الأقباط متحدون | من أسوان إلي الضبعــة ..!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٣٠ | الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٢ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٤ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

من أسوان إلي الضبعــة ..!

الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٥: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : نبيل المقدس  
 معروف أن روسيا من أهم الدول الحليفة لمصر من عصر عبد الناصر حتي الأن ، فقد دعمت روسيا مصر اقتصاديا وعسكريا .. وكانت  دائمة  تساند مصر سياسيا في كثير من المواقف ضد الدول الغربية، مساندات مهمة تظل محفورة في أذهان المصريين مثل الإنذار الروسي بعد العدوان الثلاثي  وتمويل وبناء السد العالي , بعد ما رفضت امريكا المساعدة والتمويل , وحرب أكتوبر  عن طريق التسليح الروسي . واخير إعترافها بثورة 3 – 6 – 2013 و تلبية رغبة الشعب المصري في أن تمتلك محطات نووية سلمية لإنتاج الطاقة.. لكن تحت ظروف مختلفة لم يتم مشروع الطاقة النووية .. وخصوصا أن مصر كانت تحتاج إلي طاقة كبيرة لبناء مجمع الألمونيوم .. وتشغيل المصانع الحربية التي كانت من عهد الملك فاروق , حيث كانت ماكيناتها مركونة في صناديق تحت سفح جبل حلوان . 
 
     لم يجد عبد الناصر سوى روسيا الحليف الثاني الأقوى في العالم , فإلتجأ إليها فكانت ضربة قوية علي قفـا امريكا .. فشهدت فترة حكمة تطورا ملحوظا في العلاقات بين البلدين، وظهر ذلك جليا في الاستقبال الرسمي والحفاوة الشعبية المتبادلة بين البلدين. وقدمت روسيا (الاتحاد السوفيتي آنذاك) الدعم والمساندة وكانت أبرزها مساعدة مصر في بناء السد العالي وإرسال خبراء عسكريين إلى الجيش المصري , إضافة إلى المساندة الدولية بعد وقوع العدوان الثلاثي على مصر ووصلت إلى أن أهدت روسيا عبد الناصر طائرة خاصة.
 
 في عهد السادات اختلفت العلاقة بين البلدين عما كانت عليه مع الرئيس عبد الناصر .. فشهدت بعض التواترات خاصة بعدما طرد السادات الخبراء الروسيين من مصر , بسبب تباطؤ روسيا في إرسال المتطلبات العسكرية اللازمة وإرسال قطع الغيار الحربية الضرورية لتجديد ما فقدناه في حرب النكسة , وهذا كان قبل عام من حرب أكتوبر، وسارت العلاقات إلى الأسوء بعدما توجهت مصر إلى إحلال بعض الأسلحة الأمريكية بدلا من الروسية وتوجه السادات إلى الجانب الأمريكي خصوصا بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل. ولا ننسي ان في عهد السادات انبثقت الجماعات المتأسلمة الإرهابية حتي يومنا هذا . 
     ظل الرئيس الأسبق حسني مبارك على الحياد في علاقاته الخارجية مع روسيا وأمريكا فلم تشهد العلاقة بين البلدين تحسنا إلا في منتصف التسعينيات، عندما أجرى مبارك الزيارة الأولى إلى روسيا عام 1997، ووقع خلالها اتفاقيات في مجالات عسكرية واقتصادية، ثم أجرى زيارتين أخرتين عامي 2001 و2006 شهدتا التركيز على الاستفادة في المجال العسكري والطاقة النووية السلمية. لكن بسياسته السلبية .. وبترك السلطة للطاقم الذي كان يعمل معه ..  إنتشر الفساد والخلل الإداري في جميع المؤسسات , وإهتم وركز نفسه في كيفية إيجاد طريقة لتوريث السلطة لإبنه . لكنه في نفس الوقت رفض عرضا من امريكا أن يشتروا جزءً من سيناء الحبيبة  .. ومن هنا بدأت بما يسمي بالربيع العربي الذي هو تصميم امريكي وتنفيذ الإخوان الإرهابية .. الذين وجدت فيهم امريكا تلهفهم علي اقامة الخلافة كما يدعون , وتطبيق الشريعة مما غرز الخوف والفزاعة في قلوب الناس اجمعين .. لدرجة انهم يكفرون كل مَنْ هو يخالف لتوجهاتهم كانوا مسلمين أومسيحيين .. 
 
 فعلا نجحت الإدارة الأمريكية ومعهم دويلة قطر وتركيا , في إهداء مصر المدنية إليهم ( الإخوان الإرهابية ) .. لكن في وقت لم يزيد عن سنة بالظبط قامت الثورة الحقيقية بقيادة الشعب تحت حماية الجيش والشرطة المدنية بإعادة مصر إلي أصحابها .. إستلم الشعب المصري البلدة مهلهلة نتيجة تراكمات اخطاء منذ 50 سنة وخصوصا السنة الأخيرة قبل تبوء السيسي الرئاسة بالإنتخاب الشعبي .. وكانت المشكلة الأولي هي نقص الطاقة بطريقة فيها يأس ان تتقدم  .. والسبب معروف هو استغلال ايام عزل مبارك والسنين الماضية في بناء العمارات التي كان إستيعابها للطاقة الكهربائية وشبكات المياه والصرف الصحي أكثر مما ان تتحملها هذه الخدمات .. كما تم في الهيصة تصقيع الأراضي الزراعية والهجرة العشوائية  إلي المحافظات تاركين الأراضي الزراعية بدون اهتمام . 
 
وبشعور وبوطنية السيسي علم نقطة الضعف التي تجعل مصر لا تستطيع أن تتقدم خطوة واحدة في جميع المجالات بدون بناء البنية الأساسية .. فقام هو والشعب المصري بفتح التفريعة الجديدة لقناة السويس خلال سنة بالظبط , مما جعلت جميع البلدان الأخري تثق تماما بقدرات هذا الشعب العظيم .. فهرعوا لمساعدة مصر لبناء البنية التحتية والمساعدات العسكرية من فرنسا .. ثم نجد روسيا تعرض علينا تحقيق املنا القديم العظيم وهو انشاء الطاقة النووية .. وتم الإتفاق الودي وبعد دراسات عميقة ومجهود زائد من علماء مصر من جانب وعلماء روس من الجانب الأخر .. إلي ان يجيء وقته .
  لكن الإرهاب الأسود لم يعجبه هذا الحال .. ولا يريد ان تتقدم العلاقة بين مصر وروسيا إلي الأحسن .. فتجمعت قوي الشر في إسقاط الطائرة الروسية  بوسط سيناء و القادمة من شرم الشيخ إلي موسكو مباشرة , بوضع قنبلة بدائية الصنع في الطائرة .. بذلك يكون الإرهاب حقق امرين في نفس الوقت وهما ضرب السياحة المصرية والتي كانت قد بدأت تنمو .. وثانيا هدم العلاقة بين مصر وروسيا التي كانتا السبب في علو اسم روسيا مرة اخري بعد غياب طويل , وانفراد امريكا لوحدها في التحكم بأمور شئون الدول .
 
  لكن من رحمة ربنا زرع الله الحكمة في قلوب بوتين وأعلن هو و السيسي فجأة تحرير عقود بناء المحطة النووية والتي تتكون من اربعة مفاعل نووية لإنتاج الكهرباء .. تحت بنود وشروط ميسرة جدا بالنسبة لمصر . واضح أن هذه الإتفاقية كانت ضربة كف قاسية علي قفا امريكا ... وقطع السنة الإخوان المسلمين .. وخيبة الأمل لتركيا وقطر في عرقلة العلاقة بين مصر وروسيا .. فها نري الأن رجوع العلاقة مرة اخري التي بدأها ناصر معهم ببناء السد العالي في  اسوان , حتي بداية بناء المفاعل النووية السلمية في الضبعة في عهد السيسي بالإضافة إلي قيام قنصلية روسية في الغردقة .. مما جعلت الكارهين يحقدون .   !!! 
 
نعم والف نعم كما قال الكتاب : الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ. ٨ الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ. مزامير  121: 7 – 8 .    

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :