الأقباط متحدون - كيف نقضى على المال السياسى فى الانتخابات؟
أخر تحديث ٠٧:١٢ | الجمعة ٢٧ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٧ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كيف نقضى على المال السياسى فى الانتخابات؟

مارجريت عازر
مارجريت عازر

قرائى الأعزاء.. لقد تغيبت عن الكتابة نحو أربعة أسابيع وهذا احترام لجريدتى ولكم. لأنى كنت ضمن مرشحى قائمة فى حب مصر وحتى لا تكون هناك أى شبهة دعاية أو حتى أكتب رأياً فى أى موضوع يؤخذ على أن يكون لى فرصة أكثر من أى مرشح آخر.. فلكم منى كل احترام ولجريدتى كل التقدير والاعتزاز.

فى الحقيقة.. هذه كانت مقدمة لما رأيته فى الانتخابات البرلمانية من الإعلام، فكل قناة فضائية ملك لحزب كانت تقتصر على مرشحى هذا الحزب، وهذا لا يكون تلميحاً عن حزب واحد ولكن عدة أحزاب وقنوات، فكانت أكثر من أربع قنوات تعمل لصالح مرشحين بعينهم. ودعنا من هذا، فالأغرب أن كل من له صديق كان يروّج له فى الإعلام، والأعجب أيضاً أن بعض القنوات تعمل حلقات بالكامل مدفوعة الأجر دون التنويه لهذا، مما أثر على عملية تكافؤ الفرص بين المرشحين.

وفى الحقيقة رغم أننى أشيد بالعملية الانتخابية من تنظيم اللجان وعمل الشرطة والجيش، وأن العملية الانتخابية كانت مؤمّنة تماماً بفضل الجيش والشرطة والتعامل كان فى منتهى الاحترام داخل اللجان وخارجها، وقد رأيت بنفسى القضاة المحترمين وهم ينتقلون لكبار السن بالدفاتر للتوقيع وإتمام العملية الانتخابية لهم إذا كانوا لا يستطيعون صعود سلم المدرسة ومدى نزاهة الانتخابات وشفافيتها، وأنها لم تشُبها أى شائبة تزوير، وأن كل الجهات القائمة عليها اتسمت بالحيادية التامة، وأن عملية الفرز التى أصبحت فى اللجان الفرعية سهّلت الكثير وأعطت تأكيداً بعدم وجود أى شبهة للتزوير. كل هذا عظيم ولكن لم أرَ فى حياتى -وأنا التى تدّعى أنها خبيرة تنظيم العمليات الانتخابية على الأرض- مثل هذا الكمّ من الدسائس وشراء الأصوات وكيف لعب المال السياسى دوراً لا يليق ببرلمان ثورة ٣٠/٦، وهل ستظل الانتخابات يتحكم فيها المال السياسى؟ وما الوسيلة التى تقضى على سطوة المال بهذا الشكل فى الانتخابات؟ فأدركت أن الانتخابات الفردية لا يمكن أن تقضى على المال السياسى وفكرت لو أن الانتخابات بنظام القوائم، فوجدت للأسف الشديد أن القوائم يتحكم فيها بعض رؤساء الأحزاب وبها مصائب أكبر، نفس الشىء؛ المحسوبية والمعارف والتبرعات، والأكثر هو الدعاية التى ليس لها سقف مالى وكيف تُحسب، وتأكدت أن الموضوع أكبر بكثير من كون المشكلة «فردى» أو «قوائم». المشكلة فى ثقافة الانتخابات ومنع الامتيازات التى يحصل عليها النائب والتى ينفق من أجلها كل هذه الأموال. أصبحتُ فى حالة من الذهول مما رأيتُ وما يحدث، وهل يستطيع المواطن الذى يريد أن يخدم وطنه أن ينفق كل هذه النفقات للفوز فى الانتخابات؟ مش قادرة أصدق. ومع ذلك لا بد أن يكون هناك حل للقضاء على كل هذه السلبيات التى تتيح للنائب الذى يمتلك الأموال بغض النظر عن كفاءته أن يفوز أو من لا يرتضى أن ينفق كل هذه الأموال فى شىء غير مشروع (شراء الأصوات) ألا يفوز، ولذلك أنا أترك الحل للقارئ حتى يحكم أو يقترح ماذا نفعل.

أذهلنى مواطن جاء على شاشة التلفاز يقول إنه كسب فى الانتخابات أكثر مما كسب فى حياته كلها وأنه لم يعطِ صوته لأحد.. ماذا نفعل فى هذه المشكلة؟ الحل فى يدك سيادة القارئ.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع