الأقباط متحدون | مفكرون مسلمون وأقباط يطالبون بميثاق شرف إعلامى لمنع إثارة الفتن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:١٧ | الاثنين ٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٤توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مفكرون مسلمون وأقباط يطالبون بميثاق شرف إعلامى لمنع إثارة الفتن

المصري اليوم - كتب: مها البهنساوى وولاء نبيل | الاثنين ٤ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

أجمع عدد من المفكرين السياسيين المسلمين والأقباط على ضرورة تفعيل مبادرة وقف التلاسن الطائفى، التى أطلقتها «المصرى اليوم» مؤخراً، وطالبوا بسرعة وضع أسس لتلك المبادرات وتعميمها بين وسائل الإعلام المختلفة لتهدئة الاحتقان الذى اشتعل فى الأيام القليلة الماضية، والذى تصدر صفحات الجرائد وبرامج الفضائيات.

وأكدوا ضرورة وجود ميثاق شرف، تسرى بنوده على جميع وسائل الإعلام، على أن تكون بنوده واضحة تتعلق فقط بالشأن الطائفى مع وضع أسس للنشر فى حالة وجود خلافات دينية، مشيرين إلى أن هناك مستفيداً أكبر يسعى لإشعال النيران بين الطرفين لتهديد استقرار الدولة، وهو ما لابد أن نحبط محاولاته عن طريق التهدئة والبعد عما يثير الفتن. وصف صلاح عيسى، الكاتب الصحفى، المبادرة بأنها تصرف يستحق أن نشكر عليه الجريدة، وخطوة فى طريق لابد أن نسير فيه بشكل عام على مستوى جميع الصحف وأجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية على السواء،

وقال «آن الأوان ليكون لدينا ميثاق شرف نوعى لمعالجة القضايا الطائفية فى أجهزة الإعلام، ومن وجهة نظرى أعتقد أن الإعلام الخاص المتمثل فى الصحف والفضائيات المنتشرة بشكل كبير فى كل البيوت مسؤول بنسبة ٩٠% عن تلك الأزمات التى أدت إلى التوتر الطائفى من خلال تحويل الاحتكاكات الطائفية سواء كانت كبيرة أو صغيرة إلى موضوع للرواج، وأضاف: «أنا ﻻ أفهم كيف لخبر اختفاء زوجة كاهن أو شائعات إسلامها أن تكون (مانشيت) لأيام متتالية بالصور والتحقيقات وتحويل الخبر إلى حملة، ولا أفهم كيف لقنوات فضائية أن تحول الموضوع إلى ندوات تستضيف فيها شخصيات معروفة بتعصبها الشديد لمناقشة مسائل ذات طبيعة عقائدية حساسة».

وتابع «عيسى»: «تلك المعالجات تفتقد أى إحساس بالمسؤولية الوطنية، أتذكر أنى انتقدت ذات مرة ما قامت به قناة «الجزيرة» عندما ظلت تسلط كاميراتها نصف يوم على كنيسة الإسكندرية وقت أحداث الشغب التى حدثت نتيجة المسرحية التى تحدثت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذى جعل خبراً على عامود فى ١٥ كلمة، يتحول إلى مانشيت ومجال للتعليق، وكل هذا لا وصف له سوى اللعب بالنار، فالقنوات التى من المفترض أنها حصلت على ترخيص من الدولة على أنها اجتماعية، تحولت إلى الخوض فى السياسات واللعب بالمعتقدات بهذا الشكل غير السوى، وتتطرق إلى المقارنة بين الأديان، واستطرد: «المبادرة لابد أن تبدأ بخطوة أولى هى ميثاق شرف صحفى نوعى يتعلق بطريقة معالج المسائل الطائفية، وﻻبد لمنابر الإعلام أن تخلو تماما من أى مقارنة بين العقائد أو الاستخفاف بعقائد الآخرين، حتى تعالج تلك الأمور بإحساس عال بالمسؤولية الوطنية وبالحفاظ على الوحدة الوطنية وليس بهدف توسيع الفجوة بين الطرفين حتى لا نعبث بالجرح الطائفى بشكل متأجج».

وأكد جمال أسعد عبدالملاك، المفكر القطبى، أننا حالياً أحوج ما نكون لتلك المبادرة التى لابد أن تتحول إلى حملة على وجه السرعة وقال: «إننا نعيش فترة عصيبة من التنابذ الدينى الذى يمثل خطورة حقيقية على الوطن وأحيانا تكون مقصودة للأسف الشديد، ففى اليداية نحتاج من خلال المبادرة مناقشة أسباب وجود هذا المناخ السائد من التلاسن الطائفى، والذى يبدأ من الهجوم غير العادى من الفضائيات الدينية الإسلامية أو المسيحية المتشددة، والتى انتقلت بطبيعة الحال إلى الإنترنت ليتحول التلاسن إلى معركة طائفية وتلاسن دينى يؤثر بشكل مباشر على علاقة الطرفين ببعضهما، خاصة أن مواقع الإنترنت مفتوحة ولا صاحب ولا ضابط لها وباتت وسيلة للتعصب المكبوت تؤثر فى السياق العام على أغلب المواطنين، ناهيك عن الحملات الدينية المستفزة على مستوى العالم مثل حرق المصحف، كل هذا المناخ إضافة إلى بعض رجال الدين فى المؤسستين الإسلامية والمسيحية المتعصبين، الذين وصلوا إلى درجة التطرف، وخطورتهم أن أفكارهم تنتقل إلى تابعيهم بشكل مباشر».

وأضاف «عبدالملاك»: «قضية الأنبا بيشوى خطورتها أنه رجل مسؤول فى الكنيسة وله تابعوه الذين يتخذون مواقفه ويسيرون على دربها، كذلك الدكتور سليم العوا له من يؤمنون بأفكاره وآرائه وكل هذا أدى إلى التنابذ الطائفى من تابعيهما، وكل طرف يعتقد أن نبذ الآخر دور دينى سيجلعه يذهب إلى السماء لكنه مخطئ وهنا يأتى الحل المباشر على مثل هذه الحملات، خاصة فى مجال الإعلام الذى يعد الأداة المباشرة فى التأثير على الرأى العام والمواطن يتعاطى المواد الإعلامية يوميا، فيجب أن يكون هناك ميثاق شرف حقيقى لتلك الموجة، وتابع: الأهم من ذلك هو تطبيق القانون على المتطرفين من الطرفين لأن هذا خطر على سلامة الوطن، ولابد أن يكون هناك خطاب دينى متزن أيضا من الجانبين».

واتفقت الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر على تلك النقاط السابقة وقالت: «يجب على العقلاء من أبناء الوطن المسلمين والأقباط وقف التلاسن الطائفى، الذى لا يستفيد منه سوى الأعداء، وينبغى الابتعاد عن قضايا العقائد، وعدم الاقتراب منها، وإلا سنكون أنفسنا أول من ينقب عن خراب ودمار هذا البلد، وكسر سفينته».

وتابعت: «إثارة الفتنة يترتب عليها خراب ودمار، لن يخسر فيه أحد سوى المواطن المصرى المسلم والمسيحى، لأن اشتعال الفتنة يقضى على كل ما هو أخضر ويابس».

ودعت «آمنة» إلى أخذ العبر من المواقف التى تحدث حولنا، حيث ظلت مصر طوال الوقت نموذجا ووجها حضارياً للوحدة الوطنية أمام البلاد التى عانت من الفتنة الطائفية، وكان يُضرب بها المثل الحكيم لشعوب تلك البلاد.

وقالت: «ينبغى على مؤسسات الدولة أن تداوى الأمر بحكمة، وبنظرة فاحصة حقيقية، يكون المردود والثمار فيها بناء وصحيحاً فى مجال الدعوة أو العظة، للابتعاد عما نؤذى به بعضنا، فلابد من البحث فى المشاكل التى أدت إلى إثارة تلك الفتنة، وأن تضع الحكومة روشتة لرفع أى مظلمة، ومواجهة أى موقف بحزم لدى جميع الأطراف».

وأشارت إلى ضرورة تفعيل القانون وقوة الدولة، لإزالة هذه المرارة من نفوس الشعب دون عناد أو تكبر أو اختراع لما يفسد حياة المجتمع، ويكفينا ما نعانيه من غلاء وبطالة وتدهور للأمانى والأحلام - على حد تعبيرها.

وحول مبادرة «المصرى اليوم» لوقف التلاسن الطائفى قالت: «أشجع حملة الجريدة، وأتمنى أن تتبنى، من خلال تلك الحملة، فكرة إنشاء مؤسسة للحكماء، يكون لها القول المحترم، النابع من مؤسسة الدولة، للتصدى لمثل هذه المشاكل.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :