الأقباط متحدون - تغيير الخطاب الديني ... ثورة دينية ..!!
أخر تحديث ١٣:٤٤ | الاثنين ١٦ نوفمبر ٢٠١٥ | ٦ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تغيير الخطاب الديني ... ثورة دينية ..!!

نبيل المقدس
 دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في المولد النبوي الشريف الماضي , في كلمته إلى ما سماه "بالثورة الدينية" للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون, وأصبحت هذه الأفكار المغلوطة  مصدرا لقلق العالم كله, حسب كلماته . وقال حينها إنه "ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها". وقد أثار خطاب السيسي آنذاك انتقادات واسعة من العلماء والمفكرين المتطرفين , أمثال السلفيين الذين يتخذون الخلفية الإسلامية في جميع توجهات حياتهم .. حتي عدم السلام علي اخيه في الوطن أوتهنأته بأعيادهم إعتبروه حرام . وقد تصور بعض الشيوخ الإسلاميين بعد ما بدأ بعض الإعلاميين ومفكري الإسلام المعتدلين يعملون علي هذه الدعوة من رئيس الدولة بأنها دعوة لهدم الثوابت الدينية عند الأغلبية الساحقة من المصريين , بحجة محاربة ما يوصف بالتطرف والإرهاب.
      فقد قال احدهم في مؤتمر تغيير الخطاب منذ 4او 5 ايام : إن تجديد الخطاب الديني عامة ضرورة فطرية وبشرية ,و لأن هذا الخطاب الديني الحالي فردي , بينما يشهد العالم تجمعات ونهضات وتطورات هائلة في مجالات المعلومات والاختراعات والإبتكارات ، وأعتقد بأن أية نهضة أو تنمية في العالم الإسلامي التي ينادي بها المخلصون من دعاة الإصلاح إن لم تصدر من مفهوم ديني فهي محكوم عليها بالفشل، فلا بد من خطاب ديني واع ومعاصر ومنضبط يستطيع أن يضع هذه النهضة ويساعد عليها ويدفعها لإخراج الأمة من هذا الضياع والدوران , الذي تدور فيه حول نفسها.. الإصلاح يحتاج لرجال واثقين في عقائدهم . 
          يتحاشى بعض المسلمين بل أغلبهم الاعتراف بضرورة التجديد ليبقى كل شيء كما كان في السلف ، فليس في الإمكان أفضل مما كان، إيثاراً للتعود وتوجساً أوارتياباً من كل حديث وجديد ، فهو يفضل أن يبقى فكره وخطابه ولغته وطريقته وعلمه مترهلاً بالزمن والتغيرات العالمية, و يفضلونها مترهلا أعظم ألف مرة على أن تناله يد التجديد، أو تطاله بواعث التحديث وأسبابه... لأن عقدة التحريف ملتزقة في افكارهم . 
      وأول عواقب عدم تجديد الخطاب الديني هو الإرهاب حيث انه يحاول , وكما هو مكتوب في الكتب أن مَنْ لا يسلم يحتم عليه القتل . كما يستغلون كتبهم الدينية  في تنفيذ عمليات إرهابية لكي ينولوا مأربهم بالضغط .. وهذا الفكر تفاقم جدا  وخاصة بعد ان اصبح له دولة على اجزاء من العراق وسوريا.  , وأمتد ذراعه علي الدول التي كانت تموله لأغراض سياسية  .. أخرها ما حدث في فرنسا , لأنها تساند سوريا .. وما لم نتكاتف جميعا لهزيمة التطرّف والارهاب فان دولة داعش الإرهابية ستمتد وسينضم اليها الملايين فالانتصار له مليون أب اما الهزيمة فهي دائماً يتيمة  ( كما يقول المثل العربي ) ...!!  
       علينا ان نبحث عن حلول حقيقية للمشاكل  الخطيرة ، وليس عن حلول شكلية وفض المجالس ، وعلي  الذين يظنون ان هدفهم القتل والعنف كما في السلف , هو اعادة الخلافة الاسلامية .. فيضطرون  يبحثون عن هدف لا وجود له ويسعون الى هذا الهدف الوهمي بحل لا يكن ان يصدقه عقل  الا وهو "الاسلام هو الحل" والذين يسعون الى تطبيق الشريعة الاسلامية في القرن الواحد والعشرين كما كانت تطبق في القرن السادس الميلادي هم يبحثون عن وهم لان الزمن لن يرتد الى الوراء أبدا لا عن طريق داعش أو بالقاعدة , أو بالاخوان قادرون على اعادة عقارب الزمن للوراء حتى لو استخدموا شعار "الاسلام هو الحل"   ...!   
         ويسأل المؤتمر : كيف يمكن ان نقوم بثورة دينية ومقاومة التطرّف والارهاب بواسطة التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية؟ هذا هو السؤال المطروح امامنا .. علينا النظر إلي دولة دبي كمثل .. التي نجحت في التنمية وزيادة معدلات النمو الاقتصادي ..  انخفضت فيها معدلات الارهاب،  ، كانت دبي من ثلاثين سنة او أربعين سنة قطعة ارض من الصحراء على الخليج ولكن بالتخطيط الصحيح والسديد بقيادة الدول "الغربية " .. وأهم من هذا أنها تحررت من عقدة التعصب الطائفي  فتحولت دبي الى مركز تجاري وسياحي هام على مستوى العالم , هذا بالنسبة للجانب الإقتصادي .. أما الجانب الاجتماعي، فأنت تجد ان دبي بانفتاحها على العالم أصبحت مركز طرد للتطرف [لتحررها من خلط الدين بالسياسة ] ,  وأصبحت تجذب مختلف الجنسيات للعمل بها ويتعايشون معا في تناغم جميل بدون تطرف .. فأنت من الممكن ان تسير على شواطيء دبي وتشاهد فتاة عربية ترتدي الحجاب والعباءة جنبا الى جنب الى فتاة أوروبية أو عربية ترتدي البكيني  بدون اي توتر أو تحرش  او حساسيات .. لذلك لم يكن غريبا انه يعمل في دبي حاليا اكثر من مائة جنسية مختلفة .. واستطاعت دبي الانتصار على التطرّف والارهاب بالتنمية والتخطيط في منطقة موبوءة ومحاطة بالتطرف والارهاب من كل جانب .. ولكنها نجت من فيروس الاٍرهاب لانها استعانت بأدوات التنمية السليمة والمناسبة ، وأصبحت نموذجا يجب ان تتبعه كل الدول التي تعاني من التطرّف والارهاب، مثل جميع الدول العربية والإسلامية   .لذلك فاني اتصور ان التنمية هي الحل , وليس الإسلام ..  لان التنمية والانتعاش الاقتصادي ترفع من مستوى المواطن وتشعره بقيمته في الحياة وتبعد عنه اوهام العظمة التاريخية السلفية  والتطرف والارهاب . أما الحل هو الإسلام فهو يثبت المسيرة في مكانها ولا تتحرك إلا بعد صدور 100 فتوي .
         لكن ما يؤسفني أن اجد أغلب الشباب يرفض كل الأعمال التي تم اتاحتها لهم ,, لأنهم يرفضون فترة التدريب .. كما انهم لا يريدون التغرب عن منازل والديهم , والذي تعود علي عدم العمل والكفاح . بل سحر القهاوي والشيشة هو مكانهم المفضل. 
 إلي مدي يأتي الوقت ويصبح موضوع الإرهاب موضوع ماسخ .. لكي ننهض بدولتنا تاركين الدين كشأن شخصي .. أو علاقة بين الفرد والذي يعبده .    
لك الحق يا ريسنـــــا .. عندما علوت صارخا " نريد ثورة دينيــــة يا شيوخ الأزهـــر " . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter