الاثنين ٧ ديسمبر ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
نبدأ بعشة الفراخ رغم أنها ثانياً في عنوان المقال، لكنها الأكثر إلحاحاً في الكتابة عنها، والأكثر سخونة لخطورة ما بها على الأمن الغذائي للمواطن الفراخستاني ولضرورة حماية ما بها مع شتاء قادم قارص البرودة.
يجلس على المنصة ليدير الجلسة وسط المناقشات الحامية ووسط رائحة الفراخ الفواحة التي تهب على أنوف الجالسين في القاعة، والذين لم يعتادوا تلك الرائحة ولا يتقبلونها ويحاولون دس أنوفهم في الأوراق التي أمامهم لإلهائهم عن رائحة لا يقبلها كثيرون، وعلى أنف الجالس على المنصة التي اعتادت تلك الرائحة، ووسط هذا كله والانهماك الدائر حول نقاش يبدو ساخناً للتخفيف من حدة البرودة التي تأكل في عظام الكثيرين من كبار السن من الجلوس في الجلسة، يوقف رئيس الجلسة الحوار حول قانون يستهدف منه أن يعطي الرئيس صلاحيات لم يتمتع بها عتاة الديكتاتوريين في العالم، وكله يهون عشان خاطر أحلى عيون، يوقف رئيس الجلسة الحوار وينزل تحت المنصة ليزغط البط ويلاعب الفراخ ويطمئن على البيض لكي يفقس، فأمر الفقس خطير جداً ومهدد بسبب البرد.
ينزل للعش ويخرج الفراخ ويترك الفرخة الراقد على البيض كما هي ويزيد من دفء المكان له بطبطبة حنينة على جناحيها، ويكافئها بالمزيد من الطعام، ويطمئن على ملء المسقاة بتاعة العشة لكي يطمئن على بقاء الماء والطعام في المنسوب الطبيعي الذي يكفل للفراخ العيش الآمن.
يخرج من العش منشفاً عرق جبينه بكم الجلابية، وهو يقول للنواب، ها كنا واقفين فين بقى؟ إحنا مش لازم أبداً ننسى إن كل لجنة من اللجان حداها امتحان بكره وبعده على ترتيب الجدول الموضوع للجان في تزعيط البط واللجنة إللي حاتكسب حاجبلها بط هدية، بطاية لكل نائب يا نواب فراخستان.
يكبت الكثيرون غيظهم وينظر البعض لبعض، هو ده إللي اخترناه ليكون رئيس لمجلس النواب بالذمة، كانت فين عقولنا، آدي آخرة إننا نجرب وعوده البراقة بملء ثلاجاتنا بالبط طول السنة، يعودون للحوار الحامي الوطيس ويستنكر رئيس المجلس كلام من قبيل ضرورة الاهتمام بالمستوى العالمي للمواطن، ويقول مشيحاً بنظره عن المتحدث عن التعليم، وهو يقول تعليم إيه يا فندي؟ ما إحنا حلوين آهوه ولا تعليم ولا دياوله الأهم العيال يتعلموا ملأ المسقاة وتغيير الأكل للفراخ وتزغيط البط، مش تقول لي نووي وذرة وكلام فارغ من ده، هي دي المشاريع إللي تكسب يا حضرات الأفاضل ثم ينهي الجلسة دون الوصول لحل للقانون المطلوب لأن عقله مشغول بماذا سيفعل بالفراخ، وغداً وبعد غد أجازة للمجلس، وسيكون صعب عليه أن يمر ليضع الماء والطعام للفراخ والبط فيدخل العش ويضع لهم كميات مضاعفة ويقول لهم ما تبقوش طفصين وتاكلوا بزيادة، وحتوحشوني لغاية ما أشوفكم الجلسة الجاية.
الأربعاء لقادم بإذن الله نلتقي مع الجزامة.
المختصر المفيد يسقط يسقط حكم الفرارجي.