الأقباط متحدون | من هو عدوى ؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٥٨ | الجمعة ١ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢١ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من هو عدوى ؟!

الجمعة ١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :سوزان قسطندي
سُئِل السيد المسيح: من هو قريبى ؟! فأجاب ضارباً مثل السامرى الصالح الذى صنع رحمة مع يهودياً جريحاً- وكان اليهود يعادون السامريين
(لو 10: 29- 37)..
وهكذا علمنا أن كل إنسان هو قريبى- مهما كان مختلفاً عنى فى الجنس أو اللون أو الدين أو أو..
علمنا أن نصنع رحمة مع جميع الناس- دون النظر إلى الإختلافات عنهم أو الخلافات معهم..
فالناس أقرباء لبعضهم البعض.. بل إنهم إخوة.. لأنهم من أب واحد وأم واحدة هما أبوينا آدم وحواء..
وعليه فلا وجود فى قاموس البشر- حسبما أسس الله- للفظة عدو بشرى !!
أما عدو البشر فهو إبليس- ذاك كان قتالاً للناس منذ البدء (يو 8: 44) !!
"إصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو" (1 بط 5: 8) !!

خلق الله الإنسان ليحيا ويفرح ويعمِّر الأرض.. ولكن الإنسان رفض الحياة بروح الرب وإختار الموت مع إبليس عدوه الهالك منذ أن صدّقه واتخذه إلهاً له من دون الله معادياً أخيه الإنسان !!
نعم يختلف البشر.. وقد جعل الله هذا التنوع للتكامل وإثراء البشرية.. إنها قوة الحياة فينا..
فكيف نكون بهذا الغباء أن نرفض الحياة ونختار الموت ؟!
حينما يعادى البشر بعضهم البعض ويتصارعون ويتقاتلون بسبب خلافات دينية أو عقيدية الخ ، فقد إنتصر فينا إبليس للموت !!
ولكن حينما نُعمِل العقل ونرفع من شأن الكلمة ونفعِّل الأقوال الطيبة بأعمال المحبة والرحمة، فهكذا نكون إخوة وأقرباء وأبناء الله بالحقيقة وينتصر فينا روح الله للحياة !!

قلب الإنسان موازين الطبيعة منذ أن صدَّق إبليس الكذاب وأبو كل كذاب وشك فى محبة الله له.. فحوّل طاقات الحياة التى خلقها الله بداخله إلى طاقات تدمير وموت.. حوّل عاطفة الحب البنّاءه إلى عاطفة كراهية مدمرة.. ووجه طاقة الغضب التى جعلها الله بداخله لمقاومة إبليس، وجهها نحو أخيه الإنسان لمعاداته ومحاربته وقتله وإفنائه.. غير عالم أنه بذلك قد حكم على نفسه أيضاً بالموت والفناء !!
وهكذا تعلمنا "إغضبوا ولا تخطئوا" (أف 4: 26)..
فالغضب طاقة جهادية مقدسة نقاوم بها إبليس عدونا الحقيقى.. وأما أخى الإنسان المختلف عنى أو معى أو الذى أخطأ فى حقى فليس هو عدوى بل هو أخى وقريبى، لا يجب أن أخطئ إلى الله وأعاديه..
بل "لا تغرب الشمس على غيظكم" (أف 4: 26)..
فأحاوره معاتباً، وأغفر له إن أبدى تأسفاً.. أو أكتفى بالصلاة من أجله إن لم يسمع لى، أو أرفع الأمر لأولى الأمر إن كان الخطأ كبيراً- حرصاً على خلاص نفسه لا نكاية فيه..
 هذا هو الجهاد الحقيقى ضد إبليس وضد الخطية.. "جاهدت الجهاد الحسن" (2تى 4: 7) !!

على الساحة المصرية تشتعل الفتن الطائفية جراء تصريحات هنا وهناك ونشهد أعمال عنف وتسيل دماء..
وعلى الساحة العالمية تشتعل الحروب الدينية لتهيمن مصالح شعوب فوق أخرى..
ثوب دينى يلتحف به إبليس ليخدع البشر فيصدقوه ويهلكوا معه فى جهنم النار..
ولكن ها هو إلهنا المحب لا يتركنا فى ضياعنا فيأتى إلينا وينبهنا "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر، لا تقدروا أن تخدموا الله والمال" (لو 16: 13)..
إنه يخيِّرنا أيضاً بين عبادته وعبادة إبليس- فقد خلقنا الله على صورته ومثاله وجعل لنا عقلاً وحرية لنختار..
فإن خضعنا وشُلَّت إرادتنا أمام أطماع المال والسلطة وكل الشهوات الرديئة فقد عبدنا إبليس واستحققنا معه الهلاك الأبدى..
وإن تحررنا من الخطية وقدمنا أعمال الرحمة والمحبة للناس -كما علمنا المسيح صورة الله- فنحن عبيد الله ووارثون معه نعمة الحياة الدائمة !!
فلنختار الحياة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :