الأقباط متحدون - الخطاب الديني ...!!
أخر تحديث ٠٦:٠١ | الأحد ٢٩ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٩ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الخطاب الديني ...!!

نبيل المقدس
     تعقد المؤسسات الدينية المصرية , بين الحين والحين .. وغالبا بعد حدوث مشاكل بين أطراف النزاع التي تحدث بين مختلفي العقيدة , الكثير من المؤتمرات والندوات والتوصيات المنبثقة منها , لتجديد الخطاب الديني ظانين أنهم بهذه الطريقة سوف ينتهون من التعصب ووأد الفتن التي تصل بهم إلي عمليات إرهابية .. متجاهلين أنه قد تم تسويس الفكر الداخلي , الذي يُعتبر أساس الفهم الصحيح للديانة .. وللأسف الشديد كل يوم عن يوم يزداد نخر هذا السوس لبس فقط في الفكر لكن أيضا في العقل و الروح .. وتكون نتيجة هذه المؤتمرات بتصوياتها غير مجدية .

       يقول السيد محمد البديوي  للشيخ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وإلي الإمام الأكبر الشيخ الدكتور محمد الطيب  ( لا يستقيم حديث فضيلتكما عن تجديد الخطاب الدينى، نهائيا، وأنتما تقبلان الطلاب "نصف الفشلة ونصف الناجحين"الحاصلين على مجموع 50 % ) فى الثانوية العامة بكليات أصول الدين والدعوة فى جامعة الأزهر، كذلك لا يستقيم أبدا أن يكون هؤلاء الذين سيتم تخريجهم لتحمل مسئولية الدعوة إلى الله وتجديد الخطاب الدينى من على المنابر، نجحوا فى الثانوية على "الحُركرك" فتكافؤنهما بالقبول فى كليات الدعوة وأصول الدين. ويكمل الشيخ كلامه أين علماؤنا الشباب ياسيادة الإمام.. هل سيجدد "العواجيز" الخطاب الدينى يامولانا.. لن يستقيم دون استقلال حقيقى للمؤسسة.. لا يستقيم أبدا وأنتما تضعان مستقبل المشيخة فى مهب الريح وتحت رحمة العواجيز.)

         فعلا تجديد الخطاب الدينى يبدأ من اماكنهم ، أي يبدأ من المشيخة ذاتها من مقر وزارة الأوقاف ذاتها.. إذ أن كل الجهود التى تبذل "إن كان هناك رغبة حقيقية من الأساس" , مجرد كلمات تطير في الهواء ، وخصوصا إن كان مَنْ يحيطون بكم ويمثلونكم فى القاهرة وغيرها من المحافظات "فشلة وضعفاء" ولا يعرفون من معنى تجديد الخطاب الدينى سوى "الكلمة" فقط ، ولا يفقهون شيئا عن المعنى ) . هذا جزء بسيط مما  نقلته من موقع اليوم السابع . وهذه حقيقة وعليكم أن تعترفوا بها .. انا أتكلم لأنني شعرت فعلا بفشل هذه المؤتمرات الإقليمية أو الدولية لإخوتنا المسلمين.. بل بالعكس فنحن نري أن الخطب المشحونة تطرفا بإلقاء الكلمات غير الصحية والمسيئة  للأخرين والتكفير بهم , وعلو الصوت في الميكروفونات  تعطي مساحة اوسع وتبريرات أكثر للعنف والإرهاب .
      لابد أن نحيي القائمين على الدراسات الدينية التي تتولاها مؤسسة الأزهر الشريف، ونقدر مجهوداته، ودوره فى الدعوة لتجديد الخطاب الدينى، ولكن في نفس الوقت يجب علينا أن نصارح مسئولي الأزهر الشريف بأن الخطاب التقليدى الذى تحتويه جماعات الإسلام السياسى وأخذته حجة  للعنف والإرهاب، ما يزال هو الجاري والسائد حتي الأن ، فى مناهج الأزهر . ويقول الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى في نفس سياق الموضوع: "لابد أن نصارح الأزهر الشريف، بأن بعض المؤسسات الدينية الرسمية بدلاً من أن تكافح الفكر المتطرف وتتصدى له، وتحذر منه، تفعل العكس، لأنها تصادر وتمنع وتراقب الفكر المستنير، وتجعل نفسها محكمة تفتيش" ، وقد عانينا كثيرًا طوال العقود الماضية مما صنعته هذه المؤسسات، ومن الثقافة التى أصبحت هى المنتشرة فى المجتمع ككل، ليس فى المساجد والزوايا فقط، وإنما المدارس والجامعات أيضًا، وأجهزة الإعلام، ومن هنا يجب علينا نحن المثقفين أن نؤكد أن البيانات والتصريحات وحدها لا تكتفى، بل ننتظر العمل. وأكد الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، أن تجديد الخطاب الدينى لن يقوم به الأزهر وحده، ولكن يجب أن نقوم به جميعا، لأن الأزهر ليس مسئولاً وحده عن الإسلام، فكل مسلم مسئول عن الإسلام، وكل إنسان مستنير له الحق أن يطالب وأن يعمل على تجديد الخطاب الدينى  ' طبقا لتطور المجتمعات .

       هناك طرق أخري أعظم من تجديد الخطاب الديني , هو التعود علي وجود خليط من الأطفال والشباب والكبار المختلفين في العقيدة معا في مهمة ما وفي مجتمع واحد مثل النوادي والرحلات .. ففي الولايات المتحدة الأمريكية تغلبت علي العنصرية بإقامة الخطاب غير العنصري عمليا  ..  فاصدرت قرارا بأن اي عمل كان , يتكون من الجنسين الأبيض والأسود .. هذا ما اريده أن يُطبق هنا في جميع شئون الدولة  المصرية , لكي نتعود علي حب الأخر .. فنحن نجد مثلا أن اي بعثة دبلوماسية تخرج لمهمة ما إلي بلدة أخري جميعهم من المسلمين .. الصحيح والمفروض لكي نقضي علي الكراهية والتمييز هو ان يكون معهم أيضا ولو مسيحي واحد , وتوكل له مهمة اساسية في هذه البعثة  , ولا يكون خيال مأته .. كذلك  الفرق الرياضية بجميع أنواعها لا نجد مسيحي واحد في هذه الفرق الرياضية , مما يؤدي إلي زيادة الكراهية بين عنصري الأمة , لأن هناك الكثير من الشباب لهم نفس المواهب والإستعدادات , لكن ليس لهم نصيب في أن يكونوا من ضمن الفرق . كذلك في الفن بجميع انواعها ... لماذا لا نري في السينما ابطال الأفلام فنان مسيحي أو فنانة مسيحية .. وان لا تكون الأدوار للمسيحي مجرد كومبارس أو اي شخصية اخري ليست لها تأثير في احداث الفيلم .

       هذه الوسيلة كانت تُمارس في الزمن الجميل .. لذلك لم يكن هناك مشاكل أو أحداث فتن بين عنصري الأمة .. كانت العلاقات جيدة وسوية .. فرأينا هذا النهج من رئيس الوزراء " بطرس باشا غالي " حتي أعظم كوميديا مصري جلبته مصر مثل "نجيب الريحاني "  . وغيرهم الكثير في مجال السياسة والمجالات الأخري . لذلك كان لا يوجد مساحة لوجود الإرهاب الديني .

      كما اتذكر أن موظفي الحكومة في الأماكن التي لا يمكن توقفها يوما واحدا مثل هيئة السكك الحديدية والتليفونات والمستشفيات وغيرها من الخدمات الإنسانية .. كان عنصري الأمة  يتبادلان الأجازات في الأعياد الدينية فيها .

أليس هذا اعظم من مؤتمرات الخطاب الديني حيث نسمع اصوات الحناجر تدوي في الأحياء مملوءة كراهية وغل علي الأخرين .

    مولانا الإمام الأكبر .. احب ان اقول بلمسات صغيرة يمكننا أن نقضي علي الإرهاب , ونصير في غني عن هذه المؤتمرات غير المثمرة , والمكلفة علي الفاضي . 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter