قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، إن بلاده ستعيد النظر فى كل علاقاتها مع أنقرة، بعد إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية التركية، وأضاف، فى مؤتمر صحفى، أمس، أن موسكو لا يمكن أن تترك الحادثة تمر دون رد، لكنه أشار إلى أن بلاده لن تشن حرباً على تركيا، وأعاد «لافروف» حديث الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، بأن «إسقاط المقاتلة تم بعد أن قصفت طائراتنا تجارة النفط غير الشرعية لداعش»، فيما أكد رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، أن تركيا تريد تجنب التصعيد مع موسكو.
الطيار الناجى: لم نخترق الحدود التركية.. و«لافروف»: الحادثة لن تمر دون رد.. و«تركيا»: لا نريد التصعيد
وأوصى «بوتين»، أمس، مواطنيه بعدم زيارة تركيا، وأضاف: «بعد ما حصل بالأمس، لا يمكننا استبعاد حوادث أخرى، وإذا وقعت سيكون علينا الرد»، وأكد «لافروف» أن اجتماع حلف الناتو لم يتقدم باعتذار أو تعزية بشأن سقوط المقاتلة، وأعلن أن بلاده تدعم اقتراحاً للرئيس الفرنسى، فرانسوا أولاند، بإغلاق الحدود «التركية - السورية»، بهدف وقف تدفق المقاتلين الجهاديين، وقال إن الإرهابيين استخدموا الأراضى التركية للإعداد لهجمات فى بلدان أخرى.
وقال الطيار الروسى الناجى من حادث سقوط الطائرة الروسية: «لم نرَ أو نسمع أى نداء من طائرات تركية»، نافياً اختراق المقاتلة الروسية للأجواء التركية».
وأكدت مصادر روسية أن «موسكو» قررت إرسال طائرة إلى تركيا لإجلاء رعاياها، وناشد الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو)، يانس ستولتبنرج، كل الأطراف العمل على تخفيض التوتر الناجم عن إسقاط الطائرة، واحتج عشرات الروس أمام السفارة التركية بموسكو، واستدعت وزارة الخارجية الروسية، أمس، السفير التركى، وعبرت له عن استنكار روسيا للحادث، وأعلن وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، أن روسيا ستنشر أنظمة دفاع «إس -400» المضادة للصواريخ فى قاعدة «حميميم» الجوية على الحدود السورية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، إن وزير الخارجية سيرجى لافروف رفض لقاء نظيره التركى، ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عنها قولها: «خلال حوار هاتفى بين لافروف ووزير الخارجية التركى لم يوافق الوزير الروسى على أى من العروض المتعددة للقاء».
فى المقابل، أكد رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، أمام منتدى الدول الإسلامية، أمس، فى إسطنبول، أن تركيا تريد تجنب أى تصعيد مع موسكو، وقال: «نقوم فقط بالدفاع عن أمننا، وحق شعبنا». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئول أمريكى قوله، إن واشنطن تعتقد أن الطائرة تمت إصابتها فى المجال السورى، بعد دخول قصير إلى المجال التركى، وطمأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما «أردوغان» فى محادثة هاتفية مؤكداً أن واشنطن تدعم حق تركيا فى الدفاع عن سيادتها، فيما أعلن رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطى» الكردى صالح مسلم محمد، أن الأكراد السوريين جاهزون للتنسيق مع روسيا لمحاربة الإرهاب فى سوريا.