الأقباط متحدون - فدائية القضاة
أخر تحديث ١٣:١٣ | الثلاثاء ١ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢١ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فدائية القضاة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
يبهرني المستشارون المصريون القائمون على العملية الانتخابية الذين مع نزاهتهم التي نشهد بها، ونثق فيها ونتمنى بقاءهم في مجلسهم الرقابي والإشرافي علي العملية الانتخابية لتبقى الأقرب للنزاهة، وتبقى تحظى بشهادة العالم بنزاهتها وجودتها ونظافتها، يبهروني حقاً هؤلاء المستشارين الذين يبدون استعدادهم للسفر للعريش مرة أخرى رغم ما لاقاه إخوانهم في العمل القضائي من عملية إرهابية مؤسفة قتلت منهم بالتفجير الانتحاري غير قليل وباستخدام الرصاص باقتحام أحدهم الفندق بنفسه هو الآخر على غرار الانتحاري الذي سبقه، ناهيك عن عملية التمويه المنفذة بتفجير السيارة المفخخة خارج الفندق.
 
وقد يقول قائل أن ذهاب هؤلاء إلى هناك رسالة للإرهاب أنه لا يفت هذا في عضدنا، ومعه حق لكن سفرهم في رأيي مغامرة وتضحية كبرى، يجب أن تكرمهم مصر عليها، دعك مما يُقال من أنهم يأخذون على قلبهم أموال كثير، دعك من تلك النظرة الحاسدة، فما يقومون به على الأقل في هذا المجال يستحق الأموال الطائلة، فمن منا على استعداد التضحية بحياته بهذه الجرأة التي يحسدون عليها حقاً، هم يضعون حياتهم على أكفهم، فخبر نقلهم للجانهم الانتخابية التي يقومون فيها بعملهم الأمين بمدرعات الشرطة، خبر يرجف البعض، ففيه قدرين من الأمان والقلق، فكونك في مدرعة شرطة أمر يطمئنك لكن وجودك فيها يذكرك دائماً بأن ثمة خطر داهم يهددك ويهدد حياتك أي أنه ليس تهديد عادي موجه لك.
 
فدائية القضاة التي اتحدث عنها ليست مبالغة مني، وليس تملق لأُناس لا يعرف التملق طريقاً لقلبهم ولحكمهم، وإنما هي الحقيقة ولا تقل لي أن الأمر سيكون أكثر تأميناً هذه المرة، وأنهم في عيون رجال الشرطة ذاتهم، وأن الشرطة لن تقبل بأن يتكرر العمل الإرهابي الخسيس مرة أخرى، وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فسأقول لك من قال أن رجال الشرطة من هذه النوعية التي تتعلم من خطأها هي مثل غالبية المصريين الذين يكررون خطأهم بمنتهى الأريحية والسعادة وليسوا من هذه النوعية الرائعة التي تتعلم من خطأ غيرها، فهم لا يتعلمون من خطأهم ولا من خطأ غيرهم، ورغم تقديري لشهدائهم الذين سقطوا في العملية السابقة وكل العمليات الإرهابية إلا أنني لا أثق فيهم للأسف، ولا أثق في قدراتهم التأمينية، ولا أقلق إلا من كلمة كله تمام حينها أضع يدي على قلبي وأنتظر الكارثة.
 
ربنا يستر طبعاً على قضاتنا وعلى شرطتنا، وأعانهم االله على الإرهاب، وأعاننا الله علي شرطتنا وعلى ضعفهم الذي يبدو أنه في تنامي وتصاعد، ونرجوه أن يتخذ مأخذ الهبوط والتراجع وإلا صرنا في خطر، وصارت مصر في مهب الريح، أقلق من الشرطة التي لا تتوقع أن يكرر الإرهابي عمله مرتين، فتثق في نفسها فيكرره الإرهابي لا قدر الله، أقلق من الشرطة التي تغتر في نفسها وتتراخى في آخر المأمورية كما حدث في العملية السابقة فيسقط الضحايا بأيدي غاشمة وبإهمال وإن كافحوا لصد الهجوم وقاموا بما عليهم، كما حاول الإعلام تصوير الأمر، هذا يقلقني أكثر فإن كانوا قد فعلوا كل ما أشار إليه الإعلام ووقع ما وقع فما عساهم أن يفعلوا أكثر من هذا لصد هجوم وأيدي متربصة بقضاتنا، هل أدركتم الآن كم أنا مشفق على هؤلاء القضاة وفخور بفدائيتهم!؟.
المختصر المفيد ربنا يحميهم ويحمينا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter