والثالث معلوم
+ الإنتحاري الأول فجر حزامه الناسف في الساعة 21:20 قرب البوابة (د) لاسناد باريس، مخلفا قتيلا واحدا. جواز سفر سوري مزور بإسم أحمد المحمد، حيث استعمله الإرهابي للتمتع بحق اللجوء في 3 أكتوبر 2015، تاريخ تسجيله على وثائق البحوثات شنجن أوروداك عند وصوله لجزيرة ليروس اليونانية، قبل أن يلاحظ بعد عدة أيام في كرواتيا.
+ الإنتحاري الثاني فجر حزامه في الساعة 21:30، وهذه المرة قرب البوابة (هـ) للاستاد. هو أيضا وقع مراقبته في 3 أكتوبر 2015 في اليونان، وذلك بصفة لاجئ هارب من الحرب الأهلية السورية.
+ بلال الحدفي، الإنتحاري الثالث، فجر حزامه الناسف في الساعة 21:53، قرب الاستاد في مطعم ماكدونالدز في شارع لا كوكري. هذا التفجير لم يخلف أي ضحايا. وهو فرنسي ولد في 22 يناير 1995 ويقيم في نيدر أوفر هيمبيك من ضواحي العاصمة بروكسل في بلجيكا بعد عودته من سوريا. عرف سريعا من قبل الشرطة. في يوليو 2015، أطلق على صفحته في موقع فيسبوك نداء للقيام بهجمات في الغرب. الحدفي كان معروفا لهيئة التنسيق لتحليل التهديد (OCAM). قبل تنفيذ التفجير، كان قد منع من دخول الملعب لأنه لا يملك تذكرة المباراة.
منفذي الهجمات في شوارع باريس
+ العقل المدبر: يعتقد ان عبد الحميد اباعود البلجيكي المغربي الاصل والبالغ 28 عاما هو العقل المدبر للأحداث التي اسفرت عن مقتل 129 شخصا. وقد جرت عملية اقتحام صباح الاربعاء لشقة في شمال باريس للقبض عليه. وتم قتله مع آخر وسيدة فجرت نفسها. عرف باسم ابو عمر السوسي (على اسم المنطقة التي ينتمي اليها بالمغرب)، او ابو عمر البلجيكي, اصطحب معه شقيقه الصغير يونس (13عاما) الى سوريا عام 2014. انضم الى مقاتلين بلجيكيين اخرين في كتيبة مهمات خاصة في تنظيم داعش
+ مهاجمو باتاكلان: ترجل فريق من ثلاثة رجال للهجوم علي مسرح بلتاكلان, تم التعرف الى هوية اثنين منهم وهم يحملون اسلحة حربية من سيارة بولو سوداء واقتحموا صالة الحفلات في مسرح باتاكلان الباريسي حيث نفذوا مجزرة قتلوا خلالها 89 شخصا. وفجر اثنان حزاميهما الناسفين اثناء الهجوم فيما اصيب ثالث برصاص شرطي وانفجر حزامه الناسف. والذان فجرا حزاميهما هما:
ـ عمر إسماعيل المصطفاوي: تم التعرف الى هويته من بصمة اصبعه المبتور الذي عثر عليه بعد التفجير. وهو فرنسي صاحب سوابق ولد في 21 نوفمبر 1985 في كوركورون بالضاحية الباريسية وادين ثماني مرات بين 2004 و2010 لكنه لم يسجن مطلقا. له سجل قانوني لتطرفه الاسلامي منذ 2010. وهو رب عائلة كان يتردد على مسجد لوسيه قرب شارتر (وسط) واقام في سوريا. وصرح مسؤول تركي ان انقرة ابلغت الشرطة الفرنسية عنه مرتين في ديسمبر 2014 ويونيو 2015 دون ان تتلقى اي رد من فرنسا.
ـ سامي عميمور: يتحدر من درانسي الضاحية الشعبية في شمال شرق باريس ويبلغ 28 عاما من العمر. وكان سائق باص سابقا يعمل على الخطوط الباريسية، وتتعقبه الاجهزة الفرنسية منذ سنوات عدة. وجهت اليه تهمة في 2012 لعزمه الذهاب الى اليمن. وصل الى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا لكنه فشل في اقناعه بالعودة بحسب ما قال لوكالة فرانس برس. وفقدت اسرته الامل في عودته عندما علمت انه تزوج وينتظر مولودا هناك.
+ فريق ارصفة المقاهي في باريس:
استحوذ المحققون على شريط فيديو يظهر وجود ثلاثة مهاجمين قتلوا 39 شخصا كانوا جالسين على ارصفة مقاهي ومطاعم شرق باريس، استخدموا في تنقلهم سيارة سيات سوداء وهم:
ـ ابراهيم عبد السلام: قام هذا الفرنسي المقيم في بلجيكا بتفجير نفسه في مطعم ادى الى اصابة شخص بجروح بالغة. هو من مواليد 30 يوليو 1984 قد استأجر السيارة السيات المسجلة في بلجيكا وعثر عليها في مونتروي قرب باريس غداة الهجمات. وهو يمتلك حانة في مولنبيك ببروكسل تم إغلاقها بسبب تكرار شكوي الجيران أنها تستخدم في تدخين الحشيش.
ـ صلاح عبد السلام هو شقيق إبراهيم عبد السلام, بلإضافة لمشاركته في مجموعة الانتحاريين اضطلع بدور لوجستي, فهو الذي استأجر سيارة البولو السوداء التي عثر عليها امام مسرح باتاكلان، وسيارة كليو التي عثر عليها في شمال باريس, وغرفا في فنادق بالضاحية الباريسية قبل بضعة ايام من الهجوم. وهذا الفرنسي الفار البالغ 26 عاما مولود في بلجيكا، وهو معروف كلص مسروقات وتهريب مخدرات, ورد اسمه في قضية سطو مسلح مع الجهادي البلجيكي المعروف اباعود وصل الى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا لكنه فشل في اقناعه بالعودة وفقدت اسرته الامل في عودته عندما علمت انه تزوج وينتظر مولودا هناك.
يبدو أن دعوات المسلمون المستمرة منذ أكثر من 1400عام طالبين من الله أن يقضي علي المشركين من اليهود والنصاري في صلواتهم خمس مرات يوما. أن يهدم بيوتهم وييتم أولادهم ويرمل نسائهم وطال انتظارهم أن يحقق الله وعده, ولم يتحقق من دعواتهم شيئا بل زادهم الله من عنده فلاحا ونموا وازدهارا ورقيا, وبدلا من أن يبحثوا عن الأسباب شمر المتأسلمون منهم عن سواعدهم ليقوموا هم أنفسهم يتنفيذها بالسلاح الذي اخترعه المشركون فهل هم قادرون ؟