ماجد سمير
صديقي الصعيدي القادم من الأقصر  الذي يحمل هموم مصر فوق كتبفه دون كلل أو ملل أو فقدان الأمل لايخرج من مواجهة إلا بعد أن يعد نفسه لمواجهة أخرى وصراع آخر من أجل وطن يسحتق النضال وطن يحلم به أن يكون دائما كما يجب وكما يستحق أبناءه ، قابلني  كالعادة في القاهرة يحكى عن آخر مستجدات نضاله المستمر

على المستوى الصحفي صديقي الصعيدي المذكور أعلاه يعتبر أهم مصدر لي في العمل والكتابة وربما الاكتبئاب لقناعتي الشديدة أن البلاد تدور في دائرة مفرغة ولا أمل للخروج منها لأن المصير والقرار في أيدي جمعية المنتفعين بخيرها الوارثين الوحيدين والشرعيين وبشكل حصري  لكل خيرها حسبما يعتقدون.

حكى لي حينما تقلبنا للمرة الأولى منذ سنوات بلهجته الصعيدية المميزة عن تقرير خاص بمنخفض القطارة  وعن مستوى النقلة الاقتصادية التي يحملها لمصر، وأن البداية نفق يحول المياة من البحر المتوسط إلى المنخض وبعد مدة زمنية ليست طويلة يتم استزراع أسماك خلال ثلاث سنوات تكفي محليا المحلي وتفيض كيمية كبيرة للتصدير ويفيد التقرير أن البخر الناتج عن مياه البحرية الصناعية الكبري ستحمله الرياح ليمطر في جنوب سلاسل البحر الأحمر في مناطق صالحة لزراعة أشجار الزيتون وبكمية تكفي لتغطية الاحتياجات المحلية وأيضا إنتاج زيت الزيتون مع فائض كبير للتصدير سواء من الزيتون أو زيت الزيتون.

و التقرير تطرق إلى ان المخرات المعدة سلفا لتصريف أمطار البحيرة تكفي لري مراعي للانتاج الحيواني تغطي السوق المحلية ويبقى منها للتصدير ، فضلا عن امكانية تحويل شاطىء البحيرة الغربي لمنتجع سياحي عالمي على أعلى مستويات المنتجعات في العالم على نهج بحيرة لوزان بسويسرا وشدد التقرير على  أن التعاونيات التي تضمن أن يكون الشعب شريكا في المشروع طبقا للتعاونيات التي نجح الرئيس البرازيلي السابق "لولا دا سيلفا" في تحويل بلاده من خطر الإفلاس الأكيد إلى قوة اقتصادية عالمية لايستهان بها.

هذه المرة جاء حاملا على عاتقه هم قصتين شديدتي الحزن الأولى عن قيام مجموعة من الفلاحين بسوهاج باستصلاح مساحة 500 فدان منذ عشر سنوات وبعد أن بدأت الأرض تؤتي بثمارها قررت وزارة الأوقاف بناء مدنية أخميم الجديدة على الـ 500 فدان المستصلحة ورغم الشكوى والتضرر والظهور في برنامج الصورة الكاملة للإعلامية ليليان داورد على قناة اون تي في إلا أن وزارة الأوقاف نفذت دون تردد وأرسلت اللودارات إلى الأرض وقضى الأمر.

أكد صديقي أن القصة لها بقية لأن الأرض طفيلية غير صالحة للبناء وخلال أقل من سنتين ستصدع المباني وتنهار مدينة أخميم الجديدة وتبحث الوازارة عن أرض ثانية لبناء مدينة أخميم الجديدة "خالص" وبالطبع ستنهار كسابقتها فتختار الأوقاف أرض ثالثة لبناء أخميم الجديدة "لانج" وهكذا بلانهاية.

فجأة قال بما معناه  أنه لن يكمل الحديث وعلينا أن نلتقي غدا في مركز نور للثقافة والفنون وفي الموعد المحدد حضر مرتديا كالعادة جلبابة البلدي الشهير وفورا بدأ قصة الرمال المتواجدة في مناطق وسط سيناء ووادي قنا بصعيد مصر وشمال الوادي الجديد وأشار إلى أن المستثمر يشتري طن الرمال المذكورة مقابل اثنين من الجنيهات فقط يتم توريد مائة وثمانون قرشا منهم للصناديق الخاصة بمحافظة الاستخراج والعشرون قرشا الباقية تورد لخزينة الدولة
 
يبدأ المستثمر في تعبئة الرمال ومن ثم تصديرها للأردن مقابل 60 دولار أمريكي؛ نظرت وبعض الأصدقاء الحاضرون اللقاء لبعضنا البعص فابتسم بمرارة قائلا بلهجته الصعيدية المميزة "اصبروا التَجيل ورا " وأكمل حديثه بأن الأردن تستخدم الرمال في تنقية مياه الصرف الصحي في أول خطوة لمعالجتها وتحويلها صالحة للشرب، عملية الغسيل تستنزف ثلث الكمية ثم تقوم المملكة بتصدير الثلثين الباقيين لتركيا مقابل ثمانية وأربعون دولارا أمريكيا للطن تبدأ تركيا في تقسيم الكمية لنوعين الممتاز منهما يصدر لدور شرق أسيا لتصنيع الأجهزة الذكية مقابل مائة وستون دولارا أمريكيا للطن والنوع الثاني تصنع منهم أنواع الزجاج الفاخر وأول دولة تستورده مصر، ابتسم صديقي وقال عارفين لو الكلام دا كله اتعمل في مصر يدخل لنا كام؟ في صوت واحد سألناه : بكام فقال مبتسما نفس الابتسامة الحزينة سبعة وعشرين مليار جنيه!

وقف صديقي مع آخر كلمة وأخر من جيبه علبة السجائر قائلا : "لأنها مش ناجصة شياط انا بطلت السجاير وتركها أمامنا وأشار بيده مودعنا وخرج عائدا لبلده، نظرنا مرة أخرى لبعضنا البعض وكل منا على وجه تبدو أثار نتيجة الاستماع لحواديت نهب الوطن