الأقباط متحدون | هل الإستشهاد معناه الحرب؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٣٣ | الاثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٧ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٥٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل الإستشهاد معناه الحرب؟

الاثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠١٠ - ٢٨: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاى
  مهما قال الأقباط ومهما فعلوا، فبطريقة أو أخرى، يتم تحوير هذا لإدانتهم.  وحتى إذا لم يقولوا أو يفعلوا شيئا فإنه من الممكن أن ينسب لهم ما لم يقولونه أو لم يفعلونه ثم يستخدم هذا أيضا لإدانتهم (يعنى واكلك واكلك!).
 وآخر مثال لهذا ما قيل فى اللقاء بين مقدم برنامج بلا حدود أحمد منصور والدكتور سليم العوا على قناة الجزيرة حيث تم إختلاق قصة السفينة التى قيل أنها محملة بالأسلحة والتى يزعمون أن الأقباط إستوردوها من إسرائيل. مع أن الموضوع كله ما يزال فيد التحقيق ولم تعلن الحقيقة كاملة بعد. ومن ما عرف عنها حتى الآن هى سفينة قادمة من الصين ومحملة بألعاب للأطفال للعيد. ولكن د. العوا ربط هذا بالشائعة القديمة الجديدة أن الأقباط يكدسون الأسلحة فى الأديرة للإعداد لحرب ضد مسلمى مصر. وكأن الأديرة قلوع محصنة تفوق قوة الدولة وجيوشها وبعيدة عن رقابة الأمن
وسطوته.

 وعلى صعيد آخر تحدّث الأنبا بيشوى عن محاولات السلطات التدخل فى شئون الكنيسة الدينية وذكر أن الأقباط يرفضون هذا التدخل حتى وإن أدى الأمر إلى إستشهادهم. وعندما ذكر الأنبا بيشوى كلمة إستشهاد فى الحال ربط العوا بين هذا وإدعائه تخزين أسلحة فى الأديرة مؤكدا أنه وجد الدليل على مخطط الأقباط الحرب على المسلمين لأن الإنسان- فى رأيه- لا يستشهد إلا إذا حارب!! فإذن الأقباط يخططون للحرب ضد المسلمين.
 منطق عجيب أن يوصم الأقباط بالعدوانية حتى عندما يقولوا أنهم مستعدون أن يموتوا من أجل إيمانهم. هذا مع أن الأنبا بيشوى لم يقل أن الأقباط مستعدون أن يقاتلوا أو يقاوموا عسكريا حتى لو أدى الأمر أن يستشهدوا، ولم يقل هذا الكلام قبطى آخر فى يوم من الأيام.
 والواقع المعاش خير دليل على نوايا الأقباط السلمية.  فعلى مر العصور إستشهد الكثيرون من الأقباط بدم بارد على يد المسلمين.  لم يهددوا أحدا، ولم
يقوموا حتى بمجرد الدفاع الشرعى عن النفس. كل ما حدث هو أنهم إستشهدوا.

 وهذه مجرد أمثلة قليلة من مئات الحوادث لجرائم القتل الجماعى التى حدثت فى الثلاثة عقود الأخيرة:
• ۱٩٨۱ الزاوية الحمراء- ٨٦ قبطى قتل وأعتدى على مئات المنازل والمحلات.
• ۱٩٩٠ منفلوط- ٦ أقباط قتلوا وجرح ٥۰
• ۱٩٩۲ المنشية- محافظة أسيوط. مذبحة قتل فيها ۱٤ قبطى.
• ۱٩٩٤ القوصية- ٥ رهبان قتلوا بالدير المحرق.
• ۱٩٩٦ أبو قرقاص- ٩ شبان أقباط قتلوا بينما كانوا يصلون فى كنيسة مارجرجس بالفكرية.
• ۱٩٩٧ عزبة تكلا- قتل ۱٣ قبطى وإصابة ٦ بجراح.
• ۱٩٩٨ الكشح- مذبحة الكشح الأولى وقتل فيها قبطيان.
• ۲۰۰۰ الكشح- مذبحة الكشح الثانية قتل وذبح وحرق ۲٠ قبطى.
• ۲۰۰٨ الهجوم على دير أبو فانا.
• ۲٠۱٠ نجع حمادى- قتل ٦ من الشباب وإصابة ۱٧ عقب الإحتفال بعيد الميلاد.

وهنا يجىء السؤال:
هل إرتبط إستشهاد الأقباط فى جميع هذه الإعتداءات بحروب قام بها الأقباط؟
ودعونا نكون أكثر تحديدا:
هل إرتبط إستشهاد الأفباط فى أى من هذه الإعتداءات بحرب ولو واحدة قام بها الأقبط؟

من إستقراء هذه الإعتداءات يلاحظ ما يلى:
۱. أن حوادث القتل هذه عمت تقريبا كل محافظات مصر و لم تقتصر على مناطق معينة دون غيرها.
۲. أن كل هذه الحوادث تمت من طرف واحد وهو المعتدى دون إستفزاز من الطرف القبطى
٣. الطرف القبطى لم يلقى العناية الكافية من الأمن. لم يحاولوا تفادى هذه الحوادث قبل وقوعها، ولم يقدموا الحماية الكافية فور بدايتها حتى لا تتفاقم ويتزايد حجمها.
٤. وراء كل هذه الحوادث ظاهرة إزدياد روح الكراهية الدينية بين المسلمين نتيجة التعصب الدينى الذى أخذ يستشرى فى مصر بعد التحريض المكثف الموجه للمواطن المسلم وآخرها حديث الدكتور العوا مع المذيع أحمد منصور.
٥. أن رئيس الجمهورية أو أحد كبار المسئولين لم يزوروا أماكان الحوادث أو يصدروا بيانا أو يدلوا بحديث يشجبوا فيه ما حدث ويطمئنوا الأقباط أن الدولة حريصة على سلامتهم وجادة فى عقاب الجناة.
٦. أن هذه القضايا غالبا يتم التعامل معها بإهمال متعمد من أجهزة البوليس والنيابة مما ينتج عنه فساد فى الأدلة. وعندما تتحول للقضاء يتم تأجيلها مرة بعد الأخرى حتى يفقد الأقبلط الأمل فى العدالة ويكونوا مهيأين لقبول أى حكم.  وينطبق القول "عدالة مؤجلة هى عدالة منقوصة”Justice delayed is justice denied.
٧. أنه فى كل هذه القضايا لم يصدر القضاء أحكاما عادلة ورادعة ضد الجناة تتمشى مع حجم الجرائم. فمعظم الأحكام كانت البراءة لعدم ثبوت الجريمة أو السجن لفترة قصيرة. وحتى الآن لم تصدر أحكما ضد أى مسلم قتل أقباطا بالإعدام. ولا يسع المرء إلا أن يتساءل إذا كان هذا تنفيذا للمبدأ الإسلامى: لا يقتل مسلم بكافر؟
 وبعد...فى ظل الجو المشحون بالكراهية الموجهة ضد أقباط مصر، وفى غياب الردع الكافى من الأمن والقضاء، وفى إستمرار الشحن والتحريض من الذين كنا نظنهم عقلاء هذا الوطن، فإن مستقبل العلاقات بين مسلمى مصر وأقباطها لا يبشر بالخير.
 ولكن الله موجود.

Mounir.bishay@sbcglobal.net




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :