الأقباط متحدون | الكنيسة المصرية ومكانة البطريرك (1)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٢٦ | الاثنين ٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٤توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الكنيسة المصرية ومكانة البطريرك (1)

الاثنين ٤ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد إسرائيل
تحتل الكنيسة المصرية مكانة متميزة بين جميع كنائس العالم؛ لاعتمادها على مصادر تشريعية تمثلت في الكتاب المقدس، والدسقولية وقوانين الآباء الرسل، والمجامع المقدسة، وآباء الكنيسة، والطقوس.. وتوالى على كرسي البابوية بها (117) بطريركًا، وقد تم اختيار البطريرك من فئات متعددة منها العلمانيون، والرهبان، ومطارنة الإيبارشيات، والأساقفة العامون.
 
والبطريرك هو خليفة السيد المسيح ورسله، والحاكم في عقد شرعه. واسم البطريرك مأخوذ من مفهوم الأبوة، فمعناه الأب الأول، وهناك أربعة بطاركة في العالم، وهم بطاركة "الإسكندرية" و"روما" و"القسطنطينية" و"أنطاكية".
 
والبطريرك هو المسئول عن كل شيء، وبالرغم من ذلك لا يمتلك اتخاذ القرار منفردًا؛ لأن الكنيسة القبطية تتميز- على مر العصور- بمسحة ديمقراطية لا تخلو منها عملية صنع القرار في هذه المؤسسة الدينية. فعلى الرغم من احتلال البابا قمة الهرم القيادي في المؤسسة الكنيسة، وما له من قداسة دينية؛ إلا إنه لا يستطيع الانفراد بإتخاذ القرار.
 
ويرجع ذلك إلى أن البابا هو "رئيس الأساقفة"، فهم الذين اختاروه– بعد مشيئة الله- وكرزوه (ساموه)؛ لذلك ينص في وثيقة تكريز (سيامة) البابا على لسان الأساقفة،  يقول: " لكي يرعانا بكل الرأفة والوادعة".. ولذلك تعددت مهامه، وهى كما يلي:
- البطريرك يبارك ولا يُبارَك عليه، ويرأس المطارنة والأساقفة "المجمع المقدس"،  وأن يعمل على حفظ الدين على أصوله، وقطع البدع، والحكم بالعدل، وإعطاء الرئاسات (الرسامات والدرجات الكهنوتية) لمستحقيها والقائمين بها، ومشورة أهل العلم، والتعليم لشعبه، والوعظ والتهذيب؛ لأنه الرقيب عليهم بعد الله، والمطالب بهم أمامه.

فقد قال الله لـ"حزقيال النبي": "إني جعلتك رقيبًا لهذا الشعب، تُسمعه كلام فمي ليحفظه، وينادى به من جهتي، في قولي للخاطى: إنه يموت بخطيته ودمه أطلبه من يديك (مسئولاً عن هلاكه)، فإذا أنت بدأت وعرَّفت الخاطى أن يتحفظ من مكانة السوء (الشر)، ويزول عنه، فلم يزل عنه (تركه)، فهو يموت بخطيته وأنت تربح نفسك".

ودعت قوانين الكنيسة، وما تركه الرسل والآباء الرسوليين من قوانين "بألا يربط أحد إلا ما ربطه الشرع، ولا يحل إلا ما حله الشرع" (استخدام سلطان الحل والربط لضرورة الرحمة والعدل، وقد ورد في قوانين الآباء الرسل تحذير لهم بعدم استخدام المنشار الحاد الأسنان، وعدم الظلم أو القسوة في الحكم).
 
والبطريرك أو الأسقف، أو القس، والشماس وكل من له طقس (رتبة) في الكهنوت، لا يدنس لسانه بلعنه (شتيمة)، لئلا يرث اللعنة (غضب الله) بدلاً من البركة.
 
والبطريرك لا يتعـالى (يتكبر) على الأســـاقفة؛ لأنه واحــد منهم. والأساقفة على القسوس، والشمامسة على الشـــــعب؛ لأن قيام الكــنيسة ببعضها البعض.
 
والبابا هو المسئول عن انعقاد "المجمع المقدس" ورئاسته؛ لأهميته في إصدار القرارات كأعلى مجلس كنسي، ويجب عليه الاهتمام بالعمل المسكوني، والسعي وراء وحدة الكنائس.
 
وكما إنه المــسئول عن إقامة الشعائر الدينية في كل رعــيته؛ لذلك فهو مطالب بتوفير الكـــنائس- بسبب زيادة السكان- لممارسة طقوس الكنيسة.
 
وأيضًا مسئول عن صناعة "الميرون" (الزيت المقدس)، ومن البطاركة الذين قاموا بذلك أكثر من مرة على سبيل المثال وليس الحصر قداسة البابا "شنودة الثالث" البطريرك (117) الحـــالي، حيث قام بذلك أعــــــوام (1981م/1987م/1993م/ 1995/2004م/2005).
 
والبطريرك مسئول على المناطق التي تم رسامته عليها، فهو مطالب بعد اختياره، واعتماد القرار الجمهوري، بنشر الكرازة بها، وهى الكرازة المرقسية (مصر) وكل إفريقيا وبلاد المهجر.

وعلى البابا رعاية أقباط المهجر في كل المسكونة بتنظيم الزيارات الرعوية لهــــم، وإقامة الكنائس والأساقفة، وإرسال كــــــهنة يصلحون لهذه الخدمة، وترجمة القداس إلى اللغات المحلية الخاصة بهم.
 
على أية حــال، فهناك بعض الأمور التي يحق للبابا اتخاذ قــــرارات بشأنها مباشرة، بحـــكم ما له من صلاحيات تخولها له القـــوانين والتقاليد الكنسية، منها إدارة الأوقاف القبطية؛ فالبابا باعــــتراف المـــــصادر الحكومية "الناظر على أوقاف الأقباط والكنائس والأديــرة ".. ينـظر في شئونها المالية حسب ما يمليه عليه ضميره.
 
ويذكر التاريخ أن هناك حسنات بعض الباباوات التي ذُكرت بعد نياحتهم في حسن التصرف المالي في الأوقاف وعدم الاعتداء على ميزانيتها، نذكر على سبيل المثال ما ذكره البابا "يوساب" البطريرك رقم (115) (1946-م1956) في رثائه البابا "يؤانس الثامن عشر" البطريرك رقم (107) (1769-1796م)، عندما يقول عنه: "ما رأيناه يحل وقفًا عن وقفيته، ولا يحل وقفًا إلى وقف غيره، ولا يستبدل وقفًا بوقف غيره".

خلاصة القول: للبطريرك الحق في الإشراف العام، والنظر في أملاك الكنائس والأديرة وأوقافها ودخلها و متعلقاتها، ويعمل برأيه، وأن بتابع أمور الأيتام، ويفوِّض من يثق في أمانته وديانته (أخلاقه) لرعايتهم، أو يزيل رئاسته (يفصله من الخدمة) عند ثبوت عدم أمانته، وحماية طائفته من الأفكار الخارجة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :