الأقباط متحدون - مظاهرات العار وحناجر الفتنة
أخر تحديث ٠١:٥٦ | الاثنين ٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٤توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٥ السنة السادسة
إغلاق تصغير

مظاهرات العار وحناجر الفتنة

 بقلم: محمد بربر
لا عجب فى أن نذكر اليوم-  وبكل عرفان- شهداء "مصر" الذين استبسلوا فى مراحل الصمود والدفاع النشط ومعارك أكتوبر، ورووا بدمائهم تراب "مصر" المقدس.. وتظل علامات التعجب الكثيرة والمخيفة تسيطر على واقعنا المزيَّف؛ فكيف إننا حين نحتفل بانتصار أكتوبر ونرفع علامة النصر، مرددين كيف اتحد عنصرى الأمة لضرب العدو الطامع المحتل، ونحن فى الوقت ذاته نضرب المواطنة فى مقتل.

فالجيوش التى تدك الأرض دكًا، وتخرج لتتظاهر وتشجب وتدين وتستنكر وترفض وتعارض- وغيرها من أفعال "المعارضة الصامتة" – فى ساحات دور العبادة- سواء فى المساجد أو الكنائس- تثير لدىّ أنا شخصيًا بعض الملاحظات - دون تصور دق القبضات على راحة الأيدى إمعانا فى فكرة الإغاظة-  وأول تلك الملاحظات: من أين يأتى هذا العدد الضخم من أنصار "عودة كاميليا" ليتظاهروا أمام مسجد الفتح بـ"رمسيس"؟ ومن منكم لم يشفق عليهم والدم يغلى فى عروقهم، يطالبون بعودة الأخت كاميليا، يتقدمهم فى ذلك الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بـ"السويس"؟ الجلاليب البيضاء، واللحى، وسيدات منتقبات خرجوا لينتصروا لـ"كاميليا"!!!

فى الكنيسة، وفى أزمة الطلاق الماضية، رأينا المسيحيين يتقدمون مظاهرات الكنيسة، يرفضون من طالب بالطلاق، ينددون بهذا المطلب أصلاً، يقسمون بكل غال وثمين أن من طالب البابا بالطلاق وقع فى إثم عظيم، وتناسى هؤلاء إنها مسألة إنسانية قبل أن تكون عقيدة دينية.. ويخرج المتشدقون ليتحدثوا على شاشات الفضائيات، مؤكِّدين أن "كله تمام"، وإننا نعيش فى أزهى عصور الدولة المدنية، وأن من طالب بالطلاق "غلط ومش هيعمل كدة تانى".

هنا وهناك، أزمات طاحنة ووطن يترنح، يخرج المتظاهرون بطائفية عمياء،  يرددون ما سمعوه غير مبالين بخطره المحدق بهذا الشعب. يدَّعون الفضيلة ويصرخون من أعماق حناجرهم- فى الحنجرة يكمن السر - الله يحب صاحب الصوت الحنجورى القوى، والدفاع عن الدين يأتى من القلب..

أمراض القلب والسكر والضغط تتزايد فى "مصر"، ومستشفيات الدولة تعانى من عملية فساد وإفساد منظمة.. لماذا لا يخرج المتظاهرون ليدافعوا عن المرضى البسطاء؟!! كيلو الطماطم يزيد سعره عن كيلو التفاح، ولم نجد من يرفع اللافتات العملاقة ويندد بارتفاع الأسعار!!

المتسولون يملأون شوارع بلادنا، فأين هم المؤمنون الذين يتصدقون ويرحمون فقراء مصرنا المحروسة؟

أين الشيخ "حافظ سلامة" وشباب "مصر" ينتحر  الواحد تلو الآخر؟ أم أن الشيخ يقتصر جهاده على التنديد والشجب فقط؟!!!

أصدقكم القول، سيأتى اليوم الذى يبصق فيه التاريخ على هذا الزمن الذى نعيشه،  وستكتب فصول الجهل والتعصب الأعمى فى تاريخ "مصر"، ولن تستطيع حناجر الفتنة حيئنذ أن تبرئ مظاهرات العار.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter