تمر سبعة عشر قرنًا على استشهاد القديس "بطرس خاتم الشهداء البابا اﻟ ١٧" ÙÙŠ عداد باباوات الكنيسة القبطية... الذﻱ قاد الكنيسة ÙÙŠ زمن الاضطهاد والهرطقات والاستشهاد، ناظرًا إلى اØتياجاتها، مدبرًا لها دون أن يتوارَى Øتى نال إكليل الشهادة سنة ٣١١م
ÙˆÙلد ÙÙŠ عيد الرسل وتسÙمّÙÙŠ على اسم بطرس أول الرسل، وتأهل بالتلمذة على يد "البابا ثاؤنا" وبالدراسة؛ Øتى صار عميدًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وقد Ù„Ùقب بالمعلم البارع ÙÙŠ المسيØية، ÙˆØباه الله بمواهب الشÙاء وإخراج الشياطين.
هذا ويذكر التاريخ أن السيد الرب ظهر للبابا ثاؤنا؛ عند انتهاء أيامه وأخبره (يا ثاؤنا؛ أيها البستاني للØديقة الروØية كنيسة الله، لا تخ٠على البستان... لأن بطرس سيرويه من بعدك... وتعالَ أنت Ù„ØªØ³ØªØ±Ø Ù…Ø¹ آبائك).
لقد توسم Ùيه غزارة العلم وطهارة القلب، ÙØ£Øبه واØتÙظ به طرÙÙ‡ كإبن Ù…Øبوب؛ وأرسله إلى المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، ورسمه قارئًا ليØÙظ ويدرس نصوص العهدين عن ظهر قلب؛ ثم بعد أن رقد البابا ثاؤنا بسلام صار "بطرس" بطريركًا ÙÙŠ وقت انÙجرت Ùيه موجة اضطهاد قاسية بدأها دقلديانوس (Ù£Ù Ù£ Ù…)ØŒ Ùواجه ÙÙŠ Øبريته نتيجة لذلك مشكلة عودة الجاØدين إلى الإيمان من أولئك الذين سبق وقدموا السجود للأوثان... ولأجلهم وضع القوانين المعروÙØ© بمجموعة القوانين الكنسية Nomo-CanonØŒ νομο-κάνωνØŒ وواظب أيضا على إرسال الرسائل الÙصØية.
وقد اشتهر باعتداله جامعًا بين الأبوّة والØزم، ÙاتØًا أبواب التوبة والرجوع لأولئك الذين ضعÙوا تØت الضيق، شريطةً أن ÙŠÙظهروا ثمر الإيمان والتوبة اللائقة. كذلك أعطى قانون توبة للغاÙلين والنائمين، وعامل الرعية بالرØمة والأخوّة، وطبّق القوانين على أساقÙØ© الكراسي والإكليروس.
اتÙقت قوانينه مع المبادئ الأساسية للكنيسة الأولى التي لا تشجع على الاندÙاع والتهوّÙر وأعمال الإثارة؛ لأن الاستشهاد هو كمال الØب الإلهي الذﻱ لا ÙŠÙغتصب بالإثارة... ÙالمسيØÙŠ الذﻱ ÙŠÙشعل نار الاضطهاد بإثارته المقاومين إنما يدخل بإرادته ÙÙŠ التجارب .
كذلك أظهر الترÙÙ‚ الأبوﻱ بالضعÙاء والخائرين والهاربين ØŒ وقد اتضØت Øكمته ورزانته الروØية التي تكمن وراء كل قانون Øسب المبدأ الكتابي الذﻱ يؤيده . Ùلم تكن القوانين التي وضعها ÙلسÙيةً أو منطقيةً Ùقط، بل لها أساسها الكتابي واللاهوتي، من أجل ØÙ„ مشكلة الراجعين والمرتدّين وعدم غلق أبواب الخلاص ÙÙŠ وجوههم بعد أن Øمل بعضهم علامات الرب يسوع ÙÙŠ أجسادهم وناØوا على سقطاتهم.
لم يقبل "البابا بطرس" مطلقًا أن يكون جامدًا ÙÙŠ وجه الراجعين للإيمان مهما يكن الثمن!!! وتمسك بالأساس الإلهي والكنسي المملوء أمانًا وسلامًا . هذا وقد Ø£Øاط Ù†Ùسه بصØبة من الآباء الØكماء المتّزنين المتعقلين . لذا قاد السÙينة بإلهام ووداعة وتعقل واØتمال شديد... لم يشترك ÙÙŠ خطايا الآخرين ومتاهاتهم الكلامية ÙÙŠ زمن اشتدّ Ùيه الاضطهاد والانقسام وبزغت Ùيه بدعة أريوس. قام البابا بطرس بØرم أريوس الهرطوقي، وأعلن Øرمه (ليكن أريوس Ù…Øرومًا ÙÙŠ هذا العالم ÙˆÙÙŠ الدهر الآتي، ليس له نصيب ÙÙŠ مجد ابن الله يسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø±Ø¨Ù†Ø§).
هذا وأخذ البابا بطرس تلميذيه الكاهنيْن أرشيلاوس وألكسندروس اللذيْن صارا بطريركيْن من بعده؛ وقال لهما على انÙراد (ليعينني الرب إله السماء Øتى أتمم شهادتي على اسمه) وأوصاهم بالØذر من هرطقة أريوس التي Ùاقت كل شر . ثم روى لهما رؤياه عندما رأى وجه Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù†ÙŠØ± وهو يرتدﻱ ثوبًا كتانيًا ممزقًا إلى اثنين؛ من الرأس Øتى القدمين، وقد أمسك بيديه جانبي الثوب وهو يضمهما إلى صدره!! وعندما سأله البابا بطرس: مَنْ الذﻱ شق ثوبك يا سيدﻱ؟ أجابه : أريوس هو الذﻱ شقه، Ùلا تقبله ÙÙŠ الشركة؛ ولا تØله من Øرمانه.
هذا ونتلمس ÙÙŠ سيرة القديس بطرس رائØØ© Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙƒÙŠØ© Ùقد رÙوي عنه أنه كان يدخل الكاتدرائية المرقسية السكندرية Ùيرى السيد الرب جالسًا على الكرسي الرسولي، ولأنه مختار الله Ùقد وهبه نعمة الوقار وبلاغة الوعظ وقوة الصلاة والتدبير؛ الذي Ø£ÙØµØ Ø¹Ù† إشراق شخصه وتألق أنواره ÙÙŠ كنيسته وشعبه.
وقد أجرى الله على يديه مواهب Ø´Ùاء الأمراض وإخراج الشياطين، وقبل الله طلبته بأن يكون خاتمًا للشهداء ÙÙŠ عصر دقلديانوس الجاØد، وأعطاه سؤال قلبه، كهدية من السماء مكرمًا بنعمة النبوة والإعلانات العجيبة والكهنوت العالي مثل هارون؛ بل وأعلى؛ لأن ذاك كان كاهنًا ÙÙŠ الرمز؛ أما بطرس البطريرك الجليل Ùكان كاهنًا بالØقيقة لخدمة الأقداس Øتي شهادة الدم، مبشرًا ومثبتًا رعيته ومداÙعًا استدَّت أمامه اÙواة الهراطقة Øتى ختم Øياته كمثل الرسل، معطيًا ÙÙŠ كتاباته الصورة الØية للعمل الرعوﻱ وقلبه المØترق على الدوام من أجل الكنيسة المضطهدة ومن أجل الاÙتراقات والانقسامات... ممسكًا بدÙØ© السÙينة الروØانية؛ ليجند جنودا كثيرين للسيد الملك الضابط الكل، ÙˆÙ„ÙŠØ³Ù„Ø Ø¬ÙŠØ´Ù‡ بالختم المقدس وعماد التجديد ومؤونة الزاد الإلهي ومواهب الخيرات السماوية وداوم على مواجهه بدع سابيلوس وميليتوس الأسيوطي وأريوس، لم يداهن أو يساير الهراطقة ومØبي الظهور والمتشددين .
كذلك ÙÙŠ شجاعة تصدَى Ù„Øيل ومكر الأÙاعي الأريوسية... ÙˆØÙظ الرعية وساندها ÙÙŠ مواجهة الاضطهاد العني٠الذﻱ بلغ من قسوته أن الوثنيين أنÙسهم تØولوا إلى الشÙقة على جيرانهم المؤمنين . ÙˆÙÙŠ ترÙقه وضع القوانين الخمسة عشرة؛ من أجل القبول الجماعي للجاØدين كبداية لمÙترق طرق ÙÙŠ Øياة الكنيسة الأولى وتدابير تأصيل انتشارها .
وأخيرًا تقدم شعبه ÙÙŠ الاستشهاد وقدم شهادة الدم Øينما Ø·Ùلبت منه ÙÙŠ شجاعة مسيØية منقطعة النظير. سلم Ù†Ùسه بين أيادﻱ الجنود مقتÙيًا آثار سيده ،وقدم شهادة دمه ÙÙŠ Ù†Ùس موضع شهادة الكاروز الأول مبدد الأوثان ÙÙŠ المكان المسمي تبوكولو ( Taboucolou ) Øيث الكنيسة المرقسية بالاسكندرية، وهناك قال خير لي أن أسلم Ù†Ùسي Ùديةً عن شعبي ولا ÙŠÙمس Ø£Øدًا منهم بسوء.
وقبيل استشهاده زار قبر "القديس مرقس الإنجيلي" وتØدث إليه (أيها الآب كلي البركة الإنجيلي الشاهد لآلام الرب؛ اختارك مخلصنا لتكون عامود هذا الكرسي ورئيس الكهنة الأول... وعهد لك بالكرازة ÙÙŠ كل كورة مصر، وقد استØققت كرامة الإنجيلي الأسق٠والشهيد، ثم اخترتَ الآباء البطاركة من بعدك.
إنني بالصلوات والتضرع أستودع٠قطيع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† اؤتمنت٠عليهم لك أيها المؤسس والØارس لكل الذين شغلوا هذا الكرسي بالتتابع). ثم سجد وصلى قائلاً (يا رب يا رب أتضرع إليك أن تقول سلامًا Ùتهدأ العواص٠التي تØيط بكنيستك... وليكن سÙÙƒ دمي أنا خادمك خاتمة لهذا الاضطهاد الØال بقطيعك الناطق . أمين). وقد سÙمع صوت يقول بطرس آخر شهداء هذا الاضطهاد: بطرس أول الرسل وبطرس خاتم الشهداء.
تمر سبعة عشر قرنًا على استشهاده (٣١١م – ٢٠١١م)ØŒ نطلب بركته وصلواته وشÙاعاته عنا... طوباك أيها الراعي الأمين والشهيد الشجاع المكرّم... يا Ù…ÙŽÙ† صرت رسولاً مثل التلاميذ ÙÙŠ القول والÙعل؛ ÙÙŠ الرعاية والشهادة... ØÙظتَ الأمانة الأرثوذكسية من الأعشاب الغريبة المسمومة والأغصان الطÙيلية، وتسلØت بعذوبة الصبر والدعة تجاه المنشقين كي تتمم إرادة الله ÙÙŠ كنيسته.
طوباك لأنك تØليتَ باليقظة والØذر واقتناء Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªÙ…ÙŠÙŠØ² والصØÙˆ وتشجيع التوبة الØقيقية بالعودة إلى شركة الجسد الواØد بالكنيسة... طوباك بالأكاليل لأنك سبقت من ١٧ قرنًا بشهادة دمك؛ كما تسبق نجمة Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙƒÙˆØ§ÙƒØ¨ الأخرى؛ Øاملاً مشعل الإيمان بلاهوت عملي ØÙŠ (لاهوت الواقع والمبادرات) لتجمع وتوØّد وتشجع وتضم وتكمل التدبير كما يليق.