الأقباط متحدون - الكنيسة القبطية ونشأة الكرسى الأورشليمى فى القدس
أخر تحديث ٠٣:٥٩ | السبت ٢٨ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٨ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكنيسة القبطية ونشأة الكرسى الأورشليمى فى القدس

د.ماجد عزت إسرائيل
   تفخر مدينة القدس بوضع متميز بين جميع أنحاء العالم قديمه وحديثه، بالرغم من أنه ليس لها كثير من الخواص الطبيعية التي تخالف المدن الكبرى، وبالرغم من ذلك فقد حظيت باهتمام بالغ من الجغرافيين والمؤرخين والشعراء،وتقع مدينة أورشليم القدس على هضبة غير مستوية، يتراوح ارتفاعها ما بين 2130- 2469 قدمًا، وتتخذ شكل مثلث، ضلعه الشرقي البحر الميت، وضلعه الغربي البحر المتوسط، أما ضلعه الجنوبي فهو جبل دير أبو طور،كما تقع مدينة القدس فلكيًا على دائرة عرض 45ٌ شمالاً، وخط طول 25 شرقً، وتبلغ مساحتها 2099 دونمًا، ( الدونم يعادل 1000متر مربع)، وهو ما يقارب 3838 فدانًا، منها ما يقرب من ثلث المساحة ففي المدينة الجديدة خارج الأسوار.

ومن أهم الجبال جبل الزيتون، وجبل صهيون ويمتاز بوجود القلعة المسماة "مدينة داود" عليه، أما جبل بيت المقدس فعرف عند اليهود باسم جبل "الموريا" ويقع بالقرب من المسجد الأقصى، ومناخها ينتمي إلى البحر المتوسط، فهو حار جاف صيفًا دفئ ممطر شتاءً ،وتنقسم إلي إحياء، وهي الحي المسيحي في الشمال الغربي، والحي الأرمني في الجنوب الغربي، والحي الإسلامي في الشرق والشمال الشرقي، والحي اليهودي في الجنوب.وللمدينة أسوار منها السور الحالى ورجع إلى القرن السادس عشر، وبه ثمانية أبواب هي:باب العمود،الباب الجديد، باب الساهرة،باب الخليل،باب صهيون،باب المغازية، الباب الذهبي ، باب الأسباط ،وقد أطلق على المدينة عدة مسميات منها (يبوس) وقد يرد اسمها (أورشليم) وتعني بالعبرية (أساس السلام)، أو (ملك السلام)، وقيل إن إبراهيم الخليل سماها (مدينة السلام)، وأطلق عليها أورشليم و (أريئيل)، وأريئيل معناها (موقد الله)، ومن ثم سميت أورشليم (مدينة الله)، مدينة الرب (مدينة العدل) ، ثم مدينة الحق.

   على أية حال،للكنيسة القبطية مكانة كبيرة فى القدس وأيضا بطريركها،و ترجع نشأة الوجود القبطي في القدس إلى الزيارة للأماكن المقدسة بالقدس، منذ اكتشاف الأمبراطورة هيلانة للصليب الصلبوات في عام (325م) وتأسيسها لكنيسة القيامة. ولا أدل على ذلك من اشتراك البطريرك القبطي "أثناسيوس الأول" (328-373م) البطريرك رقم (20) في تدشين هذ الكنيسة مع بطريرك انطاكية،وكذلك قصة القديسة مريم المصرية التي حضرت إلى القدس في عام (382م)،وشاع صيتها، حتى أنه بعد وفاتها تم تشييد كنيسة على أسمها مجاورة لكنيسة القيامة،واستمر الوجود القبطي في القدس مع الفتح العربي لذات المدينة، واستمر بناء الكنائس والأديرة القبطية في القدس بعد ذلك، ففي القرن التاسع الميلادي تم إنشاء كنيسة قبطية في القدس عرفت بكنيسة المجدلانية، ولعل أشهر الأمثلة جميعاً هو دير السلطان ـ يوجد نزاع حول هذا الدير ـ مع وجود هيكل تابع لكنيستنا القبطية داخل كنيسة القيامة،وللكنيسة القبطية عدة مؤسسات خدمية منها المدرسة القبطية والكلية الأنطونية للبنين،وكلية الشهيدة دميانة للبنات، والجمعية الخيرية اجتماعية لرعاية أقباط القدس بالتعاون مع رابطة القدس للأقباط الأرثوذكس التى تم أنشائها عام 1948م لتقديم المساعدات من رعاية اجتماعية وثقافية وتنظيم رحلات ـ برية أو بحرية أو عبر السكك الحديدة ـ الأماكن المقدسة بذات المدينة،وزادت مكانة الكنيسة القبطية بالقدس ،منذ عصر البابا كيرلس الثالث(1235-1243م) البطريرك رقم (75)،حيث أنشأ لأول مرة مطرانية قبطية للقدس والشام، ورسم لها أحد الأساقفة الأقباط.

وربما دفعه إلى ذلك التنافس بين كرسي أنطاكية والأسكندرية، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أصبح لمطرانية القدس (الكرسى الأورشليمى) مركز هام في الأكليروس القبطي.وبعدها زاد تعداد الأقباط حتى وصل لنحو خمسة الأف نسمه،وأيضًا أوقف أراخنة الأقباط العديد من العقارات والأراضى لصالح هذه المؤسسات،وبداية الصراع العربى الأسرائيلى انخفض تعداد الأقباط وخاصة بعد قرار قداسة البابا المتنيح " شنودة الثالث"(1971-2012م) البطريرك (117) بمنع زيارة الأقباط لمدينة القدس إلا مع المسلمين.وبعد تولى قداسة البابا "تواضروس الثانى" البطريرك (118) منذ ديسمبر 2012م،أكد على تنفيذ قرار البابا شنودة السالف ذكره،وكذلك بعد زيارة رئيس السلطة الفلسطنية "محمود عباس" ـ منذ 15 يناير 2005م ـ  فى مطلع نوفمبر 2015م.

  ولكن لعب القدر دوره فى زيارة بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية للقدس فى 26 نوفمبر 2015م،حيث تنيح الانبا "أبراهام" مطران الكرسى الأورشليمى فى 25 نوفمبر 2015،والذى أكد فى وصيته على صلاة قداسة البابا "تواضروس الثانى" عليه حين نياحته،كما كان كلاهما فى خدمة واحده فى أثناء رهبنة البابا بدير الأنبا بيشوى ببرية شيهيت،وأيضًا المتنيح يعد من بين أقدم آباء ومطارنة الكنيسة القبطية،فلهذا ذهب البابا للقدس للصلاة جناز الأنبا أبراهام ـ وهذه زيارة تاريخية لبابا الإسكندرية منذ 48 سنة ـ يوم السبت 28 نوفمبر 2015م.ليس هذا دفاعاً عن موقف قداسة البابا الذى دخل القدس بدون تأشيرة إسرائيل،وأكد على عدم زيارة كنيسة القيامة والأماكن المقدسة الآخرى،لأنها زيارة وأجب اجتماعى ودينى ،ومكانة لقيمة الكرسى الأورشليمى الذى يعد أيضا مكانة كبيرة للكنيسة المصرية بين كنائس العالم.    


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter