الأقباط متحدون - زيارة قداسة البابا للقدس مالها وماعليها
أخر تحديث ١٩:٣٨ | السبت ٢٨ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٨ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

زيارة قداسة البابا للقدس مالها وماعليها

زيارة قداسة البابا للقدس
زيارة قداسة البابا للقدس

مجدي جورج
اثارت الزيارة التي يقوم بها قداسة البابا تاوضدروس هذه الأيام الي القدس العديد من التساؤلات ، وتباينت ردود الفعل ما بين مؤيد بشدة لهذه الزيارة ومابين مستنكر ورافض لها .

ومابين هذا وذاك ضاعت الحقيقة وغابت المصلحة واقصد هنا مصلحة مصر ومصلحة الاقباط المصريين فهل من مصلحة الاقباط معاودة زيارة القدس ام ان مصلحتهم الانتظار وعدم زيارة القدس الا مع اخوانهم المسلمين كما قال مثلث الرحمات السابق قداسة البابا شنودة ؟

والاجابة علي هذا السؤال ليست بهذه السهولة ولكننا سنحاول إيضاح بعض ألحقائق التي ستساعدنا علي إيجاد الجواب الشافي :-

اولا ان زيارة رأس الكنيسة المصرية اذا كان هدفها الواضح والمعلن هو المشاركة في جنازة الأنبا إبراهام  مطران القدس الا اننا لا نحتاج الي تقديم المبررات والأعذار  لكل من هب ودب بشان هذه الزيارة فهذا شان يخص الكنيسة وتم ويتم بتنسيق مع الدولة لكون قداسة البابا يمثل شخصية عامة مصرية ويحمل جواز سفر دبلوماسي .

ثانيا ان قرار منع الاقباط من زيارة القدس اتخذه بابا الاقباط عام ١٩٨٠ وكان لمدة عام واحد يجدد تلقائيا اذا بقيت اسباب المنع ويلغي بانتفاء هذه الأسباب ، وبالتالي فان قرار المنع ليس أبدي فيمكن لقداسة البابا تاوضدروس الغاء هذا المنع  .

ثالثا ان قرار المنع تم اتخاذه نتيجة تعنت اسرائيل واستيلائها علي دير السلطان وإعطائه للرهبان الاحباش بدلا من الرهبان المصريين بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ ولكن هناك الان مساعي لتنفيذ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإرجاعه للكتيسة المصرية وقد تساعد هذه الزيارة في هذا الامر  .

رابعا ان جمهوربة مصر العربية التي قاتلت اسرائيل لعشرات السنين قد قام رئيسها محمد أنور السادات بزيارة للقدس في سبعينات القرن الماضي دون ان تكون اسرائيل قد ارجعت له شبرًا واحدا من ارضنا المحتلة واجري بعدها مفاوضات مضنية معهم من اجل هذا الامر فلماذا تستكثرون علي بابا الاقباط هذه الزيارة التي قد تكون مقدمة لإعادة ديرنا المغتصب ( رغم ان كلمة مغتصب كلمة كبيرة لان الاحباش اخوة لنا في الكتيسة ) .

خامسا ان مقولة قداسة البابا الراحل ان الاقباط لن يدخلوا القدس الا مع اخوانهم المسلمبن كانت كلمة عاطفية في اجواء وطنية واظن ان قداسته نطق بها في اجواء مبادرة السلام بين مصر وإسرائيل وكان يظن قداسة البابا وكنا نظن معه ان السلام قريب وان التطبيع والعلاقات السوية بين الشعبين المصري والاسرائيلي ستنطلق في ظرف فترة قليلة جدا ، ولكن مع مرور آلسنبن  لم تتحقق ظنون قداسة البابا الراحل وظنونا فلماذا التمسك بهذا الامر للان  ؟

سادسا ان تمسكنا بعبارة قداسة البابا الراحل قد تبقينا هكذا اجيال وراء اجيال اسري لهذه المقولة  دون التمكن من زيارة مقدساتنا لان هناك اخوة لنا في الوطن تسبغ علي الصراع العربي الاسرائيلي (وهو صراع سياسي أساسا ) صبغة دينية ومستعدين ان يظل هكذا الي أبد الابدين .

سابعا نقول لمن يقول لنا كيف تزرون القدس وإسرائيل تغتصب ارض فلسطينية و تقتل الفلسطينيين : نحن ضد قتل اي نفس بشرية  وضد كل احتلال ولكن هل امتنعت اسرائيل عن فعل هذا  او ذاك نتيجة عدم زيارتنا للقدس كل هذه السنين ؟

وهل منع عبد الناصر في أوج مجده المسلمين المصريين من الحج للسعودية عند احتدام العداء بين مصر والسعودية في ستينات القرن الماضي والذي وصل الي حد الاقتتال شبه المباشر في اليمن ومقتل الالاف الجنود المصريين هناك باسلحة وتمويل سعودي  ؟

وهل منعت ايران حجاجها من زيارة السعودية رغم ايضا حالة العداء الرهيبة بين الدولتين والتي وصلت الي الاقتتال ايضا غير  المباشر بين الاثنين في اليمن وفي سوريا والعراق ؟

وهل منعت اليمن حجاجها من الحج برغم ان السعودية تحتل مناطق كبيرة من شمال اليمن وأهمها منطقة عسير ؟

ثامنا  ان مفتي الجمهورية السابق قد قام بزيارة القدس وزار المقدسات الاسلامية هناك فهل هو حلال علي المفتي وحرام علي البطريرك  ؟ ثم ان زيارة قداسة البابا للقدس ومعاودة زيارة الاقباط لها هي كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس : هي زيارة للسجين وليست للسجان .
فهل تمنعونا من تطبيق قول المسيح كنت محبوسا فاتيتم الي ؟

تاسعا ان زيارة  قداسة البابا ومعاودة زيارة الاقباط للقدس وللأماكن المقدسة فيها هي من باب مساعدة اخوتنا الفلسطينين علي التمسك بوطنهم وبمقدساتهم وهذا يَصْب في مصلحة مصر  ، وهذه الزيارة تصب ايضا في صالح مسيحيي فلسطين الذين يكادوا ان ينقرضوا في هذه البلاد الغالية فستشعرهم ان لهم اخوة في الايمان قريبين منهم وبينهم كل عام ، فتخيلوا معي وجود ما يقارب من عشرين مليون قبطي مصري سيقوم كل عام عدة الاف  منهم بزيارة فلسطين والقدس فسيحدث رواج مالي واقتصادي سيكون اول المستفيد منه هم الفلسطينيين المحاصرين .

عاشرا وأخيرا رغم ان زيارة الأماكن المقدسة لدينا في المسيحية ليست فرضا وليست من أركان الدين الا اننا لا يمكن  ان نغفل مشاعر حوالي عشرين مليون قبطي مصري يتوقون الي هذه الزيارة والي السير في الشوارع التي سار فيها السيد المسيح والي زيارة القبر المقدس الفارغ والي دخول كنيسة القيامة وزيارة بيت لحم ، امن العدل والانصاف ان يعيش الاقباط في هذا الحرمان والمنع وشركائهم في الوطن يحتجون ويثورون ويعترضون عندما يقول لهم البعض فلنرشد عملية ألجح توفيرا للعملة الصعبة ؟

ليس هذا فقط بل ان  من يتشدق بالقول ان هذه الزيارة ستحدث فتنة وليس أوانها الان يتناسي ان هناك الاف المصريين المسلمين  يعملون هناك بعض متزوجون من اسرائيليات ( فلسطينيات الداخل ) .

Magdigeorge2005@hotmail.com
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع