الخميس ٣ ديسمبر ٢٠١٥ -
٢٥:
١٠ م +03:00 EEST
حواديت نهب الوطن 2
كتب : ماجد سمير
كتبت الأسبوع الماضي حواديث نهب الوطن وقصة صديقي الصعيدي العاشق للوطن وترابه عرضت ثلاثة من قصص النهب الكثيرة الأولى عن منخفض القطارة والثانية عن الـ 500 فدان من استصلاح الأراضي التي تنوي تحويلهم وزارة الأوقاف إلى مدينة أخميم الجديدة رغم أنها أرض طفيلية لاتصلح للبناء وتوقع صديقي الصعيدي تصدع مبانيها وحتيمة أختيار أرض أخرى لأخميم الجديدة جدا ثم أرض ثالثة بعد لأخميم الجديدة لانج ثم أخميم الجديدة "روخر" وهكذا إلى ما لانهاية كأنها متوالية حسابية لن تنتهي، والقصة الثالثة كانت عن بيع الرمال الخاصة بصناعة السليكون للمستثمر بـ 2 جنيه للطن تدخل مائة وثمانين قرشا منها للصناديق الخاصة وعشرون قرش فقط لخزينة الدولة أو بمعنى أصح للدولة الحزينة، وسردت ما شرحه عمنا الصعيدي أن فساد عملية الرمال فقط يضيع على الوطن دخل سنوي يصل إلى 27 مليار جنيه سنويا.
لم تطرق القصص لحكاية القمح الذي كان له عيدا سنويا تحتفل به مصر ولا حكاية القطن طويل التيلة ولا فائق الطول الذي لم يعد له وجود في مصر ولا أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يزرعاه بل ويكتبا عليه أثناء تصديره "القطن المصري" ولا ...ولا...ولا.... من حواديت لاتنتهي عن استيلاء جمعية المنتفعين على كل مفاصل البلد ومنعهم وصول الأكسجين للرئة المصرية لأن تنفس الوطن معناه موتهم ودائما يصدروا للشعب بكل جبروت وتجبر مايحدث في سورية وليبيا والعراق نفس الجملة التي قالها المخلوع يا أنا يا الفوضى.
يخطىء من يظن أن النهب والفساد يقفا فقط عن عند الأموال فقط لكن الأمر غرس في ثقافة الشارع أتذكر أن مدرس اللغة العربية في أحد المدارس أبدع في نقل المادة للطلاب وحاول جاهدا أن ينقل لتفكير تلاميذه أن التعليم ليس مجرد نص يحفظ ويلقن بل أن الأمر متعلق بالمعرفة والبحث والتحليل واستعان بنصوص خارج المنهج لشرح فكرة الدرس فلم يكن عنده غضاضة من الاستدلال بشعر لأمل دنقل وعرض بسيط لكتاب طبائع الاستبداد لعبد الرحمن الكواكبي، وعند القاءه لنص أراك عصي الدمع – داخل منهج - الذي تغنت به كوكب الشرق أم كلثوم قفز الطلاب ليعبروا عن رأيهم بأغنية مهرجانات "لأوكا وأروتيجا وشحتة" يرى المدرس أن نهب العقول وانحدار مستوى الثقافة لايقل خطورة عن نهب الثروات.
نعم في مرحلة المراهقة أطالنا شعرنا الخشن منه كان "الكنيش " موضة مناسبة و الشعر الحرير لا يمل من الهفهفة على الخدود والطيران في هواء , ارتدينا الجييز الضيق منه والشرلستون والواسع وما ينتهي بالرجل الضيقة لدرجة تقترب من شكل البنطلون الخاص ببائع العرقسوس لكننا لم نرتدي الساقط حتى ظهور ملابسنا الداخلية ، تمدرنا على موسيقى آبائنا و اسمتعنا إلى أغاني غريبية وأيضا لمحمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو وايمان البحر درويش ثم حميد الشاعري لم نسمع المهرجانات.
حواديت النهب الممنهجة تهدف إلى تسطيح الشعب وخلق أجيال مسخ بلاتفكير ولا عمق، في النهاية ما أسهل قيادة وسرقة شعب بلا هوية وبلا تاريخ وبلا ثقافة مميزة نحن الآن كمن خلع كل ملابسة لأنه يراها غير مقعنة ومع الأسف لم يجد مايلبسه والخطورة انه لم يكتشف حتى الآن أنه يقف في الشارع بالملابس الداخلية.