الأقباط متحدون - حدِّد الضمير الغائب!
أخر تحديث ٠٦:٢٧ | الثلاثاء ١ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢١ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حدِّد الضمير الغائب!

د.محمود خليل
د.محمود خليل

المتابع لقصة وفاة الطبيب البيطرى بقسم أول الإسماعيلية، بعد أن تعرض للضرب والإهانة بصورة أدت إلى إصابته بأزمة قلبية نقل على أثرها إلى المستشفى، حيث توفاه الله، يجدها معبرة عن الحالة المتردية التى وصلنا إليها -كمجتمع- مؤخراً. فقد نشرت بعض المواقع الإعلامية أن الخيط الأول للقصة بدأ عند صاحب العمارة التى توجد فيها الصيدلية التى تستأجرها زوجته الصيدلانية بنظام «الإيجار القديم». الحاج صاحب البيت يريد أن يتخلص من المستأجرة وزوجها لتفرغ له الصيدلية، وبالتالى البيت الذى يملكه، ذلك ما صرحت به زوجة الطبيب المتوفى لبعض وسائل الإعلام.

لو صدقنا أن كلام الزوجة المكلومة صحيح، فعلينا أن نسلّم أن صاحب البيت كان جاداً فى التخلص من الصيدلانية وزوجها بكل الطرق، ويرجح صدق كلام الزوجة ما ذكرته بعض المصادر التى استعانت بها الصحف فى منطقة الحدث، إذ أكدت وجود خلافات بين صاحب العقار الذى تقع به الصيدلية والطبيب، لأنه يحاول إخراجه منها لهدم العقار، لوقوعه فى منطقة مميزة يزيد فيها سعر متر الأرض على 30 ألف جنيه على الأقل، كما أن الضابط حسب شهادة عدد كبير من شهود العيان وسكان المنطقة، اعتاد مضايقة الطبيب، لأنه صديق شخصى لنجل صاحب العقار. سحق الطبيب الضحية البالغ من العمر (48 عاماً) تم فى إطار المجاملة من ضابط شاب لصديقه الشاب، ابن الحاج صاحب البيت الذى يريد إخلاءه بكل الطرق، حتى ينتفع به كل النفع، ولأن الطبيب والطبيبة لم يخرجا بالحسنى، ولم يقبلا بتهديدات صاحب البيت، فقد كان من الطبيعى أن يتطوع المغوار ابنه، لحل المشكلة عن طريق «الضابط الغضنفر» صاحبه.

تحرك الضابط إلى الصيدلية مستنداً إلى ما قال إنه بلاغ وصل إلى القسم بوجود سيارة توزع أقراصاً مخدرة أمام الصيدلية، ودخل مباشرة على الطبيب ذى الأعوام الثمانية وأربعين، فعامله بطريقة فظة ومهينة، كما أظهر فيديو زعمت بعض مواقع التواصل الاجتماعى أنه يسجل الواقعة، وأخذ يلكزه بيده داخل الصيدلية، ولك أن تتصور الفظاظة الأكبر التى عُومل بها الطبيب الذى يشرف على الخمسين داخل القسم، من ضابط شاب فى العشرينات، قرر إهدار كرامته حتى ينجز خدمة لصديقه ابن صاحب البيت. الطبيب المريض بالقلب، صاحب الدعامات، لم يتحمل الإهانة وفظاظة التعامل فأصيب بأزمة قلبية تسببت فى وفاته.

مطلوب منك تحديد الضمير الغائب فى قصة وفاة طبيب الإسماعيلية فى قسم الشرطة: هل هو ضمير صاحب البيت الذى لا يهمه سوى استغلال ما يملك، حتى لو أدى الأمر إلى هدّ المعبد فوق رأس من يرفض الخروج من أملاكه؟. هل هو ضمير ابن صاحب البيت الشاب الذى قرر حل المشكلة لحصد ثمن أرض البيت الذى يملكه أبوه؟. هل هو ضمير الضابط الشاب الذى استغل نفوذه لإرعاب مواطن، لم يتحمل قلبه المريض الإهانة، مجاملة لصديقه عشان يلاقيه فى مجاملة أخرى؟!. المؤكد أن كل هذه الأطراف تستوى فى غياب الضمير.. وذلك سر من أسرار المحنة التى نعيشها.. يقول «محمد إبراهيم أبوسنة»: يالله يالله.. كيف يكون الزمن المقبل؟!.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع