«الوطن » تروى قصصاً وشهادات من قاع الأزم
بجسد نحيف ووجه يبدو عليه الإرهاق وعينان ترى فيهما الأرق، يقف على أطراف ممشى خليج نعمة بشرم الشيخ محاولاً إيجاد زبائن للمقهى الذى يعمل فيه، يرمى بنظرات عن يمينه وعن شماله ومعها كلماته الروسية والإنجليزية محاولاً إيجاد الزبون المناسب، بينما يخلو الممشى من المارة عند الساعة الثانية ظهراً إلا فيما ندر، حيث تكون الحرارة مرتفعة والسائحون على الشواطئ، لكنه يرفض الوقوف والمحاولة لإيجاد زبونه، فلا يمكن أن يحصل على «يوميته» إلا بإيجاد زبائن لصاحب المقهى الذى استقبله قبل أيام قليلة شريداً فى المدينة بعد طرده من أحد الفنادق التى كان يعمل بها فى قسم الحجوزات للسياح البريطانيين.
«أنا اتبهدلت قوى هنا رغم إنى طالب جامعى وبتكلم لغات كويس وكنت شغال فى الفندق وباللغات اللى معايا، لكن دلوقتى بقيت كأنى متشرد وبتعامل حتى من الشرطة معاملة لا تليق بخريج جامعة»، بهذه الكلمات استهل «محمد. ع»، الشهير بـ«تومى»، حديثه لـ«الوطن»، راوياً معاناته فى العمل بمدينة شرم الشيخ بعد الانهيار الذى أصاب السياحة إثر سقوط الطائرة الروسية إيرباص 321 فى 31 أكتوبر الماضى، فى سيناء، وتعليق الطيران إلى مصر من دول على رأسها إنجلترا وروسيا.
لم يكن «محمد» وحده الذى أصيب بصدمة من التحولات التى شهدتها المدينة فى التعامل مع العمال بل زملاؤه أيضاً الذين رحلوا عن المدينة بعد أيام قليلة من طردهم من الشركات والفنادق الذى كانوا يعملون بها، وعلى الرغم من أنه لم يعمل فى المدينة السياحية الكبيرة منذ مدة طويلة؛ حيث جاء إليها قبل عام واحد تقريباً فإنه لا يرغب فى العودة إلى مدينته الإسكندرية إذ يقول: «مش عايز أرجع تانى إسكندرية ما هى أسوأ وفيها الشوارع غرقانة من المطر ولا فيها شغل، أنا حبيت شرم وبتكلم لغات كويس، ونفسى الحال يتحسن وأرجع أشتغل شغلانة محترمة تانى». ويروى الشاب العشرينى أنه تخرج فى كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ولكنه تمرس اللغتين الإنجليزية والروسية وجاء إلى شرم الشيخ ليعمل مصوراً فوتوغرافياً بإحدى شركات السياحة، لكنه عمل فيها قرابة 5 أشهر فقط، وتركها، ليعمل بأحد الفنادق حتى وقت حادث سقوط الطائرة، وعن إقامته يقول: «هنا فى شرم الشيخ كل مجموعة من الشباب بيأجروا شقة ويدفعوا إيجارها مع بعض وأنا كنت قاعد مع 4 زمايلى من الإسكندرية ومن البحيرة، وكلهم مشيوا لما طردتهم الفنادق وشركات السياحة، وأنا سبت الشقة وقاعد فى شقة تبع الكافيه اللى اشتغلت فيه»، لافتاً إلى أنه تم طرده بعد نبأ تعليق الطيران إلى مصر من دولة إنجلترا بيوم واحد، حيث اجتمع به مديره فى الفندق وأبلغه بأن كافة الحجوزات الخاصة بالفندق تم إلغاؤها وأن الفندق لن يتحمل مرتبه لوجود أزمة مالية به.
ويضيف «تومى» أن المصائب لا تأتى فرادى ففى نفس اليوم الذى طرد فيه من عمله بأحد الفنادق الذى التحق بها منذ 8 شهور فقد بطاقته الشخصية ما جعل الشرطة توجه له السباب والإهانة عند توقيفه، مشيراً إلى أن الشرطة فى المدينة أسوأ شىء يتعرض له العاملون المصريون، حيث يحتجزون أى شخص دون أى داعٍ، ويتركون السائح يفعل من الأخطاء ما يريد فى عرض الشارع، لافتاً إلى أنه توجه عقب فقدانه بطاقته الشخصية إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن حالة الفقد، إلا أنهم احتجزوه للكشف عن صحيفة حالته الجنائية، متابعاً: «يبقى الظابط عارف إنى بطاقتى ضايعة ويشوفنى يسألنى عليها ويحتجزنى، وأنا أصلاً مقدم على طلب لعمل بدل فاقد ليها، وحتى قبل ضياع البطاقة معاملة الشرطة للمصرى قذرة حتى لو كان معاه مراته وماشيين فى الشارع ممكن ياخده من مراته ويكشف عليه»، مناشداً المسئولين النظر إلى أحوال العاملين فى شرم الشيخ بعين الرأفة وتخفيف معاناتهم، خاصة بعد تخلى المستثمرين عنهم وطردهم دون رحمة.
أما محمود رامى، الذى قدم إلى المدينة قبل 5 سنوات مضت، وعمل خلال تلك السنوات فى شركات السياحة التى تتعامل مع السائحين البريطانيين، لكنه قبل عام ونصف العام ترك الشركة التى كان يعمل بها منذ قدومه إلى المدينة والتحق بالشركة التى كان يعمل بها قبل تعليق الطيران الإنجليزى إلى مصر وكان يعمل مديراً بها لخبرته وكفاءته، حيث تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيسة الشركة بعد 48 ساعة من قرار تعليق الطيران تبلغه بأنه فى إجازة دون مرتب إلى حين عودة السياحة الإنجليزية، ولم يكن هو الوحيد فى الشركة إذ يشير إلى أن قرابة 20 عاملاً آخرين تم إبلاغهم بإجازات دون راتب حتى عودة الطيران بين مصر وإنجلترا، لافتاً إلى أن هذا الحال لدى كثير من الشركات السياحية التى تتعامل مع الإنجليز والروس.
فنادق وشركات سياحية لجأت إلى «التسريح» ومنح إجازات بسبب الركود .. مسئول فندقى: الدولة تهددنا بقطع المياه والكهرباء إذا لم ندفع الفواتير
ويضيف «محمود» أن رئيسة الشركة أبلغته بتوقف العمل حتى تسمح السلطات الإنجليزية بجلب السياح إلى مصر، وأن ما حدث يعد أسوأ شىء لشركات السياحة أكثر من الثورات والانفلات الأمنى كما حدث خلال ثورة 25 يناير حيث كان الانجليز وقتها لا يزالون يتوافدون على شرم الشيخ رغم حالة الانفلات الأمنى وعدم استقرار الحكم فى مصر، مشيراً إلى أنه الآن بلا عمل ويقيم مع زوجته الإنجليزية وحتى الآن لم يخطط كيف سيتصرف مع هذه الأزمة، ولفت إلى أن الشركة أبلغت بعض عمالها الذين كانوا يقضون إجازاتهم بعدم العودة إلى شرم الشيخ لتعليق العمل بالشركة، مطالباً الحكومة بالتدخل وإنقاذ العمال، مثل تعويض المتضررين من الكوارث والسيول، معتبراً ما جرى فى السياحة بشرم الشيخ كارثة تحتاج إلى التعامل الجاد من المسئولين وعدم إصدار التصريحات الإعلامية دون حل المشكلات الموجودة بالسياحة حتى قبل حادث الطائرة. ويستطرد الشاب صاحب الـ30 ربيعاً: «اللى بيحصل فى شرم كارثة لأن العمال فيها شغالين بدون عقود تعيين أو تأمينات عليهم وفى أى وقت ممكن يقوله روح مع السلامة، والأول كان ممكن يقولك اشتغل شهر وريح شهر إنما دلوقتى بيقعدوا الناس واسمع إن فيه فنادق قفلت خالص»، مشيراً إلى أن الإهمال الحكومى للسياحة لا يقتصر على أوضاع العاملين فى الشركات والفنادق، بل هو موجود فى صميم وزارة السياحة ومكاتبها فى الخارج وأساليبها الدعائية القديمة، بخلاف التعامل الكارثى مع حادث الطائرة، منتقداً الحفلات والأغانى فى المسيرات التى دشنها الفنانون المصريون فى خليج نعمة وشرم: «يعنى حادثة مات فيها 224 إزاى نغنى ونرقص ونعمل حفلات ده اسمه جهل انت كده صرفت على الفاضى وعملت خلفية ليك عند روسيا سيئة فى نفس الوقت»، مفضلاً أن تقوم الحكومة بعمل حداد ونصب تذكارى تضاء فيه الشموع داخل شرم الشيخ ويشارك فيه المسئولون والرئيس السيسى، ما سيعطى رسالة بتعاطف المصريين مع أهالى الضحايا، أو بإقامة حفل أوبرا ينفذه الروس بعروض حزينة تخليداً لذكرى الضحايا وتخصيص جزء من عائدات الحفل لأهالى ضحايا الطائرة متابعاً: «إنما جايبين شوية فنانين ومطبلاتية يغنوا ويرقصوا وفيه ناس ميتة وفيهم أطفال ده حتى قلة ذوق». ويروى إبراهيم. م، 28 عاماً، من محافظة البحيرة، التى يعمل الكثير من شبابها فى شرم الشيخ، معاناته فى السفر والعمل فى المدينة، بعد تركه العمل فى إحدى المدارس الإعدادية بالبحيرة فى تدريس اللغة الإنجليزية، حيث التحق بالتدريس بعد تخرجه فى كلية التربية، إلا أنه لم يجد له حظاً فى التعليم فقرر ترك العمل والسفر إلى شرم وفق نصيحة أحد زملائه الذى يعمل فى شرم الشيخ منذ 8 سنوات، قائلاً: «صاحبى بقاله 8 سنين فى شرم وكان بيعمل فلوس كويسة وقدر يجهز شقته فحبيت المجال حتى صوره على الفيس كانت بتوضح إن بيئة العمل عنده ممتعة فقلت أنزل أشتغل معاه فى الشركة»، مشيراً إلى أنه التحق بالعمل معه فى الشركة قبل 6 أشهر فقط شعر خلالها بأن العمل فى السياحة أفضل، لكنه فوجئ بحادث الطائرة التى دفعت الشركة إلى التخلى عنه بعد 6 أشهر فقط من العمل ليقول: «سبت التدريس علشان مستوايا المادى يتحسن لكن جيت أكحلها عميتها».
«رامى» عاطل برتبة «مدير».. «محمود»: «إزاى يعملوا مسيرات للفنانين وفيه 224 روسى ماتوا.. دى حتى قلة ذوق» «نادية»: سمحت للعمال بالراحة والحكومة ستجبرنى على تسريحهم لو استمرت فى سياساتها العقيمة
أما أحمد السيد، 27 عاماً، من محافظة بنى سويف، ويعمل فى شرم الشيخ منذ 5 سنوات ونصف السنة فى إحدى شركات السياحة التى تتعامل مع فنادق كثيرة بالمدينة، فيؤكد أن الكثير من الفنادق قامت بمنح إجازات دون مرتب لحين عودة السياحة كالسابق، مشيراً إلى أنه يوجد بعض الفنادق أغلقت وسرحت عمالها ولا يوجد منهم أحد حيث عادوا إلى مدنهم ومحافظاتهم بعد قرار تعليق السفر مباشرة من بريطانيا وروسيا، موضحاً أنه حتى العاملون الموجودون بشرم الشيخ يعانون محنة شديدة لأن المرتبات داخل الفنادق تكون متدنية إلى حد كبير وتبدأ من 400 وتنتهى بـ600 جنيه شهرياً والعاملون يعتمدون على نسبتهم من الإشغال بالفندق و«التيبس». ويضيف «السيد» أن شركات السياحة التى تسرح عمالتها لم تقطع علاقتها بهم لأنها تحتاجهم وقت ازدحام الحجوزات وضغط العمل، فتقوم بالتواصل معهم تليفونياً عبر الهاتف، مشيراًَ إلى أن قرار التسريح يكون أسوأ الحلول التى تلجأ لها أى مؤسسة تعمل فى مجال السياحة لما يخرج عليها من سمعة، وكذلك عدم تمكنها من توظيف عاملين من أصحاب الخبرة بسرعة إذا ما نشطت حركة السياحة. ويشير السيد موسى، أحد البائعين فى بازار بخليج نعمة، إلى أن عدداً من البازارات أغلقت وتركت شرم الشيخ بعد حادث سقوط الطائرة وتعليق السفر، مشيراً إلى أنه يخشى أن ينتهى الأمر مثل العاملين فى البازارات المغلقة، موضحاً أن البازارات الأكثر تضرراً من انخفاض أعداد السائحين والسياحة المحلية لا يمكن أن تعوض البازارات عن الزبون الأجنبى، قائلاً: «الزبون الأجنبى هو اللى بيشترى تحف من عندنا إنما المصرى بييجى علشان البحر والسفارى، وكده كده عندهم التحف فى خان الخليلى وفى كل المحافظات»، مطالباً الدولة بتخفيف الإيجارات على أصحاب المحلات حتى لا يضطروا إلى إغلاقها وترحيل العاملين فيها.
ويضيف «موسى» أن الحياة فى شرم الشيخ مرتفعة الأسعار سواء فى الإيجارات أو التسوق، مشيراً إلى أن العامل يصرف أكثر من نصف راتبه ودخله على المعيشة، ورغم ذلك يتحمل ليستكمل عمله، متابعاً: «معظم الناس فاكرة إن اللى شغالين فى السياحة معاهم دولارات وفلوس كتير، بس العكس احنا حالنا صعب وبنصرف كتير هنا ومش بنلاقى شغل أصلاً»، مشيراً إلى أن الشرطة تتعامل بطريقة قذرة مع العمال المصريين وتحتجزهم دون أى داعٍ، وأنهم معرضون للترحيل فى أى وقت، ما يشعرهم بقلق وتوتر مستمر، خاصة العاملين فى خليج نعمة والقريبين من أكمنة الشرطة ودورياتها، موضحاً أن كل العاملين نظيفون ولا يمكن أن يكون أحد العمال مداناً فى قضايا جنائية أو صدرت ضده أحكام قضائية، لافتاً إلى أن الفنادق ومكاتب السياحة وحتى أصحاب المطاعم والمحلات والبازارات يطلبون من العامل قبل ضمه للعمل صحيفة حالة جنائية للتأكد من أن سجله نظيف، معلقاً: «يعنى لو واحد عليه حكم ولا عمل حاجة غلط هييجى يشتغل فى شرم الشيخ اللى مليانة شرطة علشان يسلم نفسه».
105 آلاف يعملون فى قطاع السياحة بشرم الشيخ و130 ألف سائح تستوعبهم فنادق المدينة
فى الشأن نفسه، تقول نادية إبراهيم عثمان، فى العقد السادس من عمرها، مالكة فندق رويال أوسيس بشرم الشيخ، إن فندقها تعرض لخسائر فادحة من أزمة سقوط الطائرة وتبعاتها بتعليق السفر من إنجلترا وروسيا، مشيرة إلى أنها لجأت أن تنقذ فندقها من الإغلاق بمنح كل العاملين الذين لديهم رصيد إجازات أن ينفذوها لحين عودة السياحة كالسابق، قائلة: «أنا بريحهم مش بسرحهم، وبعدين فيه عاملين هما اللى عايزين يمشوا وأنا اللى بطلب منهم إنهم يقعدوا وأقولهم بكرة تتعدل، وده لأن معظم دخلهم قايم على نسبة الإشغال بالفندق والتيبس»، موضحة أنها تكبدت خسائر فادحة بسبب تصرفات الحكومة المصرية وإدارتها للأزمات وحتى إدارتها للسياحة بشكل عام، وأن الطيران المصرى كان يتجه من شرم إلى لندن ولكنه توقف منذ عامين، متسائلة: لمصلحة من يتم إيقاف الخطوط الجوية مع بلد يرسل إليك آلاف السياح شهرياً؟ بالإضافة إلى الروتين العقيم فى تسلم التأشيرة من القنصليات وليس المطار ما يبطئ عملية السفر والسياحة. وتضيف «إبراهيم» أنها ولدت فى بورسعيد ورحلت إلى إنجلترا منذ طفولتها وعاشت فى إنجلترا 55 عاماً لكنها قررت أن تعود إلى بلدها لتستثمر فى مصر وتندم الآن على خطوتها فى الاستثمار بمصر لما تشهده وزارة السياحة من عجز فى الدعاية وتسهيل إجراءات السفر والقرارات الخاطئة للمسئولين فى ثلاث جهات هى «الطيران، وزارة السياحة، الخارجية»، منتقدة دور وزارة السياحة فى الدعاية للمدن السياحية فى الخارج بقولها: «انت مش عارف تسوق لنفسك، أنا مسافرة بكرة وهسوق لنفسى ولشرم، وهخلى السياح ييجوا مصر عن طريق الأردن»، لافتة إلى أنها ترغب فى بيع الفندق ولا تجد له مشترياً وحتى إن وجدت تخشى أن يكون خلفه يهودى يمول عملية الشراء.
«السيد»: مرتبات عامل الفندق 400 جنيه ويعتمد على «التيبس».. ومالكة فندق: «الحكومة كرَّهتنى فى مصر.. وندمت على استثمار فلوسى فيها» رامى
وتصرح مالكة فندق «رويال» بأنها ضخت استثماراتها فى شرم الشيخ بشراء الفندق عام 2012 فى ذروة الأحداث المصرية، رغم أن رأس المال «بيخاف» لكنها لم تخش لرغبتها فى الاستثمار ببلدها، إلا أن تصرفات الحكومة المصرية والمسئولين ومواقفهم غير المنطقية دفعتها للعودة إلى إنجلترا وتقبيل ترابها، قائلة: «لو رجعت إنجلترا هبوس ترابها، إنما مصر المسئولين والحكومة كرهونى فيها بسبب تصرفاتهم وقراراتهم الشاذة اللى بتدل على عدم الوعى والجهل وأنا متعودة على الحرية فى إنجلترا ومش بخاف».
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.