الأقباط متحدون | قرصة ودن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٢٠ | الاربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٩ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قرصة ودن

الاربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : محبة مترى
نظر الى خلسة معتقدا اننى لا أراه واننى مشغولة عنه , تحرك فى صمت شديد على أطراف أصابعه مختبئا منى شاعرا بجريمته وان كان ليس شاعرا بالذنب محاولا ايجاد مبرر لفعلته عند المواجهة , والتنصل من مسئوليته وقت اللزوم , لايعى باننى قد فقدت صبرى تجاه خطأ ما مصر على ارتكابه حذرته منه عدة مرات الا يفعله ولكن ها هو يضرب بكلامى عرض الحائط ويعيد الكرة مستهينا بى وبغضبى , كنت مازلت أراقبه بطرف عيني الى أن جاء الوقت المناسب عندما جلس مطمئنا ظانا انه فلت من العقاب واننى سأسامحه مثل كل مرة لانه يعلم مدى حبى له والذى جعلنى مرات ومرات اتغاضى عن عناده و عدم طاعته الى ان فقدت أعصابى فى لحظة ما عندما واجهته بخطأه فأنكر فوجدت نفسى لابد ان أتخذ عقابا سريعا حاسما فجذبته من أذنه بقرصة موجعه  معنفة له محذرة من تكرار الخطأ والا فسيتكرر العقاب , ثم تركته ومضيت مخاصمة اياه , نظر الى بعينين لامعتين من آثار دموع تختنق فى مقلتيه محبوسة على وشك الانهمار محاولا الاعتذار ولكنى رفضت كل محاولات الصلح معه وصممت أذنىّ عنه , بكى طفلى الصغير بشدة وارتفع صراخه  وانطلقت دموعه الحبيسة كشلال هادر, لم يكن سبب بكاؤه الرئيسى هو شعوره بالالم فالقرصة حقا كانت مؤلمة ولكن كانت محتملة ولكنه كان يبكى بسبب ابتعادى عنه وخصامى له فقد شعر أنه فقد القلب الحنون المحب الذى طالما سامحه واحبه واحتواه من قبل , وكنت كلما سمعت بكائه يرق قلبى و أشعر بالرغبة فى الجرى اليه وضمه الىّ  ومسامحته كأن شيئا لم يكن وكنت أتالم لألمه , ولكنى قررت التغلب على مشاعرى هذه و على طبيعتى وأن أصمد فى موقفى حتى أعطيه درسا ضروريا يتعلمه انه كما ان هناك ثواب ومكافاءات هناك ايضا شئ اسمه عقاب عند الضرورة .

تركت ابنى فى محنته التى جعلته يندم على فعلته ويفكر كثيرا قبل أن يكررها مرة اخرى وتأملت فى حالى فمنظره جعلنى أتذكر موقفا شخصيا حدث معى قبلها بفترة قصيرة كنت أشبه فيها ابنى الى حد كبير, فقد تعرضت لموقف مفاجئ أزعجنى وألمنى وكاد يطير النوم من عينى حزنا وقلقا  عدة أيام وكنت فى احتياج للصلاة من أجل زوال التجربة العارضة وأن يتمجد الله فيها والا  فالعواقب سيئة , وبالفعل مرت بسلام وتمجد الله وبدل الحزن والقلق الى فرح وسلام فشكرا له .
 لكننى شعرت بان هذه التجربة العارضة هى قرصه ودن ان جاز التعبير...نعم قرصة ودن بسيطة من الأب الحنون ليذكر ابنته بتقصيرها واهمالها.. ...هى مؤلمة حقا ولكن غير مميتة بل على العكس فهى شافية.....تقلقنى ولكن ايضا تعلمنى وترشدنى ... قد تحزننى لفترة قصيرة ولكن تذكرنى بان اوجه نظرى دائما الى ينبوع كل فرح وسعادة.....قد يتخيل عقلى المحدود اثناءها ان الله قد ابتعد عنى وخاصمنى ولكن فى الحقيقة  تكون عينه على  فاتحا ذراعيه بحب  منتظرا رجوعى ولافتا نظرى الى اهمالى وتكاسلى وابتعادى وسكونى .

كم منا تعرض ذات يوم لقرصة ودن من الاله المحب؟ وانقذه واعطى مع التجربة المنفذ ؟
كم مرة بكته الروح القدس على تقصيره وانشغاله بامور العالم وجعل اولويات الحياة اليومية فى المقدمة ؟ وانه يعيش حالة خمول الى ان يحدث مايكدر صفو حياته فيفيق من سباته ؟

قرأت ذات مرة قصة عن كارز امريكى شهير دخل ذات مرة احد الاماكن العامة ووزع نبذة  مطوية جذابة الشكل من الخارج مكتوبا على غلافها ....(احترس من الخطية المذكورة بالداخل لاتفعلها فهى اخطر خطية و اقرب طريق الى جهنم )...وعندما فتح الجميع النبذ وجدوها من الداخل بيضاء ولايوجد اثر لاي كتابة وعندما سالوا المبشر عن معنى ذلك اوضح لهم ان أخطر خطية هى ألا تفعل شيئا على الاطلاق ولذلك لم يكتب شيئا بالداخل..... نعم الا تفعل شيئا تجاه حياتك الابدية فهى الخطية السلبية...الاستهانة والتكاسل وتضييع الحياة فى امور العالم التافهة ...
يقول الرب يسوع فى انجيل متى 10 : 39 (  من وجد حياته يضيعها من اضاع حياته من اجلى يجدها ).....فهل ياترى اين نجد حياتنا؟
اذا كنا نحن البشر قد نؤلم احبائنا مثلما ألّمت ابنى فى أذنه ولكن الرب يسوع يضمدها  كما اعاد أذن عبد رئيس الكهنة عندما ضربها بطرس بالسيف عند القبض على الرب يسوع...
ليتنا نصلى جميعا مع بطرس قائلين عند التجربة ......يارب نجنى .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :