الكاتب
- "من قلب مصر" يناقش أسباب عزوف الأقباط عن المشاركة فى الانتخابات
- "الغول" و"نائب الرصاص" و"نائب العلاج" و حفنة أقباط على قوائم مرشحى الوطني في الانتخابات
- ورشة عمل عن الإعلام والقيم المدنية توصى بتغيير ثقافة المواطنين
- المؤسسة العربية تطالب النائب العام بالتحقيق في الاعتداء على الطلاب وأساتذة الجامعة في جامعة عين شمس
- تقرير حقوقي: تحرشات إدارية وأمنية براغيي الترشيح واحتجاز مراقبي الانتخابات
جديد الموقع
كيف ينظر الأقباط المسيحيين لجماعة الإخوان المسلمين؟
• د. عصام عبد الله : خطاب الأخوان " خطاب مراوغ " يظهر عكس ما يبطن.
• م. ثروت صموئيل : لو حدث تحالف بين الإخوان والأقباط فسيكون الأقباط هم أول ضحايا الإخوان
• د.فيفيان فاروق: المسيحيين يخشون من اى شئ يتعلق بالإسلام.
• م. مدحت بشاي: النظرة الذمية للأقباط تبدو راسخة في العقل الجمعي للإخوان
• م. شمعي اسعد: الإخوان بوضعهم الحالي لا يشكلون خطر خاص على الأقباط.
• م. رأفت فكرى : شرطا التحالف بين الأقباط والإخوان هو وجود عدو أخر لكلاهما
تحقيق : عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
كيف ينظر الأقباط المسيحيين لجماعة الإخوان المسلمين، هل ما زال البعض يرى أنهم "بعبع" أو سبب تهديد وخوف للمسيحيين أم أنهم مثلهم مثل اى جماعة وطنية يمكن التعايش معهم ؟ هل هذا الخوف مبرر أم أن خوف الأقباط خوفا وهميا زرعه النظام فيهم؟ وهل يمكن أن يكون هناك تحالف بين الأقباط والإخوان من اجل مصالح مشتركة – انتخابات، مقاومة العلمانية والدولة المدنية ،على سبيل المثال- على اعتبار أن البعض يعتقد أن الدولة المدنية تهدم أهم أركان الكنيسة وأهم أسرارها الكنسية كالأحوال الشخصية (مثل الزواج والطلاق)
في هذا التحقيق استطلعنا أراء نخبه من الأقباط المسيحيين من مختلف الفئات العمرية والطوائف المسيحية والتيارات الفكرية.
1- هل ما زال البعض يرى الأقباط المسيحيين أن جماعة الاخوان "بعبع" أو سبب تهديد وخوف أم أنهم مثلهم مثل اى جماعة وطنية يمكن التعايش معهم ؟
مخاوف حقيقة
يعترف الدكتور عصام عبد الله، أستاذ الفلسفة المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس، بأن هناك مخاوف حقيقية من الإخوان المسلمين، أولها أن خطابالأخوان " خطاب مراوغ " يظهر عكس ما يبطن، فهم يدعون أنهم مع " الدولة المدنية " وليس " الدولة الدينية "، وحين تفتش في أدبياتهم أو تناقشهم فيما يزعمون، تكتشف أن مفهوم الدولة المدنية عندهم هو: الدولة التي لا يحكمها رجال دين، أما أن يحكم " الدين " الدولة، باسم تطبيق الشريعة فتلك مسألة أخري.
ويؤكد عبد الله، على أن الدين لا يحكم وإنما البشر هم الذين يحكمون، وعندما يحكم هؤلاء باسم الدين، فإنهم يكونون رجال دين حتي ولو ارتدوا البدلة الأسموكن.
ثاني هذه المخاوف التي يراها عبد الله، أن الأخوان المسلمين ضد " المواطنة "، باعتبارها أساس للدولة المدنية الحديثة، وهم يستبدلون قاعدة أخري بالمواطنة، تقول : أن العلاقة مع – الأقباط – تقوم علي مبدأ " لهم ما لنا وعليهم ما علينا "، أي أنهم يقررون وحدهم مايرونه أولا، ثم يعممون بعد ذلك ما يرونه علي أساس قاعدة المساواة القائلة ( المساواة في الظلم عدل )، وبالقطع فإن هذه القاعدة لن تعطي الأقباط أو المرأة المساواة الكاملة، كما هو الحال في المواطنة الديمقراطية .
يتفق المهندس ثروت صموئيل-مدير تحرير صحيفة "الطريق والحق" مع الدكتور عصام عبد الله في مخاوفه مؤكدا أن مخاوف الأقباط من الإخوان مخاوف حقيقية، مضيفا أن النظام غذى وضخم هذه المخاوف، لكنها مخاوف حقيقية. ويعتقد صموئيل أن هذه المخاوف مبررة، فأدبيات الإخوان حتى لو أنكر البعضمنهم ذلك هي ضد الآخر بل ولا تعترف بوجوده في الأصل، فمازال الإخوان يرفضون ولاية المسيحي، ويرفضون مبدأ الديمقراطية، ومازالت فتاويهم التي أصدرها مفتى الإخوان ضد بناء الكنائس.
ويرى صموئيل انه يمكن الحديث عن التعايش مع الإخوان عندما يتحولون إلى جماعة وطنية بمعنى أن تكون جماعة للجميع تؤمن بتساوي حقوق جميع المواطنين. متسائلا : أين هي من ذلك ومرشدها السابق يرى أن يحكمها مسلم ماليزي أفضل من مسيحي مصري؟
الخوف من الإسلام
الدكتورة الصيدلانية فيفيان فاروق تعتقد أن المسيحيين يخشون من اى شئ يتعلق بالإسلام، بسبب عدم معرفتهم الجيدة بالعقيدة الإسلامية للإخوان أو عقيدة اى جماعة إسلامية أخري متسائلة : هل هم مثلا يتبعون المذهب المالكي أم الشافعي ..هل يؤمنون بالناسخ والمنسوخ أم لا؟ لكن العقيدة الواضحة والمعلومة للكل عندهم هي كراهية المسيحيين وبالتالي مش فارقة.على حسب تعبيرها
-وتضيف : بالمثل أغلب المسلمين غير مدركين بالضرورة لتفاصيل ونوعية إيمان الإخوان طالما أنهم يبدون أتقياء ويعاندون الحكومة الكافرة وبالمرة يكرهون المسيحيين.
- من كل ما سبق تعتقد- فيفيان- أن مشكلة المسيحيين هي حركة الأسلمة والتدين المنتشرة كالنار في الهشيم في المجتمع فالكل إخوان حتي وان لم يعرفوا من هم الإخوان؟ والكل فلان طالما فلان هذا تبدو عليه مظاهر التدين والتقوى والإسلام
علاقة مضطربة وملتبسة
الكاتب العلماني مدحت بشاي ، يرى أن جماعة "الإخوان المسلمون" دأبت عبر كل مراحل نشاطها المبادرة بإعلان رغبتها في التقارب والتعاون مع أصحاب أي مبادرة سياسية أو اجتماعية .. ثورية مندفعة أو فكرية مدنية سلمية ، مضيفا أن علاقة الإخوان بالأقباط ظلت مضطربة وملتبسة ، ومهما حاولوا عبر بعض رموزهم التي تبدو معتدلة ( لحين إشعار آخر) إعلان أنهم يسعون إلى تطبيق مبادئ وآليات الدولة المدنية ، والتدليل على ذلك ترشيح قبطي على قوائمهم الانتخابية ، والحديث بشكل أو بآخر وبتمويهات في النص عن قبولهم التعايش مع الأقباط .. لكن وبالتوازي وعلى أرض الممارسة الفعلية تسقط الأقنعة ، ويخرج مرشدهم السابق معلناً بوضوح " أنا أقبل بحكم مواطن مسلم ماليزي ، ولا أقبل أن يحكمني مسيحي مصري " ليعلن المواطن في الشارع المسيحي عن اشمئزازه ورفضه .
ويعتقد بشاى، أن ظهور الجماعة كان بمثابة إعلان عن خروج عن دولة العدالة والقانون والمواطنة، عبر كشف حالة من الالتباس في النظرة إلى الأقباط.. مستشهدا بكتابات الإمام حسن البنا التى تحوى الكثير من الإرشادات الواضحة والخطيرة تجاه أصحاب الأديان الأخرى مثل دعوة المسلم إلى الحرص في عدم وقوع قرش في يد غير مسلم. ويتذكر بشاى، ما جاء فى مجلة «الدعوة»، وبالأخص العدد الشهير في ديسمبر عام 1980، وما نشرته من فتوى بناء الكنائس على لسان الشيخ عبدالله الخطيب، صاحب النفوذ والحضور في الجماعة، من أن الكنائس ينبغي هدمها في البلاد التي فتحها المسلمون عنوة مثل الإسكندرية، ولا يجوز بناء كنائس في الأماكن التي استحدثها المسلمون مثل المعادى وحلوان، وخلافه.
ولا ينسى بشاى، ما ذكره مرشد الجماعة الأسبق مصطفى مشهور عندما نادي بطرد الأقباط من الجيش وإرغامهم على دفع الجزية. ورغم أن هناك بيانا صدر عن الجماعة ينفى ذلك، ويصف الأقباط بالمواطنين، إلا أن النظرة الذمية للأقباط تبدو راسخة في العقل الجمعي للإخوان.
ويختتم حديثه بأن للجماعة ورموزها العديد من المواقف والقناعات الكفيلة ، ليس بإعلان تخوف الأقباط ورفضهم لمبادئ تلك الجماعة ولكن برفض كل أبناء المحروسة بعد إعلان " المواطنة " مبدأ دستوري على الدولة أن تكفله على الأرض .
وضع الإخوان الحالي لا يشكل خطرا
المدون المهندس شمعي اسعد يختلف –جزئيا- مع السابقين في قوله أن الإخوان بوضعهم الحالي لا يشكلون خطر خاص على الأقباط، وخطورتهم الحالية تمس مصر بشكل عام باعتبارهم تنظيم دولي، فولائهم للتنظيم وليس لمصر
ويضيف شمعي، أن خطورة الإخوان تكمن على مصر أيضا في كونهم يصنفون المصريين على أساس العقيدة لا على أساس المواطنة، الأمر الذي يجعل مبدأ أصحاب الثقة لا أصحاب الكفاءة يعود في نسخة أخرى أسوأ، ورغم أن شمعي يرى أن من نتائج ذلك أمور تمس الأقباط لكنه يؤكد أن ذلك ليس بشكل منفصل عن نتائج أخرى تمس شرائح أخرى في المجتمع، فما يتوقعه من ضرر على الأقباط يجده أيضا لدى كثير من المسلمين في التخوف من نفس الإضرار المتوقعة، فحصر الأمر في الأقباط وحدهم يعزز عزلة الأقباط فيبدون كما لو كانوا يفكرون في مصلحتهم فقط ولا يهمهم مصلحة مصر ككل.
ويؤكد شمعي، على أن في حال وصول الإخوان للحكم لابد أن يعامل باعتباره ضد المصلحة الوطنية لا ضد الأقباط فقط.
إقصاء الآخر
يعتقد المهندس رأفت فكرى أن أي هيمنة لجماعة دينية تقصي الأخر المختلف من نفس الدين لابد أن يقلق منها المختلف من أي دين أخر. وأهم أسباب القلق الجوهرية للأقباط من الإخوان التي يراها رأفت هي : الماضي الخاص بجماعة الأخوان المسلمين والعلاقة بين الإسلام كدولة وبين حلم الأخوان بالإضافة إلى اختلاف الرؤي عبر الأزمان لقادة الأخوان في التعامل مع الأقباط كل هذا كافي لقلق الأقباط وعدم شعورهم بالأمان حول المستقبل أينما كان، فكل نماذج الأخوان في البلدان المحيطة كافية للقلق مع جماعة لا تعرف سوي الاختلاف بين الفقهاء وتحترمه في أضيق نطاق لكنها لا تعرفه بين العقائد المختلفة والمتنوعة علي الإطلاق.
ويشير رأفت إلى أن الأخوان يتكلمون للدعاية والإعلان غير ما يتهامسون بين الأذان موضحا أن المتداخل الجيد مع الأخوان يعلم أنهم يعلنون مالا يخططون حتي تتحقق الأهداف الدينية لهم
ويستشهد رأفت تعزيزا لحديثه بمشكلة المرأة وحقوقها مع الأخوان التي يراها مشكلة كبيرة وغير حضارية بحسب القيم الإنسانية الحديثة متسائلا : ماذا لو جمعت تلك المرأة بين النوع كجنس والمسيحية كعقيدة في أن واحد ؟
2- هل يمكن أن يكون هناك تحالف بين الأقباط والإخوان من اجل مصالح مشتركة؟
تشكيك في التحالف
يشكك الدكتور عصام عبد الله في حدوث تحالف بين الأقباط والأخوان مستقبلا، متصورا أن مصدر تهديد الدولة المدنية في مصر، هو : استغلال الدين في العمل السياسي، للوصول إلي الحكم، مثلما هو الحال مع جماعة الإخوان المسلمين، واستغلال النظام السياسي للدين لترسيخ السلطة .
فبعد قرنين كاملين من محاولة إنشاء دولة مدنية حديثة، علي أيدي محمد علي باشا ما زلنا حائرين في ماهية الدولة المصرية وهل هي حقا مدنية، أم دينية ؟ . وحين يتوه الجميع في دوامة خلط المفاهيم يصبح المخرج الوحيد هو: " دولة مدنية ذات مرجعية دينية "، أو " دولة دينية ذات غلاف مدني ". وطبيعي في هذا المناخ ( المضطرب والملتبس ) أن تنتعش المؤسسة الدينية ( الإسلامية والمسيحية )، وتلعب أدواراً مركبة ومتعددة في الحياة العامة، وتتدخل بدرجات متفاوتة في العمل السياسي العام، وتدلي بدلوها، عبر الفتاوى والعظات العامة في أمور مدنية بحتة .
ضحايا التحالف
لا يعتقد المهندس ثروت صموئيل بإمكانية حدوث تحالف مع جماعة الإخوان متسائلا : كيف يتم تحالف مع جماعة لا تستطيع أن تقيم معها حوار أصلاً، فكم حوار بدأ مع الإخوان ولم يصل إلى نهاية، أو ينتهي إلى نتيجة. مؤكدا على انه حتى لو تم – جدلاً – تحالف بين الإخوان والأقباط فسيكون الأقباط هم أول ضحايا الإخوان بعد الوصول إلى هدف التحالف. ويؤكد صموئيل على أن مصلحة الأقباط مع الدولة المدنية وليست الدولة الدينية أي كانت، مهما كانت عيوب الدولة المدنية إذا كانت هناك عيوب.
شرط لتحالف الأقباط مع الإخوان
يضع المهندس رأفت فكرى شرطا لتحالف الأقباط مع الإخوان هو وجود عدو أخر لكلاهما لأن المصائب تجمع الأعداء... لكن بعد التخلص من هذا العدو بإحراقه سوف يتحول الأقباط إلي وقود للحريق ينبغي الاستفادة منة ليكون الدين كله لله ..الأرض ومن عليها .. مستشهدا بنموذج "حسن ومرقص وكوهين" الذي في رأيه نموذج لم يبدأ صحيحا (كوهين ومرقص وحسن ) لأنة سينتهي حتما بحسن فلابد أن يبدأ به
التعاون الذي يكون بينهما ويقبله الأخوان لا يكون سوي لتحقيق أهدافهم ..لأنهم يتعاونون مع الشيطان حتي لحظة الكفر به . لا خلاف فقهي أو فكري علي الكفر بالشيطان لكنة عندما يكون درجة في سلم الأيمان ودولة الإسلام لابد من الصعود علية.. لكننا أثناء الصعود لا تنسي أنة لابد أن يكون خلفنا وألا ينتفي عنا اتجاة الصعود
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :