بقلم : عبد القادر شهيب | الاربعاء ٢ ديسمبر ٢٠١٥ -
٤٦:
٠٥ م +02:00 EET
عبد القادر شهيب
مثلما نقول لا إرهاب بدون تطرف، نقول أيضا إنه لا إرهاب بدون أموال.. بل لعل التطرف لا يتحول عمليا إلى إرهاب وعنف بدون أموال.. أي عمليات إرهابية تحتاج دائما لتمويل.. والتمويل لا يقتصر على الأدوات والمتفجرات والأسلحة التي تستخدم في العمليات الإرهابية، وإنما هناك أيضا التحضير والإعداد والانتقال والجهود اللوجيستية والاختباء والفرار.. كل ذلك يحتاج أيضا إلى تمويل، وهذا التمويل يكون عادة كبيرا وليس محدودا.. وبالتالي يلعب الممولون غالبا دورا مهما ومؤثرا في أي تنظيمات أو جماعات إرهابية.
ولذلك إذا كانت القوى الدولية الكبيرة معنية ومهتمة بالقضاء على الإرهاب وتصفية التنظيمات الإرهابية حقا، عليها أولا تجفيف منابع تمويل هذه التنظيمات، خاصة أن هذه المنابع مرصودة ومعروفة وليس صعبا تجفيفها، أو على الأقل تخفيضها.
مثلا تنظيم داعش يعتمد الآن على البترول الذي يحصل عليه من الأماكن التي يسيطر عليها.. وهذا البترول يتحول إلى أموال؛ لأن داعش يجد من يساعده من دول وحكومات ومنظمات وسماسرة في بيع هذا البترول.. ولو امتنع هؤلاء أو تم إجبارهم على الامتناع عن مساعدة داعش في بيع البترول، سيجد هذا التنظيم صعوبات بالغة في تنفيذ عمليات إرهابية جديدة في شتى أنحاء العالم.
وكل ذلك يحدث تحت بصر الأمريكان والدول الأوربية، التي بدأت تشكو الآن من داعش وتقول إنها تحاربه.. جففوا منابع داعش إذا كنتم جادين في القضاء عليه.. وذات الأمر ينطبق على كل التنظيمات الإرهابية.
نقلا عن vetogate
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع