"المسلمون والحداثة الأوروبية ".. من أحدث إصدارات مكتبة الأسرة
كتبت: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون
أصدرت سلسلة الفكرة التابعة لمكتبة الأسرة كتابًا بعنوان "المسلمون والحداثة الأوروبية" للكاتب "خالد زياد"، يقع الكتاب فى حوالى (300) صفحة، وينقسم إلى سبعة فصول هم:
- الدولة العثمانية وأوربا.
- التفكير حول الانحطاط.
- اكتشاف أوروبا.
- محاولات الإصلاح.
- تبدل أساليب الكتابة والتفكير.
- اللغة العالمية.
- صراع المفاهيم.
وقد مضى على الطبعة الأولى لهذا الكتاب ما يقرب من ثلاثة عقود من الزمن، حيث صدرت أولى طبعاته فى "بيروت" عام 1981، وقد أراد الكاتب أن يدفع به مرة أخرى إلى المطبعة لتعيد طباعته؛ حيث أن الموضوع لم يفقد أهميته من حيث البحث عن الظروف التى اكتشف المسلمون فيها تقدم أوروبا. هذا بالإضافة إلى أنه خلال هذه المدة، لم تظهر أى دراسات من جانب دارسين عرب فى هذا الموضوع.
بداية اتصال المسلمين بالتقدم الأوروبي
وأشار "زياد" فى كتابه إلى أن موضوع علاقة المسلمين بأوروبا، وبشكل خاص الحداثة الأوروبية، جرى تناوله فى العديد من الأبحاث والدراسات التى قام بها عرب وأوروبيون، ولكن سبب البحث فى هذا الجانب من الموضوع، هو أن الفكر العربى قد اعتبر أن بداية اتصال المسلمين بالتقدم الأوروبى قد حدث مع حملة "نابليون بونابرت" على مصر عام 1798، علمًا بأن الأتراك العثمانيين قد أدركوا قبل قرن من الحملة الفرنسية أن العسكرية الأوروبية باتت متفوقة على القوات العثمانية، وأجروا على امتداد القرن الثامن عشر العديد من المحاولات لاكتشاف التنظيم والعلم والأوروبى. موضحًا أن الأمر لا يتعلق بالبحث عن الأسبقية فى اكتشاف التقدم الأوروبى، وإنما التعرف على تجربة أخرى تمت فصولها فى زمن آخر، وفى ظروف مغايرة، وفى عاصمة الدولة "استانبول"، ومن جانب السلاطين أنفسهم.
النظام العثمانى بحاجة إلى إصلاح
وأكّد "زياد" أن الأتراك العثمانيين سبقوا سائر الشعوب الإسلامية فى التعرف على تقدم أوروبا، وكانوا أول من سعوا إلى استيعاب العلوم والتقنيات الحديثة التى ظهرت فيها. موضحًا أن محاولات الإصلاح والأخذ عن أوروبا قد بدأت منذ أن استشعر كتاب الدولة أن نظامهم السياسى والإدارى والمالى بحاجة إلى إصلاح، فقاموا فى أواسط القرن السابع عشر بأول محاولات لنقل مؤلفات فى الجعرافيا والطب إلى اللغة التركية، فى الوقت التى كانت فيه الدولة العثمانية لا تزال تستشعر القوة العسكرية، وإنها قادرة على تهديد دول أوروبا.
وأضاف "زياد": "يكفى أن نذكر أن الجيوش العثمانية قد حاصرت "فيينا" عاصمة الإمبراطورية النمساوية عام 1683 ونشرت الهلع فى أوروبا، إلا أن هذا الحصار كان آخر تقدم عسكرى فى وسط أوروبا، فلم يمض عقد ونصف من الزمن، حتى منيت العسكرية العثمانية بهزيمة عام 1699، والتى تنازلت فيها الدولة العثمانية على أثرها عن سيطرتها على العديد من الأقاليم فى وسط وشرق أوروبا."
"سليم الثالث" وتجارب الإصلاح العثماني
ورأى "زياد" أن تجارب الإصلاح العثمانى فى القرن الثامن عشر تُوِّجت بتجربة السلطان "سليم الثالث" فى انشاء النظام الجديد، لما أبداه من عزم لاستكمال مشروعه، رغم الظروف الصعبة من التحديات العسكرية الروسية، إلى احتلال "مصر" وقطع العلاقات مع حليفته "فرنسا"، إلى تدخلات الدول الأجنبية. ففى عهده باتت تدخلات الدول وصراعاتها تتخذ من "استانبول" مسرحها، وفى عهده أيضًا بدأ الصراع بين القديم والجديد، وفُتحت نوافذ السلطنة أمام رياح التغيير والأفكار الجديدة، وخطت الدولة العثمانية خطوة كبيرة، بالرغم من الانتكاسة نحو التحديث التى ألمّت بالقرن التاسع عشر، وصولاً إلى عصر التنظيمات وإعلان الدستور، ثم إلغاء السلطنة وإعلان الجمهورية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :