بقلم القس /ايمن لويس
المسيح هو الحل ، عبارة قالها الانبا مكسيموس .. والكنيسة هى المشكلة !!؟ . هو ما اضفتة انا اثناء الحوار الفكرى الذى جمعنا واخرين ، عندما جاء الحديث عن مشاكل الاقباط المتعلقة بالاحوال الشخصية . أنها الحقيقة التى علينا ان نرها ونقرها . فعندما نقول أن المسيح هو الحل ، اننا لا نقتبس ما ردده اخرون من شعار بل نقول الحق ولا نكذب ! . فقد كان صدقا عندما قدم الدعوة قائلاً : متى 28:11 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُم . فقد جاء مسدداً للاحتياجات ، قادراً على حل المشكلات ، مصححاً المفاهيم والنظريات ، ارادوها سياسية فقال : لا بل هى روحية . منهى الخلافات والخلافة جاعلا الامر شورى وديمقراطية ، بانيا وليس هادماً ، مشجعاً وليس محبطاً ، مصالحا ساميا بالاخلاق وليس مخاصماً ، محباً وليس كارهاً ، امراً بالفضيلة وشافيا من الخطية ، مانحا للحقوق وراداً للمسلوب ، غافراً للخطايا وليس منتقماً من الخطاة ، فاضحا للخطايا ساتراً للخطاة . رافضا ثياب الكهنوت وهو الاولى بأرتدائه ، لكنه رفض ان يكون هناك اى حاجز او فاصل بينه وبين الانسان . رافضا التمييز والتميز . هذه هى الحقيقة . وحتى لا يكون كلامى عاطفيا تعاطفا مع شخص المسيح الذى احبة واعبدة ، اليكم الادلة .
فقد سدد احتياجات المرضى فشفاهم (يو4: 34-54 ، لو31:4-37 و 38-41 ، مر40:1-45 ،مت1:9-8 ) واكثر فى معجزات الشفاء لان المرض كان كثير وعلم الطب قليل . ساهم فى حل المشكلات الاجتماعية (يو1:2-11 ، 4:4-42) . ارسى نظرية الفصل بتنسيق وتناغم مبدع بين الدين والسياسة وانهى العدواة بين الحكام والدينيين (مرقس 16:12-17 فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ:«لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَقَالُوا لَهُ:«لِقَيْصَرَ» ، متى25:5- ، رو1:13-7) . مؤكدا ان الروحيات للسمائى اما الارض فقد اوكلها للارضيين تحت هيمنته (يوحنا 36:18 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ (حرب واقتتال وغزوات وسبيا وغنائم) لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا ،لو24:22-27) . مصالحا كل شئ (مت15:18-18) . مشجعاً (متى 28:15 حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ) . مصالحا متصالحاً مهذباً للاخلاق ( 21:5-24) . محباً عجيبا ظنه الضعفاء ضعفاً !!(43:5-48) . وما هذة الشواهد الكتابية ما هى الاجزء صغير من شواهد كثيرة .
نعم جاء المسيح حلاً للمشاكل الاجتماعية والسياسية والروحية ، جاعلا نفسة حلا للفرد وعندما تٌحل مشكلة الفرد تحل مشكلة الوطن . فراحة الفرد هى غاية الوطن ، وارتفاع قيمة الفرد ورفعة شأنه ، هو اساس رفعة شأن الوطن . هذه هى الرسالة الاعجازية التى جاء بها المسيح . الاهتمام بالفرد وحل مشاكلة لتحقيق السلام الاجتماعى . لهذا اجاد حينما اوجز بولس الرسول قائلا بالروح القدس : فيليبي 5:2 فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا . فالرب يسوع طريقة تفكير قبل ان يكون معطى الوصايا ، الوصايا تحفظ اما طريقة التفكير اسلوب حياة . الوصايا طاعة وتنفيذ ، اما الفكر فهو انتاج متجدد .
بينما هكذا كان السيد المسيح عمل وعلم ، هكذا اوصى كنيستة . فقد اوكل اليها ان تستكمل ما قد بدأ فاوصاها : مرقس 15:16 وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. متى 7:10 وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. مفصلا المهام الموكلة ان الرسالة الروحية مقترنة بتقديم حلول للبشر ومشاكلهم : 8 اشفوا مرضى. طهروا برصا. اقيموا موتى. اخرجوا شياطين. مجانا اخذتم مجانا اعطوا. 9 لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم 10 ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا لان الفاعل مستحق طعامه ... واية مدينة او قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق واقيموا هناك حتى تخرجوا. 12 وحين تدخلون البيت سلموا عليه .
هذه هى الكنيسة التى ارادها السيد الرب ، اما هى فقد انشغلت ان تكون مؤسسات وهيئات ، فعلت كل ما انهاها عنه . لم تتعلم الوصية ولكن حفظتها . وصارت فريسية ، بكل ما تعنيه الكلمة . فحولت المسيحية الى ديانة عوضا عن ان تكون رسالة ايمان . اشتهت المناصب والسياسة واهملت الكرازة والتلمذة بكل تبعاتها ، فتحولت لمؤسسة اجتماعية ، وليست كنيسة روحية . اخذت تشرع فى حين ان رأسها لغى التشريع ، جعلت نفسها قاضيا فى حين ان معلمها قال : لوقا 14:12 ُ: «يَا إِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟» وهو العادل قاضى القضاه !!؟ .. صارت حجر عثرة عوضا عن ان تكون بلسم يضمد الجراح ، ولانها فريسية فهم يفعلون افعال الفريسيين : لوقا 46:11 فَقَالَ:«وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ . متى 25:23 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. متى 5:23 وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، متى 6:23 وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، متى 7:23 وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! . وكلام اخر كثير فضح به الرب يسوع الاعمال الفريسية التى بكل اسف سقطنا فيها ككنيسة جميعا . اقول قولى هذا ليس لطائفة بعينها بل لكنيسة المسيح . ولست مشيرا لدينونة احد ، بل ليراجع كل واحد نفسه .. لكن الواقع اننا سقطنا فى المستنقع ،وعوضا ان تكون وصايا المسيح راحة للتعبان جعلنا منها شريعة ، ثقلا على الانسان . فلم نرتقى لعبقرية المسيح عندما قال : لَهُمُ:«السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ . لنفهم فكر المسيح . لان بدونه لن نفهم وصية المسيح : ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَسْأَلُكُمْ شَيْئًا: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟».ولنا فى قصة السامرى الصالح اسوة حسنة كيف انه لفعل الخير تخطى السيد كل حدود الشريعة والوصية . فمسيحيتنا ليست وضوء واغتسال ، وليست طقوس وشرائع ، وليست صلوات محفوظة بمواقيت ، وتارك الصلاة ليس له حد . ومن يطلب الطلاق ليس هو الوحيد الخاطئ !!. فمن منكم يرى نفسة بلا خطية فليمسك او حجر .
جاء المسيح الحل للمشاكل ، جعلناه ككنيسة سبب لتعقيد المشاكل .. قال يسوع : يوحنا 10:10 اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. انها مسؤليتنا جميع ان نحقق وعود المسيح للناس بالراحة والافضل . ليكون المسيح هو الحل