الأقباط متحدون - ولا اتعاظ من التقصير
أخر تحديث ٠٠:٤٢ | السبت ٢١ نوفمبر ٢٠١٥ | ١١ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ولا اتعاظ من التقصير

تعبيرية
تعبيرية
بقلم : مينا ملاك عازر
ما دمنا لم نزل ننفي التقصير، ونرمي الأخطاء على غيرنا، وما دمنا لم نزل ننتظر معجزات من السماء لتستر عوراتنا، سنبقى متأخرين ولا أقول متخلفين مع أنها الأقوى لكنني أرفض أن تطلق على مصري، فقلتها متأخراً يا سادة لقد كنا نستنفر بعد المصيبة الأمنية والكارثة التأمينية لكنني لم أرى ذلك الاستنفار ولم أعرفه ولم اشعر به مع أنني كنت أتوقعه وأترقبه، لم أكن أريد الكتابة عن هذا إلا بعد التأكد من الحقيقة لكن بعد أن تأكدت من المصادر الروسية بأن الطائرة سقطت بقنبلة مزروعة بكابينة الركاب تحت أحد المقاعد، ما يعني أن التورط جاء من عمال المطار غالبا،ً فاسمحوا لي أن أروي لكم تجربة مرت بأحد أصدقائي بعد سقوط الطائرة المنكوبة بل بعد إسقاطها.

سافر للغردقة جواً، فتوقع استنفار أمني، فوجد تخاذل وتعنت وتراخي واستهتار بالركاب وأرواحهم، وجده في مطار القاهرة ووجد استهبال في عودته من مطار الغردقة، وجد السيارة التي أستقلها داخل مطار الغردقة لا تُفحص بأي أجهزة متطورة، يستخدمون مرايا لينظروا ما حول الشنط الموضوعة بحقيبة السيارة، أما مابداخل الشنط فلا حاجة لهم به، يكفيهم التخبيط على الشنطة ليعرفوا إن كانت قرعة ولا مؤاخذة ولا حمرة، كأنها بطيخة، لا يحملون أجهزة للكشف عن أي شيء ولا حتى المحشي ولا مؤاخذة، يكتفون أن يمرروا أيديهم الكريمة على جسدك ليتأكدوا أن تلك الصافرة التي أطلقتها زاعقة فيهم مكينة الكشف عن المعادن صافرة لا قيمة لها، لا يهتمون، لماذا تصفر؟ ويمكنهم أن يمرروك من جوار المكنة لأنهم يراعون ظروفاً لا أراها مبرراً لتمريرك بعيداً عن مكنة الكشف هذه والتي لا أتأكد إن كانت تكشف عن المعادن أم عن ماذا؟ مرافقاً لصديقي أصر امام أحد المسؤولين عن الأمن في الفندق الذي كان فيه ان يخرج من جيبه الهاتف والمفاتيح الخاصة به ليطمئن هو أن إجراءات الأمن تتم لأن صاحبنا رجل الأمن كاد أن يتركه يمر داخل الأوتيل دون الاهتمام ودون أن يعبء بصافرة المكنة إياها، فقرر مرافق صديقي أن يخرج ما بجيبه ليؤكد له وليحرجه في نفس الوقت أنه لا يحمل متفجرات وسط تراخي وتهاون من رجل الأمن، قد تعتبره حضرتك أنه طيب وحنين لكن لا مجال للطيبة وللجدعنة في مثل هذه الأوقات، بل لا مكان لها مطلقاً في العمل وخاصةً إن كان عمل يؤثر على أمن الملايين من المصريين.
 
آخر الكلام في هذا المجال، ما استُنفرنا وما بحثنا أمنياً عن سر سقوط الطائرة وننفي وننفي وننفي وكفى، وكأن هذا يكفي الناس ليطمئنوا، لكن أن نقوم بعملنا كما هو مطلوب فهذا لا يحدث، أنها لحقاً كارثة حينما يتجلى الإهمال على أرض المطارات المصرية. 
 
يا سادة التفتيش بأدب ولا إهانة لمقتنيات الفتيات والنساء أفضل من التفتيش بعدم أدب وهو في الحقيقة ليس تفتيشاً ولكنه إهانة ففي النهاية الإهانة الحقيقية توجه لكم أنتم حين تكشفوا على حقيقتكم بأنكم مقصرون ولا تتعظوا.
المختصر المفيد استنفروا.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter