أتابع بشغف مذكرات الشاب وائل غنيم التى تتوالى مسلسلة على «تويتر» بمناسبة اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وفى السائد من الأقوال أن غنيم هو مفجرها الأول، بصفحته الشهيرة «كلنا خالد سعيد»، مشاركة مع الأدمن الثانى عبدالرحمن منصور.
لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم، لن أسأل عن سبب الظهور المفاجئ لوائل بعد الاختفاء الغامض، ولا معنى الظهور قبيل أسابيع من الذكرى الخامسة لثورة يناير، ولا تزامن الظهور مع ظهورات أخرى من وجوه شكلت المشهد الينايرى سابقا، ومعنى هذا الظهور الجماعى للناشطين والنشاط اللافت، أخشى أن تنسيقا ما فى توقيت ما فى عاصمة ما قد تم، وهذا ما يُتداول فى الأقبية الأمنية ويلفت العادين فى الشوارع الخلفية خلف فضائيات المؤامرة الكونية.
السؤال الذى يطرح نفسه ويلح إلحاحاً: هل وائل غنيم إخوان؟.. هل انتمى يوما ما إلى الإخوان، هل انطلق من «جوجل» على أرضية إخوانية، هل كان تكليفاً إخوانياً، هل كانت خطة إخوانية؟.. سُئل وائل كثيرا ولم يجب، ولكن عصام العريان أجاب بما لم ينفه أو يثبته وائل غنيم.
قال العريان والفيديو مرفوع على يوتيوب: «وائل غنيم التحق فترة بالإخوان، والأدمن الثانى لصفحة (كلنا خالد سعيد) عبدالرحمن منصور عضو فى جماعة الإخوان.. وبذلك تعتبر جماعة الإخوان هى من دعت لثورة 25 يناير واستجابت لها جموع الشعب المصرى، حيث إن صفحة (كلنا خالد سعيد) هى من فعلت ذلك، وبما أن وائل غنيم كان عضواً بها وعبدالرحمن منصور مازال عضواً فيها فهى من دعت وساندت الثورة» (المصدر أون تى فى، والتاريخ فى 2 سبتمبر 2012).
وائل غنيم تصدى لتكذيب العريان فقط فيما يخص مشاركة الإخوان فى التخطيط للثورة، وقال: «جماعة الإخوان لم تُشارك فى التخطيط للثورة من الأساس»، وفى حوار دار بينه وبين صحفى من قناة «سى. إن. إن» بعد الثورة بعدة شهور، وبشكل قاطع قال: «إن جماعة الإخوان قبل الثورة أعلنت أنها لن تُشارك فى مظاهرات 25 يناير».
أصدق غنيم أن الإخوان لم تشارك فى الإعداد لثورة 25 يناير بل كانت ضد الخروج لإسقاط مبارك، وتحركت متأخرة وبمشاركات رمزية، بكتائب شبابية منبتة الصلة بالجماعة تنظيميا لا تحمل شارات أو هتافات، فقط حتى لا يفوتها القطار، ولكن غنيم لم يجب على السؤال الكبير: هل أنت إخوان كما قال العريان؟!
لماذا لا تقطع الشك باليقين يا هذا، من باب التوثيق والتشويق، وكما قطع رفيق الثورة عبدالرحمن منصور بانتمائه للإخوان باكرا، وقال بانفصاله عن الجماعة قبل الثورة بعام، وأن أى عمل سياسى قام به كان خارج نطاقهم، هل انفصل غنيم عن الجماعة قبل الثورة أم بعد الثورة أم لايزال عضوا فى الجماعة؟!
وما موقع تحركه الأخير من دعوات الجماعة للتظاهر فى ذكرى الثورة، وهل يلعب دور المحرض الثورى مجدداً، ولصالح من؟.. الإخوان باعتباره عضوا أم لأسباب لا يود التعرض لها رغم تعرضه للأسباب السبعة لابتعاده عن العمل السياسى، ولم يتعرض لسبب واحد لعودته المكثفة للعمل السياسى الآن.
الإجابة تفرق كثير، على الأقل نعرف على أى أرضية يتحرك غنيم، هل هى أرضية ثورية أم أرضية إخوانية، وعندما يعلن ستحدد كثير من المواقف الملتبسة، والآراء المتناقضة، والأفكار المختلطة التى ترافق عودته الإلكترونية، غنيم رقم سياسى مهم وظهوره وحضوره فى المشهد الآن ليس عاديا بل استثنائيا، ولذا يلزمنا التفسير وإيراد الأسباب، وقبل كل شىء الإجابة على السؤال الكبير: هل وائل غنيم إخوان استنادا على اعتراف العريان؟.. لو استجوب العريان ألف مرة لقال إخوان، ولأقسم على ذلك برأس المرشد الأول، علام يقسم وائل غنيم حتى نصدقه، على رأس مرشده الأول؟ أشك، أم يعلن غنيم عن هويته، يجيد فى الضباب.
نقلا عن المصري اليوم